أطلق على اللغز أو الأحجية في في الفارسية “جيستان” وهي مركبة من ثلاث كلمات، جه والتي تعني “ماذا” وواست ومعناها “يكون” وأخيرًا آن أي “ذلك أو تلك” فمعناها هو: ماذا يكون ذلك؟ وهو تركيب دال للغاية على الذي يريد اللغز تقديمه، أو بالأحرى يريد السؤال عنه، وبسبب خاصية السؤال هذه لمع صيت اللغز، وتطور على مدار التاريخ.
كتب
ومن جانبهم اعتبر الفرس أن اللغز هو ضمن فنون البديع، كما ذكر في العديد من المؤلفات القديمة، ولأنهم اعتبروه فن فقد احتفوا به، وأفردوا له المؤلفات، كما أوضح الرادوياني في كتابه، وأوضح أن اللغز هو “من جملة الصناعات”.
كما ذكر اللغز داخل القصائد نفسها، مثل ما قاله الشاعر “منوجهري” في لغز الشمع داخل قصيدته.
أنواع
تنقسم الألغاز إلى مجموعتين، الأولى: هي الألغاز المعنوية، التي تشير للشئ الذي يدور حوله اللغز عن طريق ذكر صفاته، ويسمى هذا النوع بالألغاز البسيطة، إلى جانب الألغاز التي قيلت في العلوم، والتي تسمى الفنية.
أما المجموعة الثانية: فهي الألفاظ اللفظية، التي تشير للشئ الذي يدور حوله اللغز عن طريق ذكر كلمات تتضمن اسمه أو بعض حروفه، ويتم ذلك عن طريق عدة تقنيات وهي “التصحيف، القلب، الحذف، التبديل”.
جذور
تعد أقدم الألغاز التي وصلت إلينا في الثقافة السامية من التوراة نفسها، وبهذا حاول البعض تقليد تلك الشاكلة على مدار السنوات، وبرز في هذا المجال على وجه التحديد الكهنة والسحرة، الذين برعوا في هذا الفن.
ومنذ القرن الثالث وبدأ ظهور الكتب التي تناولت الألغاز والأحاجي والمعميات التي أخذت اسمها من التباس الأمر، فعمي عليه الشىء أي لبسه وأخفاه، بينما انتشرت واشتهرت في القرنين الخامس والسادس خاصة بسبب اهتمام العلماء بها، وتنافسهم في هذا المجال، واستخدام الشعراء لها في أشعارهم.
تأثير
حدث تأثير وتأثر بين الأمثال العربية والفارسية على مدار التاريخ، وقد بدأ هذا التأثير منذ القرنين الثاني والثالث، حيث بدأت حركة الترجمة العربية بشكل كبير، واتجهت لترجمة الكتب الفارسية، وهو ما كان له أكبر أثر على انتقال الألغاز الفارسية إلى العالم العربي.
ولم تكن الألغاز وحدها هي التي انتقلت من الثقافة العربية، بل انتقل غيرها الكثير من المظاهر الاجتماعية، والتي صارت بالتبادل، مما أثرى اللغز وأحياه بشكل أكبر.