«لا غزة ولا لبنان، كلنا فداكى يا إيران»، هكذا هتف الشعب الإيراني خلال الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 28 ديسمبر المنصرم والمستمرة حتى اليوم، فى إشارة إلى السخط الشعبى على تبديد أموال الموازنة الإيرانية على دعم حزب الله فى لبنان، وحركة الجهاد الإسلامى فى قطاع غزة، حيث أن ميلشيا حزب الله بقيادة حسن نصر الله تعتبر أبرز الداعمين لولاية الفيه، وعبر هذا التقرير نرضد أبرز أشكال الدعم الإيراني ل حزب الله.
يذكر أن حسن نصر الله الأمين العام لـ «حزب الله»، جدد دعمه الكامل لمرشد الثورة الإيرانية «علي خامنئي»، بعد الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها المدن الإيرانية منذ أسبوعين.
و «نصر الله» أعرب في رسالته اليوم الثلاثاء، عن دعمه ودعم «حزب الله» للنظام الإيراني بقيادة «خامنئي» في مواجهة ما وصفه بـ«المؤامرات الخارجية الهادفة لتقويض دعائم النظام الإيراني، ومنجزات الثورة في إيران».
وذكر «نصر الله» في رسالته: «كما وقفت إيران وما زالت تقف إلى جانب حزب الله، بكل ما يحتاجه من مال وعتاد ودعم مادي ومعنوي لا حدود له، فإن حزب الله يقف إلى جانب الثورة الإسلامية بكل قدراته البشرية وخبرته، وأن نصر الله نفسه وحتى أصغر منتسبي الحزب مستعدون لبذل أرواحهم لحماية النظام، وحماية الثورة الإسلامية، وحماية خامنئي، في وجه كل من تسول له نفسه المس بهم».
واندلعت التظاهرات فى البداية حاملة شعارات المطالبة بوظائف، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، ثم سريعا ما تطورت لتحمل أفكار سياسية واضحة تعبر عن حجم المشكلة فى الشارع الإيرانى، والغضب من طريقة إدارة العديد من الأمور فى السياسة الخارجية والداخلية منذ إعلان نظام الجمهورية الإسلامية عام 1979، خاصة بعد خيبة أمل المواطنين فى تحسن مستوى دخلهم عقب الاتفاق النووى بين إيران والدول الغربية والذى بموجبه رفع الحظر عن تصدير النفط الإيراني، ثم طالبوا بتوفير الدعم المقدم إلى «حزب الله للشعب الإيراني».
#رشت ۱۰ دی ۹۶
"نه غزه نه لبنان، جانم فدای ایران"#تظاهرات_سراسری #IranProtests pic.twitter.com/Yh4UnYtSMa— Tavaana توانا (@Tavaana) January 2, 2018
800 مليون دولار سنويا
وكانت مؤسسة «FDD» الأمريكية والمهتمة برصد نشاطات الحركات المسلحة حول العالم، كشفت أن الدعم الإيرانى المقدم إلى حزب الله سنويا بما قيمته 800 مليون دولار سنويا، بما يجعل حزب الله واحدة من أغنى الحركات المتطرفة امتلاكا للمال فى العالم.
وبالنسبة الى التقارير الغربية، تتعدد الروايات لشرح أسباب زيادة التمويل الايراني للحزب. ورجّح التقرير الذي أعده مدير برنامج شتاين في معهد واشنطن لمكافحة الإرهاب والاستخبارات ماثيو ليفيت في فبراير 2005 أن “تعود الزيادة إلى اهتمام إيران الشديد بتقويض آفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني والدور المتزايد لحزب الله بوصفه الوكيل الإيراني لتحقيق هذا الهدف».
وعزا التقرير في حينها ما اعتبره زيادة في تمويل الحزب الى «جاحه في تدريب المجموعات الفلسطينية وتمويلها منذ أن عرفت إيران بأنها تستخدم نهجاً يركز على النتائج لتحديد مستوى التمويل الذي ترغب في تقديمه للجماعات المسلحة».
دعم عسكري وسياسي
ويقول الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، أن «حزب الله» بعد بمثابة «أخطبوط» للنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الحزب استمر «محتفظاً بكيانه كجماعة عسكرية لبنانية على مدار ثلاثة عقود»، عن طريق الدعم السياسي واللوجيستي الإيراني له».
وفي تصريح لـ«إيران خانه» يقول نافعة، «إيران تعزز من قوات حزب الله بالأسلحة والذخيرة كما أنها أنشأت ربط بينه وبين روسيا باعتبارها حليف للجمهورية الإسلامية، وهو ما وضع لحزب الله ثقل دولي في لبنان والمنطقة العربية».
خدمات نصر الله لإيران
وأضاف، حزب الله قدم خدماته إلى إيران، حيث أنه وسع من نطاق عملياته، وقام بإرسال فيالق من الجنود إلى سوريا، وأرسل مدربيه إلى العراق، وساند الانقلابيين في اليمن. كذلك ساعد الحزب في تشكيل كتيبة مسلحين من أفغانستان بمقدورهم القتال في أي مكان. ونتيجة لذلك، فإن «حزب الله» لا يشكل قوة عسكرية فحسب، بل يعد إحدى أهم أدوات التفوق الإقليمي من خلال دعم إيران التي تعد الراعي الرسمي له.
وتابع:«بات «حزب الله» متورطاً تقريبا في كل معركة تشكل أهمية لإيران، والأهم هو أنه ساعد في تجنيد وتدريب وتسليح منظومة جماعات مسلحة جديدة تعمل على تنفيذ أجندة إيران.
وكان «حزب الله» تأسس بمشورة إيرانية في الثمانينات، وأصبح نموذجاً للجماعات المسلحة التي ترعاها إيران في المنطقة. وتحول «حزب الله» إلى ذراع فعلية للحرس الثوري الإيراني، كونه همزة الوصل لشبكة الجماعات المسلحة المتنامية.
مضايقة إسرائيل
وتعتبر مضايقة إسرائيل، أهم أسباب الدعم الإيراني لحزب الله، ففي نوفمبر العام الماضي، شدد قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي ، أن «سلاح حزب الله ضروري “لقتال عدو الأمة اللبنانية وهو إسرائيل”، مضيفا أنه “بطبيعة الحال يجب أن يمتلكوا أفضل الأسلحة لحماية أمن لبنان. هذه مسألة غير قابلة للتفاوض».