على غير المتوقع لم تتجرأ الولايات المتحدة الأمريكية على نقض الاتقاق النووي، بحجة الاحتجاجات الإيرانية، حيث قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء أمس الجمعة، تمديد التزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووي مع طهران مرة واحدة فقط حتى يتم تغييره أو التخلي عنه، وبموجب قرار ترامب، تظل العقوبات مرفوعة عن إيران لمدة 120 يوما، إلا أن هناك عدة أسباب منعت ترامب من نقض ذلك الاتفاق نستعرضها لكم عبر هذا التقرير.
ووقعت إيران على الاتفاق في عام 2015 مع ست قوى عظمى، ويقضي الاتفاق بأن تحد إيران بدرجة كبيرة من أنشطة تخصيب اليورانيوم، والتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب، وتعديل منشأة للماء الثقيل بما لا يتيح إنتاج مواد صالحة للاستخدام في صناعة أسلحة نووية، وبالمقابل، يتم تجميد عقوبات أمريكية ودولية مفروضة على إيران منذ عقود، ويجب على الرئيس الأمريكي توقيع وثيقة بتجميد العقوبات كل 120 يوما.
الأمن الدولي
تأتي أهم الأسباب هو موقف القوى الأوروبية، التي ترأى أن الاتفاق ضروري للأمن الدولي، حيث جدد الاتحاد الأوروبي تمسكه بالاتفاق النووي المبرم مع إيران، مؤكدا أنه “يحقق أهدافه”، وذلك قبل قرار وشيك للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتجديد إعفاء طهران من العقوبات بحسب بنود الاتفاق.
وشدد الاتحاد الأوروبي -عقب اجتماع في بروكسل مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظرائه البريطاني والفرنسي والألماني، أول أمس الخميس- على ضرورة الالتزام الكامل بتنفيذ الاتفاق، ووصفوه بأنه عنصر أساسي من عناصر الأمن الإقليمي، وأنه ضروري لأمن الاتحاد الأوروبي كله.
المشروع الكوري الشمالي
تقرير لمجلة بوليتكو، أكد أن أمريكا لن تتمكن من إلغاء الاتفاق مع إيران، بسبب التهديد غير المباشر للتصعيد ضد إيران على فرص معالجة خطر المشروع النووي الكوري الشمالي، يبدو أمرًا مزعجا لحلفاء واشنطن،خاصة اليابان وكوريا الجنوبية.
وحذر التقرير الذي كتبه ثلاثة من كبار المحللين السياسيين الأمريكيين من مغبة إلغاء الاتفاق مع إيران، وما يمكن أن يتسبب فيه مثل هذا القرار من فتح جبهة أكثر اشتعالًا مع كوريا الشمالية التي يحاول العالم كبح تهديداتها النووية، فضلًا عن التأثيرات المُحتملة لقرار ترامب على علاقات الولايات المتحدة سواء بالدول التي وقعت معها على الاتفاق، أو مع حلفاء واشنطن الذين قد يتضرروا أكثر منها إذا ما قررت كوريا الشمالية تصعيد التوتر مع واشنطن، خاصة كوريا الجنوبية واليابان.
التهديد الإيراني
الدكتور محمد اللباد، أستاذ الدراسات الإيرانية، قال في تصريح لـ”إبران خانة”:”من ضمن الأسباب، التي دفعت ترامب للتفكير كثير قبل فرض العقوبات على إيران، هو التهديدات الإيرانية، حول فكرة شن الحرب التي راجت تهديدات بشأنها في ما سبق، بل إنه يعزز فرص حدوث تقارب بين الدولتين قد ينعكس في تنسيق الخطوات في بعض الملفات ذات الاهتمام المشترك.
الحفاظ على التيار المحافظ
وأشار إلى أمريكا رأت أنه من الضرورة الحفاظ على مايعرف بـ “التيار المحافظ” لانفراج العلاقة مع الغرب لتعزيز قوته، وكذلك استمرار حدة التوتر بين طهران وجيرانها وتأثير ذلك سلبا على استقرار المنطقة وتبعا لذلك تتأثر المصالح الأمريكية، من شأن كل ذلك أن يعيد الأزمة بين الطرفين إلى المربع الأول، خاصة إذا جد جديد في سياسة من سيسكن البيت الأبيض من بعد باراك أوباما.