يعم الهدوء شوارع إيران بعد أسبوعين من الاحتجاجات حول القضايا الأساسية، مثل فرص العمل والفساد وتكلفة الغذاء، والتي سرعان ما اتخذت معاني إضافية سياسية. ودعا العديد من المتظاهرين إلى إنهاء المغامرات المكلفة للنظام الثيوقراطي خارج حدود إيران، وفي حالات قليلة، وضع حد لهذا النظام بالكامل.
لقد اندلعت المظاهرات بشكل أو بآخر في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد، وكانت الحكومة في البداية تبدو مشوشة، حيث كان المتشددون يلقون باللوم على المعتدلين، والمعتدلين يلقون باللوم على المتشددين، وبالطبع، هناك الكثيرين بالنظام ممن يدعون أن ذلك كان مؤامرة من قبل أعداء إيران الأجانب، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية. ولكن بحلول نهاية الأسبوع الماضي، استعادت الحكومة إلى حد كبير السيطرة على الشوارع، والسؤال الكبير الذي يلوح في الأفق هو “ماذا بعد ذلك؟”
وقال مازيار بهاري، الذي اعتقل في إيران في عام 2009، وهو الآن مقيم بلندن ويعمل محرر بموقع إيران واير، “قد تكون الحكومة الإيرانية قادرة على قمع الاحتجاج لبضعة أيام، وربما لبضعة أسابيع، وبضعة أشهر، أو حتى بضع سنوات، وذلك من خلال تخصيص قوات الأمن والموارد الحكومية، لقمع احتجاج الشعب”. وأضاف، “ولكن بسبب أن هذه الاحتجاجات تتعلق بالبطالة والفساد، الذي قد خلفه النظام الإسلامي العقيم في إيران على مدار السنوات الـ 40 الماضية، فهذه الاحتجاجات لن تختفي. ونتيجة لذلك، سيخرح الناس إلى الشوارع ويتظاهرون في أي وقت يكون هناك قدر من المساحة”.
وبالطبع الاتصالات الجماهيرية مهمة لتشجيع الحركات الجماهيرية، ونقل المعلومات، والتحريض على العمل، والمساعدة في التنظيم. ولكن الانتفاضات التي شهدتها البلاد الأسبوعان الأخيران جلبت الانتباه إلى مجموعتين إعلاميتين تدعوان إلى العنف بدرجات متفاوتة وذلك باستخدام “الأخبار” التي تبدو أحيانا وكأنها زائفة كشيء نشره موقع إنفو وورز. إن هذا النهج يعتبر إشكالية، خاصة، من قبل الكثيرين داخل إيران وخارجها الذين يأملون في أن تحدث الاحتجاجات تغييرا حقيقيا.
وكتب الكاتب إيلي ليك لموقع بلومبرغ فيو، “إن الدولة تمتلك عدد من البنادق أكثر مما يمتلكها الناس. وأفضل الاحتمالات لحدوث الانتفاضة تأتي من خلال العصيان المدني السلمي. ويجب أن يكون هدف المتظاهرين الإيرانيين الآن هو بناء تحالف واسع قدر الإمكان. وإذا شعر الناس العاديون بالتهديد من قبل الثوار، فإنهم لن يشعروا بالأمان الكافي للانضمام إلى المعارضين للدكتاتور. ويتعين على المعارضة خلق مساحة يشعر فيها ضباط الشرطة المنتظمون بالسلطة الكافية والأمان للقيام بعصيان إذا ما وجهت أوامر لهم بتفريق الحشود واعتقال النشطاء”.
وفيما يلي صورة مفصلة عن الشبكتين التي نشرت من قبل موقع إيران واير، الذي هو شريك لديلي بيست.
هناك قناتان على تطبيق الرسائل المشفرة تيليجرام، وهما آماد نيوز وريستارت، قد أصبحتا لاعبتين رئيسيتين في الخطاب السياسي الإيراني خلال الأسابيع الأخيرة. والشخصية الأكثر شهرة المرتبطة بأماد نيوز هي روح الله زم، في حين تدار قناة ريستارت من قبل محمد حسيني. وقد تم توجيه اتهامات للقناتان بالتحريض على العنف.
