رغم ما يعرف عن إيران بكونها دولة متحفظة إلا أنها صارت تشتهر بشكل ملحوظ بعمليات زراعة الشعر، مجرد تابتك هذه جملة “زراعة الشعر في إيران” فإنك ستجد العديد من التجارب على صفحات الإنترنيت المختلفة الذين جربوا هذه التقنية في إيران، وتحديدًا في طهران عاصمة إيران، التي تحتوي على المركز الأكبر في الشرق الأوسط لزراعة الشعر، ورغم هذا التفوق إلا أن الأمر مازال يحمل الكثير من الخلافات بين صفوف الإيرانيين.
تعد طريقة زرع الشعر من خلال استئصال جزء من جلد خلف الرأس، وهو الذي يتميز بوجود الشعر فيه، ثم تقوم مجموعة من المُتخصصات بفرز الشعر، وتحضيره من أجل زراعته، في حين يقوم الطبيب على بعمل ثقوب صغيره في الرأس كي يجهز مكان في الرأس من أجل زراعة الشعرات، في حين تكون الزراعة في أماكن متفرقة كي يبدو الشعر طبيعيًا بقدر الإمكان، أما وقت العملية فهو يبلغ حوالي ست ساعات.
أما سعر العملية فهي تتحدد تبعًا للشعرات التي يأتي المريض لزراعتها، كما يمكن أيضًا زراعة الشعر في الحاجبين أو في الرموش، أو شعر اللحية، وذلك بحسب الرغبة.
ظهر أيضًا ما عرف باسم “حقن البلازما” وهي حقن يتم إعطائها للشخص الذي يرغب في زراعة الشعر، ثم يبدأ الشعر بعد ذلك في الظهور، ولكن يجب الالتزام بمجموعة من الأشياء التي يجب اتباعها.
تصدر
تتصدر إيران مؤخرًا العمليات التجميلية في مجال زراعة الشعر في آسيا والشرق الأوسط، كما أنهاتهتم دائمًا بمواكبة الطرق التكنولوجية الحديثة في هذا المجال، وحتى بمتابعة الجميع عبر الإالإجابة عن كل التساؤلات، ومساعدة راغبي القيام بهذه الخطوة، بكل الصور والفيديوهات، إلى جانب توفر المتخصصين على مدار الساعة، وهو الأمر الذي يوضح حجم الاهتمام الإيراني لهذا المجال على وجه خاص.
تجارب
تزخر صفحات الإنترنيت بتجارب لأشخاص قاموا بالفعل بهذه العمليات، منها عمليات لم يكتب لها النجاح، إذ نشر أحد مستخدمي الإنترنيت تجربته على أحد المواقع، والذي أوضح أن وجود حبوب في مؤخرة شعره منعه من إجراء العملية، ورغم توضيحه لهذا سابقًا إلا أن لا أحد قد أشار إليه بضرورة علاجها قبل إجراء العملية، إذ يجب أخذ مضاد حيوي لمدة أسبوع من قبل إجراء العملية لإخفائها، وهو مالم يعلمه، ليفاجأ بهذا قبيل إجرائه العملية بدقائق، مشيرًا إلى أن الطبيب المعالج هو من أوضح له هذا، لذا فإن ذلك أمر يصب في صالح الطبيب، الذي لميعتبر الأمر تجاريًا بحسب تعبيره، وإنما كان طبيًا من الدرجة الأولى، ولكن بسبب أن أجازة صاحب التجربة كانت أقل من أسبوع لم يستكع إجراء العملية.
أما عن مضاعفات بعد العملية، فقد أوضح أنه قد علم بوجود مشكلة واحدة، وهي واجهت أحد الأشخاص الذين توجه إليهم بالسؤال عن سلبيات العملية، وأوضح أنه يعاني من مشاكل في النوم، بسبب آلام مزمنة في زهره، لأن الطبيب أوضح له ضرورة النوم على طهره فقط، ولكنه عاد وأشار إلى أن الناس الذين لم يكن لديهم مشكلة مع النوم على الظهر لم يجدوا أزمة.
في حين نشرت أحد السيدات تجربتها التي كانت في مدينة “مشهد” موضحة أن زراعة الشهر هناك تمت بنجاح كبير، وبالفعل كانت النتائج مرضية بالنسبة إليها إلى حد كبير، مشيرة إلى أن الأسعار بلغت الألفي أو ألفين ونصف دولار، غير أنها قد وجدت مكانًا بسعر أرخص، موضحة أنه لم تكن جودته متدنية كما توقعت بسبب رخصه النوعي بالمقارنة بالسائد.
خلاف
مع هذا التطور رغم بعض السلبيات، لايزال هناك انشقاق بين صفوف الإيرانيين، حيث يرى البعض أن ذلك عدم احترام لتعاليم الإسلام، وأنه تغيير لخلق الله، إذ يجب الرضاء بقضاء الله، وعدم الاعتراض عليه، ومحاولة التدخل في تغييره بأي شكل من الأشكال، في حين يرى البعض أنه يمكن القيام به ولكن في حال التشوهات الناتجة عن الحرائق مثلًا أو الحوادث التي ينتج عنها فقدان للشعر، فيما يقف البعض موقف الداعم لمثل هذه الخطوات، مؤكدين أنه أمر شخصي تمامًا، وليس ضد الدين أو مختلفًا عنه، كما أنه لا يمكن لأحد التدخل فيه، وفرض رأيه على الشخص الراغب في تغيير شكله، خاصة أن بعض الأشخاص يتسبب لهم الصلع في نفسية متدنية للغاية، يمكن بسببها أن تدهور حالتهم، وحياتهم، وإذا كان زرع الشعر هو الشىء الذي يمكن أن يحسن نفستهم، فعليهم به.