جاء إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، الوصول إلى اتفاق مع عددا من الدول الأوروبية، بموافقتها على تعديل الاتفاق النووي مع إيران، ليفتح بابا جديدا من التساؤلات حول الأزمة اللامنتهية من قدرة ذلك الوفاق الأخير، مما يشكل تهديا على الاتفاق النووي.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أكد أن «مجموعات عمل مكلفة بإصلاح ما تعتبره بلاده مثالب في الاتفاق النووي الإيراني بدأت بالفعل في عقد اجتماعاتها في محاولة لتحديد نطاق التعديلات المطلوبة ومدى مشاركة إيران في ذلك».
وكانت السلطات الايرانية أعلنت «رفضها لأي تعديل للاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى، وذلك ردا على امهال الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاوروبيين لدراسة تشديد النص».
وقالت وزارة الخارجية الايرانية في البيان إن إيران «لن تتخذ أي اجراء بعيد عن التزاماتها في اطار الاتفاق النووي ولن تقبل باي تعديل لهذا الاتفاق لا اليوم ولا في المستقبل، ولن تسمح بربط الاتفاق النووي بقضايا اخرى».
المرة الأخيرة
وكان ترامب قرر تمديد تعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران بموجب الاتفاق النووي «للمرة الاخيرة»، وقال في بيان «انها المرة الاخيرة» التي يتم فيها تمديد تعليق العقوبات، مطالبا «باتفاق» مكمّل مع الاوروبيين من اجل «التصدي للثغرات الكبيرة» في نص الاتفاق النووي.
وحذر ترامب من انه «في غياب اتفاق» مكمّل للاتفاق النووي، ستعيد الولايات المتحدة فرض العقوبات المرتبطة ببرنامج ايران النووي، الامر الذي يعني نهاية الاتفاق النووي الذي تم توقيعه قبل عامين ونصف العام في فيينا. واتهم البيان الايراني الرئيس الاميركي “بمواصلة اعماله العدائية ضد الشعب الايراني كما يفعل منذ عام».
وأدان بيان الخارجية الايرانية «سياسة السلطة الاميركية المعادية للشعب الايراني» وانتقد عقوبات اميركية جديدة تستهدف «مواطنين ايرانيين وأجانب».
وحذر البيان من ان ايران سترد «بعمل جدي» على القرار “العدائي وغير القانوني لنظام ترامب باضافة اسم آية الله صادق آملي لاريجاني رئيس السلطة القضائية للجمهورية الاسلامية الى لائحة العقوبات الاميركية الجديدة التي تتجاوز الخطوط الحمر وتنتهك القانون الدولي».
الحماية الروسية تمنع التهديد
في هذا الصدد، يقول الدكتور محمد سعيد عبد المؤمن، الخبير في الدراسات الإيرانية، أن الحماية الروسية المباشرة لطهران، تمنع أي تهديد للاتفاق النووي، مشيرا إلى أن «ترامب لن يجرؤ على إلغاء الاتفاق وإنما يريد إلقاء الكرة في ملعب أوروبا، فبفرض انسحاب أمريكا من الاتفاقية فإن ذلك لن يجعل الصين ولا روسيا تنسحب منها وبذلك لن يكون لأمريكا حلفاء في هذا الموقف، ومن السهولة أن تعدل ألمانيا وفرنسا من اتفاقها مع أمريكا».
وفي تصريح لـ«إيران خانة» أكد سعيد، أن «باقي الأطراف ليس من المتوقع أن تشارك في أي عقوبات على طهران خصوصاً أن العديد من الشركات ولاسيما الألمانية تضررت كثيراً من وقف التعامل مع إيران التزاما بقرار العقوبات الاقتصادية».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اعتبر ، أن «الاتفاق النووي الإيراني سيكون غير قابل للاستمرار في حال قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه، كما هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب».
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في مقر الامم المتحدة في نيويورك «لا يمكن المضي بهذا الاتفاق في حال قرر احد المشاركين فيه الانسحاب منه من طرف واحد».
وتابع «سينهار ولن يكون هناك اتفاق جديد”، قبل ان يضيف “اعتقد بان الجميع يعرفون ذلك».