وأغلق تطبيق تيليجرام قناة آماد نيوز التي تضم أكثر من 1.4 مليون شخص في 31 ديسمبر. وجاء ذلك بناء على طلب من محمد جواد أزاري جهرومي وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني موجه لتيلجرام عبر تويتر لإغلاق القناة . وقال جهرومي، “إن قناة على تطبيق تيليجرام تشجع على سلوك الكراهية، واستخدام زجاجات المولوتوف، والانتفاضة المسلحة، والاضطرابات الاجتماعية”. وأضاف، “الآن هو الوقت المناسب لوقف مثل هذه التشجيعات عبر تيليجرام”.
وأعلن مديرو “آماد نيوز” أن الشخص المسؤول عن التشجيع على العنف قد تم فصله. وقد أطلقوا منذ ذلك الحين قناة جديدة، وهي (صوت الشعب “صداى مردم” باللغة الفارسية)، والتي جذبت بالفعل حوالي 1.4 مليون عضو.
يذكر أن هذا الرقم مهم لسببين. الأول هو أنه على الرغم من أن الحكومة الإيرانية قد قيدت عملية الوصول إلى تيليجرام، فقد استخدم الناس شبكات خاصة افتراضية للانضمام إلى القناة الجديدة. والآخر هو أن الحكومة الإيرانية قد أخبرت تيليجرام أنه إذا أوقفوا قناة صوت الشعب، فسيتم إيقاف عملية تصفية تيليجرام. وقد رفضت الشركة العرض والمفاوضات بين الحكومة الإيرانية وتيليجرام وصلت عمليا إلى طريق مسدود. وتظهر هاتان النقطتان مدى أهمية هذه القناة في نشر المعلومات في إيران.
جدير بالذكر أن ما يبرز آماد نيوز أيضا هو حقيقة أن لديها إمكانية الوصول إلى وثائق سرية تتعلق بالأمن القومي والفساد، وهذا قد أثار الاتهامات الموجهة إلى رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني والحرس الثوري وحتى المرشد الأعلى آية الله خامنئي. وفي المقابل، اعتقلت أجهزة الأمن في الجمهورية الإسلامية عددا من الصحفيين بتهمة التواصل مع آماد نيوز.
ووصف محمد حسيني قناته “ريستارت” بأنها “حركة”. إن القناة ليس لديها نفس عدد أعضاء آماد نيوز، ولكن حسيني يقول إنه بشكل إجمالي لديه 30 مليون مؤيد وحركته هي شكل من أشكال التصوف والصوفية. ويقول إنه اختار اسم ريستارت لتشجيع مؤيديه على التفكير بطرق جديدة.
وقد جذبت بعض الأعمال التي قامت بها المجموعة، بما في ذلك الهجمات على المباني الحكومية، وكسر النوافذ وإشعال النار في المباني، اهتماما كبيرا، كما أن المسؤولين عن هذه الهجمات قد قاموا بخربشة كلمة “ريستارت” على أهدافهم. وقد بث حسيني رسائل إلى شعب إيران عبر تيليجرام و إنستجرام و غيرها من منصات التواصل الاجتماعي منذ مارس 2016، وحثهم على “# ريستارت إيران”، وأعرب عن أمله في أن تحظى حركته بدعم الحكومة الأمريكية.
من “الاحتجاج بالألوان” إلى “الاحتجاج بالنار”
وقال حسيني لـ “بلومبرج نيوز”، “بدأنا باحتجاج الألوان”. وأضاف، “أخبرنا الناس برش الألوان على جدران المباني التي تنتمي إلى قوات الباسيج شبه العسكرية”. وبعد ذلك، قال حسيني إنهم انتقلوا إلى حث الإيرانيين على رمي الحجارة على نوافذ المباني الحكومية. وأضاف “ثم قلنا ان يجب أن يكون هناك احتجاجا بالنيران”. وقال “يجب أن يقوموا بحرق المساجد الحكومية ومراكز الشرطة”.
