موظف حكومي أو منصب تشريفي أو بالأدق ليس أكثر من شكل صوري يكمل الواجهة الدستورية، تعددت المسميات والمهمة واحدة، هذا هو حال عدد من الرؤساء حول العالم، فبدلا من أن يحمل بين يديه مزايا ومسئوليات السلطة الأولى في بلاده لا يتعدى كونه عن دوبلير يظهر في الاحتفالات والأعياد القومية يُلقي الخطابات دون زيادة أو نقصان بعد الموافقة عليها أولا من اصحاب السلطة الفعلية بهذه البلاد.
إنجلترا
ويظهر ذلك بوضوح في حالة موطن الدوري الأقوى في العالم لكرة القدم «إنجلترا»، بسبب النظام الملكي لأحد الدول العظمى حول العالم، فعلى الورق السلطة الأولى في البلاد لملكة الممكلة المتحدة التي تتبعها إنجلترا الملكة إليزابيث الثانية، لكن على أرض الواقع السلطة الحقيقة في تلك البلاد تعود للمنصب الأول بها رئيس الوزراء، فهو الحاكم الفعلي للبلاد ويجلس على مقعده الآن السيدة تيريزا ماي.
والواجب ذكره أن الملكة إليزابيث على نفس الورق من المفترض أنها تتحكم أيضا في مصير 18 دولة أخرى بخلاف إنجلترا، لكن على أرض الواقع هذا الورق لا يعطيها أي مكاسب سوى مصطلح تبعيه الذي ينتهي به تعريف هذه الدول حول العالم.
السعودية
المملكة السعودية يطبق فيها نفس الأمر أيضا ولكن بشكل وطابع مختلف، فقبل سنوات كان العاهل السعودي هو الحاكم الفعلي للبلاد على الورق، وأيضا على أرض الواقع، ولكن مع تقدم العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز بن آل سعود في العمر، وظهور نجله ولي العهد محمد بن سلمان على الساحة، انتقلت جميع السلطات واحدة تلو الأخرى تحت أيدي وأمرة الابن الذي أصبح الآن بالنسبة لغالبية السياسين حول العالم الرجل الأول في السعودية، خاصة بعد العديد من التعديلات والتغيرات التي أدخلها على المجتمع السعودي في الفترة الأخيرة القصيرة، فالعديد من الملفات والمطالب ظلت على مائدة أولى الأمر لسنوات وعقود ولكن بوجود الأبن تقريبا كل هذه المطالب تحققت الأن من قيادة المرآة للسيارة والسماح لها بحضور مباريات كرة القدم وانشاء دور عرض سينمائية وأمور أخرى كثيرة.
ألمانيا
الدولة الألمانية أيضا مثال حي على هذا الأمر، فرئيس الدولة هناك ليس أكثر من منصب تشريفي، فوفقا لنظام الحكم الجمهوري البرلماني، فإن الرئيس هو رأس الدولة، لكن الرجل الأول للدولة والمتحكم الفعلي في أمورها السياسية بالأخص هو رئيس الحكومة الذي يحمل لقب المستشار والذي تجلس على مقعده الآن السيدة أنجيلا ميركل التي منذ عام 2005 وحتى وقت كتابة هذه السطور.
والرئيس الألماني الحالي هو السيد فرانك فالتر شتاينماير.
إيران
الجمهورية الإيرانية دولة أخرى تتبع النظام الجمهوري في الحكم على الورق فقط أيضا، والرئيس بها ليس رجل الدول الأول، فمنذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 والرجل الأول بدولة الملالي هو المرشد الأعلى، والرئيس المنتخب يأتي في المرتبه الثانية من بعده.
الكيان المحتل
دولة الاحتلال “إسرائيل” هي الأخرى واحدة من الدول التي يتربع فيها رئيس وزراء على قائمة الهرم السلطوي، ورئيس تلك الدولة هو منصب صوري وإلى حد كبير غير سياسي وفخري ومجرد عمليا من السلطات التنفيذية، حيث أن القوة التنفيذية الحقيقية تقع في يد رئيس الوزراء كسائر الأنظمة البرلمانية.
ويتم اختيار الرؤساء من قبل الكنيست لدورة مدتها 7 سنوات، ولا يجوز تجديدها. ويشغل منصب الرئيس الحالي لدولة الاحتلال هورؤوفين ريفلين الذي تولى المنصب منذ منتصف عام 2014، أما رئيس الوزراء فهو رئيس السلطة التنفيذية في إسرائيل ويرأس الحكومة ويضع سياساتها، الداخلية والخارجية، ولايته عمرها أربعة سنوات.