دخل البرلمان الإيراني في جلسة تشاورية اليوم الأحد، غير علنية لبحث الأوضاع في البلاد على خلفية الاحتجاجات المعارضة بعدد من المدن الإيرانية، خلال الأيام الأخيرة، وستقدم التوضيحات من قبل المؤسسات المعنية سواء الداخلية أو الاستخبارات والأجهزة الأمنية الأخرى، كما ستتم مناقشة الأوضاع الاقتصادية التي يعتقد أنها وراء إشعال فتيل الاحتجاجات.
في سياق متصل، قال الحرس الثوري الإيراني إن «الشعب وقوات الأمن تمكنا من لجم الاضطرابات التي أثارها من وصفهم بأعداء أجانب، في حين يعقد البرلمان الإيراني اليوم جلسة تشاورية يحضرها وزيرا الداخلية والاستخبارات إضافة إلى القائد العام لقوى الأمن الداخلي ونائب القائد العام للحرس الثوري».
وأضاف الحرس الثوري في بيان له إن «الحضور الشعبي وفاعلية قوات الباسيج وقوى الأمن الداخلي استطاعوا القضاء على ما سماها الفتنة الجديدة، متهما كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا والسعودية والمعارضة الإيرانية في الخارج بتحريك الاحتجاجات في إيران».
وأعلن البرلمان مؤخرا أنه لن تكون هناك زيادة في المحروقات، وأنه سيتم العمل على إعفاء ذوي الدخول المتدنية من الضرائب.
وتواصل اليوم خروج مظاهرات مؤيدة للنظام في عدد من المدن الإيرانية، فقد خرجت احتجاجات في كل من قزوين ورَشت ويزد وشهر كُرد وجُنْبَدِ كاووس. وردد المشاركون شعارات مؤيدة للنظام ومنددة بأعمال الفوضى التي شهدتها بعض الاحتجاجات، كما نددوا بالتدخل الأميركي في شؤون بلادهم.
وكان المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي سعيد المهدي أعلن مساء السبت إطلاق سراح أغلب الموقوفين إثر الاضطرابات الأخيرة، والإبقاء على «قادة الشغب» رهن الاعتقال، في حين تواصلت المظاهرات المؤيدة للنظام وخرجت أخرى معارضة له في بعض المناطق.
وقال المتحدث إن أغلب المعتقلين «المغرر بهم» أطلق سراحهم بعد تقديم ضمانات، ولكنه أكد أن «متزعمي أحداث الشغب يقبعون في المعتقل».
وفي وقت سابق أصدرت 16 شخصية إصلاحية إيرانية بارزة بيانا بشأن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، ودعت المسؤولين إلى بدء حوار يفتح المجال أمام الانتقادات ويراعي كرامة المواطن.
وأكد البيان ضرورة إطلاق سراح الطلاب المعتقلين في الاحتجاجات كخطوة أولى للحوار، كما أشار إلى وجود استياء شعبي بشأن ملفات الاقتصاد والسياسة.
وتشهد إيران منذ 28 ديسمبر الماضي احتجاجات على غلاء المعيشة، رفعت لاحقا شعارات سياسية ضد النظام وشملت عشرات المدن، بينها العاصمة طهران والعاصمة الدينية قم.
وخلفت الاضطرابات 24 قتيلا على الأقل وعشرات المصابين، في حين أوقفت قوات الأمن أكثر من ألف محتج.
وأعلنت السلطات الإيرانية الأربعاء الماضي انتهاء الاحتجاجات، لكن التقارير الصحفية تفيد بأن بعض المناطق لا تزال تشهد مظاهرات ضد النظام.