ووفقا لبعض خبراء السياسة الإيرانيين، تم تنظيم “مراقبة الأحياء” التي بدأها الحرس الثوري في 26 نوفمبر في المدن الإيرانية كإجراء وقائي ضد أنصار ريستارت.
وللتظاهر بدور الزعيم، غالبا ما يصدر حسيني تعليمات إلى أنصاره عبر قناة ريستارت وقد أعلن أنه يريد إحياء إمبراطورية كورش الكبير أو إنشاء إمبراطورية صوفية. وفي آخر رسالة مسجلة له، هدد بأنه إذا بقيت قوات الحرس الثوري وقوات الباسيج في الشوارع فسيقوم مؤيديه بقتل أو إشعال النار في 120 من أفراد الحرس وأسرهم.
جدير بالذكر أن مسؤولو قناتي آماد نيوز و صوت الشعب يستخدمون لغة مختلفة عن تلك المستخدمة من قبل ريستارت. ويقول مديرو “آماد نيوز” إنهم لا يسعون للإطاحة بالجمهورية الإسلامية، بل يريدون زيادة وعي الشعب الإيراني حتى يقرروا بأنفسهم تغيير النظام. ورغم ذلك، أشادوا بفاعلية ريستارت. ووفقا لمقابلة مع إذعة راديو ليبرتي، نفى روح الله زم الادعاءات التي تقول أنه يحرض على العنف ولكنه يعترف علنا بأن مهمة القناة هي إسقاط الحكومة.
إن محمد حسيني ليس لديه سجل للنشاط السياسي. وفي الفترة من 1994 إلى 2010 عمل مع إذاعة جمهورية إيران الإسلامية باعتباره مضيفا في برنامج مسابقات يسمى سيمورغ. وفي البرنامج، طلب من المتسابقين القيام بأعمال مثيرة سخيفة مقابل الحصول على جوائز. وبعد مغادرته إيران واصل مشاركته في إنتاج البرامج الساخرة لكنه أصبح شيئا فشيئا معارضا مسلحا للجمهورية الإسلامية وأطلق قناة ريستارت.
ويدعي حسيني أن مؤيديه أطلقوا النار حتى الآن على 30 مسجدا، وما بين 500 و 600 بنكا، وبين 200 و 300 ماكينة صراف آلي، وما بين 150 و 180 قاعدة من قواعد قوات باسيج. والمرجح أكثر أن هذه مبالغة، ولكن المهم هو حقيقة أن محمد حسيني قد كان يحرض علنا على العنف. وقال إنه يريد أن تشتعل النيران في المساجد لأنها تحولت إلى قواعد لقوات الباسيج، لكنه لم يوضح لماذا أشعل مؤيدوه النار في البنوك أو ماكينات الصراف الآلي.
وعلى الرغم من افتقاره للخبرة السياسية، فكلمات محمد حسيني الخاطئة وتحليلاته الوهمية في كثير من الأحيان لما يجري في إيران قد ساعدته على صنع اسم لنفسه كشخصية معارضة رئيسية للجمهورية الإسلامية. وقد مكنته مواقع التواصل الاجتماعي من العثور على أنصار مستعدين لمهاجمة المكاتب الحكومية. وقد أدت هذه الهجمات إلى تكثيف عمليات القمع الأمني في إيران، لكن محمد حسين يقول إن العنف هو السبيل الوحيد للإطاحة بالجمهورية الإسلامية.
شبيه خامنئي
يذكر أن أحد ادعاءات محمد حسيني الأكثر حماقة هو أن آية الله خامنئي إما مات أو دخل في غيبوبة قبل عام. ويقول، حاليا، هناك شخص يبدو شبيها له يلعب دور المرشد الأعلى.
وقبل ثمانية أشهر، قال إنه وفقا لتنبؤات السيد الصوفي شاه نعمة الله ولي في (1330-1431) قبل 700 عام، ستنهار الجمهورية الإسلامية في عام 2018. وقد أعلن حسيني مرارا أن سقوط الجمهورية الإسلامية “قد تم السماح به” أو “قد تم توجيه أمر به”. وليس من الواضح من الذي “سمح” أو “أمر” فعليا بالسقوط، ولكن بالنظر إلى اعتماده على المصادر الصوفية، فمن المرجح جدا أنه يعني سلطة غامضة أو خارقة للطبيعة.
