بعد أيام من هدوءها وإعلان السلطات الايرانية منتصف يناير الجاري إخمادها، عادت وتيرة الاحتجاجات إلى الشارع مجددا ولكن بشكل محدود، حيث شهدت عدد من المحافظات خروج العشرات من المحتجين يطالبون بإسقاط النظام مجددا، الأمر الذي رأه مراقبون أن السبب وراء العودة هو نقض النظام بوعوده للشعب بعد موجة الاحتجاجات الكبيرة التي اندلعت منذ 28 ديسمبر الماضي.
وشهدت مدن إيرانية عديدة، منذ الأمس مظاهرات حشد لها نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد الفقر والبطالة وسياسات الحكومة التي وصفوها بالفاشلة اقتصاديا.
وشهد شارع الثورة في العاصمة طهران احتجاج الحركة النسوية المدنية الإيرانية «ضد مصادرة الحريات الخاصة بالنساء” من خلال رفع شال أبيض في إشارة الى رفض هذه السياسات بصورة سلمية.
وشهد، الأحد، اعتصامات واحتجاجات عمالية بسبب عدم دفع رواتب العمال لمدة تتجاوز ستة شهور بصورة متتالية بسبب الأزمة المالية التي تعيشها إيران.
مسكنات
ورأى الدكتور عبد الله الأشعل، الخبير في الشؤون الدولية، أن الحرس الثوري الإيراني تعاملع مع الاحتجاجات وكأنها أعمال تخريبية، دون النظر في أسبابها أو إيجاد حل المشكلات، وما حدث من قمع المظاهرات وإخمادها، ما هو إلا تأجيل للمشكلة التي تواجه طهران في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن النظام في حال لم يستطع معالجة المظالم ولم يستجب لمطالب المتظاهرين، فستبقى احتمالات تجدد الاحتجاجات قائمة.
وأكد الأشعل في تصريح لـ«إيران خانة» أن «الاحتجاجات الأخيرة قد تعود بقوة وأكثر عنفا، خاصة وأن المطالب لم تتحقق، وأصبحت كل وعود السلطات الإيرانية وهمية، ولم تنقذ أي وعد رغم أن التصريحات الرسمية كانت متناقضة، حيث لجأ روحاني ورجاله إلى سياسة التهدئة واطلاق الوعود بالإصلاحات، بينما تعامل «الحرس الثوري» المأمور من رجال الملالي بكل حزم وقوة تجاه المعا
وأشار إلى أن ذلك التناقض بين توجهات حكومة الرئيس حسن روحاني التكنوقراطية الحداثية، وتوجهات «الحرس الثوري»، حيث سعى الأخير إلى إفشال سياسات الحكومة الرامية إلى إعادة انخراط إيران في العالم، وتطبيع علاقاتها مع دول الإقليم.
الاحتجاجات قادمة
توقع رئيس مؤسسة الدفاع المدني الإيراني، العميد غلام رضا جلالي، عودة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة والنظام إلى إيران مرة أخرى عقب إخمادها منتصف يناير الجاري، والتي انطلقت في الـ 28 من ديسمبر الماضي، بسبب غلاء الأسعار وتردي الأوضاع الاقتصادية.
وقال العميد جلالي، اليوم الثلاثاء: «من المتوقع أن تشهد البلاد سلسلة اضطرابات (احتجاجات) مناهضة من جديد بسبب تصاعد عمليات الرسائل المتبادلة عبر تطبيق تلغرام بين المواطنين»، وفق وكالة أنباء «إيسنا» الإيرانية.
الهجوم على تليجرام
وعادت السلطات الإيرانية إلى الهجوم على موقع التواصل «تليجرام» ، حيث زعم رئيس مؤسسة الدفاع المدني الايراني «العميد غلام رضا جلالي» ان تلجرام يستغل الاحتجاجات، من أجل الحصول على معلومات المستخدمين الايرانيين لأمريكا واإسرائيل
واعتبر العميد جلالي في كلمة له خلال اجتماع مع مدراء مؤسسة الدفاع المدني في انحاء البلاد، أن «الأحداث الأخيرة في هي أحداث أمنية ومعاصرة بإمتياز، منوهاً الى ان عوامل تلك الاحداث كانت متمثلة بمثلث ثلاثي الأضلاع، ضلعه الأول الأجواء الافتراضية والثاني المشاكل الاقتصادية والثالث تهديدات العدو»، على حد قوله
ونوه العميد جلالي إلى أن مدير تلجرام «باول دورف» يُعرف في روسيا على أنه مثير للفوضى واعمال الشغب وسبق له ان غادر بلاده لقيامه بأحداث شبيهة بالتي حدثت في ايران وتحريض الشعب ضد الحكومة؛ لافتاً إلى «أن تطبيق تلغرام يقوم بحفظ جميع معلومات المستخدمين لاستخدامها في معرفة معلومات أي مجتمع.