في الوقت الذي تحارب فيه إيران سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، تدخل الإمارات في حفلة المناوشات الدولية ضد الجمهورية الإسلامية، داعيm قادة العالم للتكاتف ضد إيران ولتغيير الاتفاق النووي، الأمر الذي رأه مراقبون توريط دون الإمساك بمزمام قوة.
ويحتدم الخلاف الإماراتي الإيراني على ثلاث جزر، اشتعل بعد زيارة قام بها الرئيس الإيراني السابق محمود أحمد نجاد، إلى إحداها، في 2012، حينها أشعل صراعا دام لأكثر من 40 عاما، واتسم بالعقلانية في معظمه، خصوصا من جانب أبوظبي.
والجزر الثلاث هي أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى، وكانت تحتلها قوات بريطانية انسحبت منها عام 1971، لتدخلها القوات الإيرانية، وتبقى فيها منذ ذلك الحين، إذ تزعم طهران أن تبعية الجزر تعود لها، بينما تؤكد الإمارات أحقيتها في الجزر.
وجاءت السيطرة الإيرانية على الجزر في عام 1971، أي قبل فترة قصيرة من استقلال سبع إمارات (أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، ورأس الخيمة، وأم القيوين، والفجيرة) عن بريطانيا، واتحادها معا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
والموقف المعلن الدائم للإمارات هو حث طهران على التفاوض، أو قبول إحالة النزاع إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، بينما تصر إيران على أن سيادتها على الجزر ليست محل نقاش، وتدعو الطرف الإماراتي إلى «تفهم الموقف».
إيران تشكل عدوان
ودعا بن زايد دول العالم، مساء امس إلى تضافر جهودها لاحتواء ما أسماه «العدوان الإقليمي الصارخ لإيران»، والحد من برنامجها الصاروخي الباليستير، وذلك مثلما سعى المجتمع الدولي إلى حل القضية النووية، مضيفا وأضاف أن الإتفاق النووي الإيراني في طريقه للفشل، في حالة استمرار النهج الذي تسير عليه طهران في تقويض الأمن القومي للمنطقة العربية.
وطالب بتوقيع اتفاق جديد مع طهران لتقليص قدرتها على دعم الجماعات المتطرفة والميليشيات الطائفية في المنطقة، وتقليل قدرت قوات الحرس الثوري الإسلامي على جلب الصراع والدمار إلى بلدان أخرى، والحد من برنامج الصواريخ الباليستية المزدهر في طهران إلى مستوى معقول، مع منعها من استهداف المدنيين الأبرياء في الدول المجاورة.
توريط للإمارات
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور محمد اللباد أستاذ الدراسات الإيرانية، في تصريح لـ«إيران خانة»:إن «بن زايد يورّط الإمارات في سجال مع ند لا يقدر عليه، خاصة وأن وضع بلاده لا يحتمل الاحتكاك العنيف مع ايران فهي ليست قطر كي تفرض عليها حصار أو تحرض ضدها».
وأضاف اللباد، «الإمارات لا تزال تفتقد 3 جزر استولت عليهم الإمارات منذ سنوات، وبشهادة العالم هي جزر إماراتيه فلماذا لا تحارب الإمارات على استعادة هذه الجزر، لكنها رأت الانضمام إلى الحلف الأمريكي الذي لن يؤثر على قضيتها مطلقا».
محدثي النعمة
وكان محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، هاجم بن زايد على حملته الأخيرة على إيران قائلا، إنه يجب على «المتعجرفين محدثي النعمة» الابتعاد عن الدبلوماسية، وذلك بعد أن سخرت الإمارات العربية المتحدة من انتقاده لسجل حقوق الإنسان في السعودية.
وتسلط الانتقادات المتبادلة عبر تويتر بين ظريف ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الضوء على التوتر بين البلدين الشريكين اقتصاديا ولكنهما متنافسان سياسيا.
ودعمت الإمارات السعودية بقوة في نزاع دبلوماسي مع طهران اندلع عندما أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، في الثاني من يناير 2017، واقتحم محتجون إيرانيون السفارة السعودية في طهران. وقطعت الرياض العلاقات مع إيران، كما خفضت الإمارات مستوى العلاقات مع طهران.
ورد الشيخ عبد الله على مقال ظريف بتغريدة بالعربية إلى نحو 2.5 مليون متابع قال فيها «بعد قراءة مقال وزير خارجية إيران في صحيفة «النيويورك تايمز» اعتقدت أن الكاتب وزير خارجية دولة اسكندنافية»، وذيلها برمز تعبيري (إيموجي) مبتسما.
ورد عليه ظريف بقوله «الدبلوماسية مجال الناضجين وليس المتعجرفين محدثي النعمة.»
ولم يذكر الإمارات بشكل مباشر، لكن المعلقين أشاروا على الفور إلى من يستهدفه على الأرجح.
دعوات إلى الحوار
وكان الرئيس الإماراتي، «خليفة بن زايد آل نهيان»، دعا إيران إلى الجلوس على طاولة الحوار، أو قبول تحكيم دولي لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، بما يرسخ الأمن والاستقرار في الخليج العربي.
وأكد «آل نهيان»، في كلمة وجهها بمناسبة العيد الوطني الـ46 لدولة الإمارات، أن «الإمارات ترفض أي تدخل خارجي يمس أمنها أو أمن واستقرار الأشقاء في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين أو أي دولة شقيقة أو صديقة»، حسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).
وشدد الرئيس الإماراتي على «ضرورة وضع تدابير لمحاسبة ممولي وداعمي الإرهاب وردعهم».
وأشاد «آل نهيان» بما اعتبره «نهج السياسة الخارجية للدولة الذي أثبتت التجربة سلامته وتميزه وحضوره القوي على الساحتين الإقليمية والدولية».
وتخضع جزر، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، لسيطرة إيران منذ 1971، بينما تسعى الإمارات لدى العديد من المنظمات والهيئات الدولية والدول العربية، من خلال مبادرات عديدة للاعتراف بأحقيتها في الجزر.
وتؤكد الإمارات أنها تمتلك وثائق تثبت تبعية الجزر الثلاث لها، معتبرة سيطرة الجانب الإيراني احتلال مرفوض..