ويقول حسيني إنه أعد دستورا جديدا لإيران يتألف من 24 مادة أهمها “حرية حمل السلاح”، حتى إذا تحولت الحكومة إلى ديكتاتورية سيصبح الشعب قادرا على أن يثور ضد الحكومة.
ويقول بعض خصوم الحسيني إن مجموعته من عمل الوكالات الأمنية الإيرانية، التي تهدف إلى تشويه سمعة جماعات المعارضة الشرعية. وقد رد حسيني بالقول إن مجموعات المعارضة الأخرى هي المدانة بذلك، وليس مجموعته.
جدير بالذكر أن نفس الاتهامات كانت قد وجهت ضد مدراء آماد نيوز. ويقول بعض خصوم القناة أن أجهزة الأمن التابعة للجمهورية الإسلامية تتحكم بها سرا وأن المعلومات التي تقدمها لهم هذه الوكالات معنية بخدمة أهداف تلك الوكالات. على سبيل المثال، الناس الذين ينتقدون أخبار آماد يقولون إن الإفشاءات المتكررة عن رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني قد برزت لأن أعداء لاريجاني يريدون استبعاده كمرشح لكي ينجح المرشد الأعلى. وهم يدعون أن الكشف عن أن لاريجاني يمتلك 63 حسابا مصرفيا شخصيا غير قانونيا وأن ابنته جاسوسة بريطانية هي محاولات علنية لتشويه سمعته تماما.
وقد يكون النقاد على حق. وليس من المؤكد أن هذه الإفصاحات ذات مصداقية أو المقصود منها أن تفيد الجمهور على أي حال. والحجة القائلة بأنها قد تفيد بعض المجموعات السياسية صحيحة.
من هو “روشفيلد”؟
يشير النقاد أيضا إلى أخطاء صارخة في بعض ادعاءات آماد نيوز. ويقولون إن مثل هذه الأخطاء يمكن أن تشوه أيضا وسائل الإعلام الأخرى التي تنشر عن الفساد بين المسؤولين في الجمهورية الإسلامية. على سبيل المثال، ادعى مؤخرا روح الله زم أن شخصا يدعى “روشفيلد” والذي يمتلك نسبة 65 في المئة من بنك الاحتياطي الفيدرالي التقى في إمارة موناكو مع فاضل لاريجاني، أحد إخوة لاريجاني ذوي النفوذ.
ووفقا لما قاله، فـ “روشفيلد” هذا أراد مقابلة نجل آية الله خامنئي مجتبى، ولكن مجتبى كان حذرا من السفر إلى موناكو، وبدلا من ذلك أرسل فاضل لاريجاني بدلا منه. وقال زم إن الغرض من الاجتماع هو التحريض على غسيل الاموال. ولكن النقاد يقولون إن زم ربما كان يشير إلى عائلة روتشيلدز المصرفية البارزة، وعلى أية حال، فالاحتياطي الفدرالي هو البنك المركزي للولايات المتحدة وليس لديه أية مساهمين.
ولكن مدراء آماد نيوز يدافعون عن مصداقية تقاريرهم. ويشيرون إلى أن بعض التقارير أكدها مسؤولون حكوميون أو أعضاء في البرلمان. على سبيل المثال، أشاروا إلى تقارير تتعلق بقارئ قرآن شهير يتحرش بالأطفال، أو الحسابات المصرفية المشكوك فيها التي في حيازة مسؤولون قضائيون، بأنها تقارير أكدها المسؤولون الإيرانيون في خطوط عامة. ويقول مديرو “آماد نيوز” إنهم يحصلون على معلوماتهم لأن هناك انقسامات وتناقضات بين الجهازين الرئيسيين للأمن في إيران، وهما وزارة الاستخبارات وفيلق الاستخبارات التابع للحرس الثوري، وكذلك بسبب الاستياء بين موظفي هذه الوكالات.
