في ملفات أشهر سفاحين ومجرمين إيران حكايات يشيب لها الرأس وتدمع لها الأعين حزنًا عن المصير النهائي لضحايا هؤلاء القتلة، ونتناول اليوم سطورًا من ملفات هؤلاء على أمل ألا تتكرر مثل هذه الوقائع مستقبلا ليس في دولة الملالي فقط بل في العالم أجمع.
محمد بيجي
ونبدأ من ملف مغتصب الأطفال محمد بيجي الذي أعدم في مارس عام 2005، جراء ما فعله من جرائم ضد الإنسانية بعد أن أقدم على اغتصاب 16 صبيا لا يتجاوز أكبرهم الثلاثة عشر عاما، وبعد ارتكاب فاحشته كان لا يترك الصبي يعود لأهله بل يقوم بقتله.
ببجي كان يوقع بضحاياه الأطفال بعد إغرائهم برحلة صحراوية يصطادون بها، وحينما يختلي بالصبي وسط الرمال يقوم بفعلته الشنعاء ثم يقتل الصبي ويدفنه تحت الرمال التي كانت شاهدة على تجرده من كل معاني الإنسانية، ولهذا لقب بمصاص الدماء الصحراوي فور اكتشاف جرائمه التي قام بها في الفترة بين مارس وسبتمبر من عام 2004.
قبل نهاية هذا العام كانت قد نجحت السلطات الإيرانية في القبض على بيجي وحصل وقتها على 16 حكما بالإعدام عن كل صبي قام بقتله و100 جلدة عن تهمة الاغتصاب ونفذ الحكم أمام 5000 شخص لم يتوانوا عن قذفه بالحجارة قبل إعدامه، فضلا عن قيام شقيق أحد ضحاياه بطعنه من الخلف في محاولة للثأر لأخيه.
ماهين قدري
في أغلبية ملفات أشهر السفاحين والمجرمين حول العالم قلما نسمع عن امرأة تقوم بمثل هذه الأفعال اللانسانية، لكن هذا حدث في إيران فبين عامي 2008 و2009 اتهمت سيدة إيرانية تدعى ماهين قدري، بقتل 6 أشخاص من بينهم 5 نساء في مدينة قزوين الإيرانية.
ماهين كانت تختار ضحاياها بعناية شدية، حيث كانت تفضل السيدات كبيرات السن، والتي كانت تحاول خداعهن للركوب معها في سيارتها بحجة أنهم يذكرونها بوالداتها المتوفية ثم تقدم لهم عصير به مادة منومة ومن ثم تقوم بقتلهن والاستيلاء على أموالهن وكل ما يمكلونه.
ولسوء حط ماهين ولحسن حظ البشرية استطاعت سيدة الهرب منها وأخبرت الشرطة التي لم تتوانَ في اعتقال ماهين والتي هي الأخرى لم تأخذ وقتا طويلا حتى اعترفت على كل جرائمها.
ماهين كانت سفاحة بدرجة مثقفة فوفقا لملفها كانت تستمد خطط استدراجها لضحايها من روايات الكاتبة الشهيرة أجاثا كريستي التي تترجم روياتها حول العالم أجمع وقد كانت ماهين إحدى المولعات بقصصها.
قصة ماهين تتشابه بشكل كبير مع قصة السفاحتين المصريتين ريا وسكينة، فقبل أكثر من قرن سببا الاثنين ذعرا كبيرا لجميع النساء المصريات في هذا التوقيت، بعد أن قاما بقتل أكثر من سيدة والاستيلاء على أموالههن وذهبهن وبنفس طريقة ماهين يصطحبون ضحاياهن ثم يقومن بخنقهن حتى الموت.
عقوبة الإعدام كتبت آخر سطر في ملف السفاحة الإيرانية، لكن لم تذكر الصحافة أي من وقائع إعدامها وهل تمت بشكل علني كحال أغلبية إعدامات أصحاب هذه النوعية من الجرائم أم تمت بعيدا عن أعين المواطنين ومن قبلهم وسائل الإعلام.
سعيد هنائي
اتهمته الشرطة بقتل 16 امرآة فاعترف بأنه قتل قبلهن 150 آخرين.. هذا هو ملخص ما قام به سفاح إيران الأول من حيث أعداد ضحاياها سعيد هنائي.
هنائي هو الآخر لم يكن يقتل لمجرد القتل بل يختار ضحاياه بعناية، فجميع الـ 16 التي اتهتمت السلطات بالقيام بقتلهن كانوا بائعات هوى يمارسن الدعارة من أجل المال.
السفاح الإيراني لقبل بـ”القاتل العنكبوتي” نسبة لما كان يقوم به بعد قتل ضحيته، حيث كان يستدرجها أولا إلى منزله بممدينة مشهد، على أنه زبون سيقضي معها ليلة سعيدة من وجهة نظرها، ثم يفرغ ما في جيبه من أموال تحت قدميها.
لكن كان هناك مصير آخر ينتظر ضحاياها فبعكس روتين عملهن اليومي، كان يقوم بخنقهن بالحجاب ثم يلفه عليهن كالعنكبوت، ثم يلقي الجثة بالشارع وحينما تكتشف الشرطة الأمر يهم في مساعدة أفراد الشرطة في حمل الجثة إلى سيارات الإسعاف.
مع تكرار نفس الواقعة، أصبحت شكوك أجهزة الأمن تتمحور حول هنائي وبمواجهته واتهامه بقتل 19 سيدة بنفس الطريقة اعترف بمقتل 16 منهن لكن في المقابل أكد أنه قام بنفس الفعلة بحق 150 سيدة أخرى من قبل دون إلقاء القبض عليه.
أثناء محاكمة هنائي تواجد الكثير من أنصار ما أقدم على فعله وفي مقدمتهم نجله الذي أكد أنه يقوم بذلك لحماية الجمهورية الإسلامية الإيرانية من انتشار البغاء والدعارة بأرضها، لكن تحقيقات النيابة فاجئت الجميع وقتها باقدام هنائي على ممارسة الجنس مع ضحاياه قبل قتلهن، وكحاله كحال أمثاله أُعدم عام 2002.
علي رضا كوردي
قبل إعدام هنائي بخمس سنوات انتشر الرعب والخوف بين النساء بالأخص في إيران بسبب السفاح على رضا كوردي والذي لقب فيما بعد بمصاص دماء طهران، حيث كان يستغل عمله كسائق تاكسي ويخطف النساء ويغتصبهن ثم يقتلهن ويحرق جثثهن في محاولة لإخفاء كل الدلائل على أفعاله الإجرامية.
في ملف كوردي الكثير من الوقائع المحزنة، حيث كانت إحدى ضحاياه سيدة وابنتها طفلة لا تتعدى من العمر 9 سنوات ودموع هذه الطفلة لم تمنعه من اغتصابها واغتصاب والداتها ثم قتلهما، وسيدة أخرى قام بطعنها 30 طعنة قبل حرق جثتها.
ألقي القبض على كوردي عام 1997 وشهدت واقعة إعدامه تجمهر كبير، حيث حضر ما يقارب الـ 20 الف شخص وبعضهم نام ليلا في انتظار صباح يوم الإعدام.