وكان والد روح الله زم مسؤولا حكوميا من المستوى المتوسط وكان قد تمكن من الوصول إلى مسؤولين إيرانيين آخرين من المستوى المتوسط والرفيع. وقد تم الاستشهاد بهذا كسبب لتمكن آماد نيوز من الحصول على المعلومات السرية. ومع ذلك، أنكر زم هذا. وصرح لإذاعة راديو ليبرتي بأن عائلته في إيران دفعت ثمنا باهظا لأنشطته الإعلامية، حيث احتجزت السلطات الإيرانية عددا من أقاربه في محاولة للضغط عليه “لإغلاق قناته والعودة إلى إيران لإنقاذ عائلته”.
وفي الأشهر الأخيرة، حصلت مجموعة ريستارت على دعم من شبكة بيان للإعلام، والمدير هو بيجان فرهودي الذي كان يعمل لدى إذاعة صوت أمريكا. وكذلك، قام برنامج الصفحة الأخيرة على شبكة تلفزيون صوت أمريكا، الذي يستضيفه مهدي فلاحاتي، بدعوة روح الله زم مرارا في حلقاته. وليس هناك دليل على أن هذا يثبت وجود علاقة منتظمة بينهما، ولكن ما هو واضح هو أن ريستارت و آماد نجحوا في تأمين منصات قوية لأجنداتهم. ولم تدعم أيا من المجموعات الرئيسية المعارضة للجمهورية الإسلامية أي منهما رسميا، ولكنهم يعترفون بأنها كانت أكثر فعالية من جماعات المعارضة النشطة الأخرى خارج إيران.
وفي مقابلة عبر الهاتف يوم الإثنين، قال حسيني لصحيفة “ديلي بيست” إنه يدعم الادعاء المتعلق بالمرشد الأعلى المزيف خامنئي “100 في المئة”. ودليله، أنه لن يكون هناك مثل هذا الاقتتال الشرس إذا كان هناك مرشد أعلى حقيقي مسؤولا. وكان حسيني واضحا أيضا بشأن دوافعه الداعية إلى العنف.و لم يكن هو ورسالة قناته ريستارت يحصلون على ما يكفي من الاهتمام بالدعوات للاحتجاج السلمي. وكما قال لبلومبرغ، إنه بدأ يدعو الناس إلى “إلقاء الألوان” والطلاء على المباني التي تنتمي إلى ميليشيات الباسيج التي تستغل كفرق مستأجرة من قبل الحكومة لترويع الخصوم أو القضاء عليهم.
وأضاف “عندما لم تؤثر إلقاء الألوان بالقدر الكافي، قمت بتحويلها إلى إلقاء الحجارة، لأنهم لم يتحدثوا عني. وكانت هناك الآلاف من مقاطع الفيديو التي تبين أنهم ألقوا الألوان، ولكن لم تلتقطها أية أخبار، لذلك أصبحت أكثر عدوانية. وقررت التحول إلى إلقاء الحجاؤة، لذلك حصلت على القليل من الاهتمام ولكن ليس بما فيه الكفاية. ولذلك تحولت إلى إلقاء النيران. وذلك على المباني الحكومية ومصارف الباسيج والمساجد التي يتخذها الباسيج مقرات لهم، والبنوك التي تسرق أموال الناس”.
وقال حسينى إنه لا علاقة له على الإطلاق بحركة مجاهدي خلق الإيرانىة، وهى منظمة شبه دينية كانت قد شنت معركة طويلة ضد النظام. ونفى أيضا أن يكون نوع العنف الذي دعا له يضعف الانتفاضات. وقال “نحن لم نقتل إنسانا، ولم نقتل حيوانا، وحتى لم نقتل نباتا. لكن هذه هي افضل وسيلة للقتال”.
ألن يكن الاحتجاج السلمي أكثر فعالية؟ قال حسينى “فى كل مرة نحاول فيها تغيير الأمور بهذه الطريقة نُقتَل فى الشوارع”. وأضاف، “أنتم تطالبون باحتجاجات سلمية بينما هم يطلقون النار علينا بسلاح أيه كيه- 47. ذلك وكأننا نعيش في قفص مع حيوانات برية ويقال لنا، “قوموا فقط بمعاملتهم بلطف”.