حملة من الاعتقالات والتهديدات الرسمية فضلا عن اتهامات بالتخوين والانضمام للجماعات الإرهابية شنتها السلطات الإيرانية ضد المشاركين في الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة بسبب غلاء الأسعار وانتشار البطالة والفساد المالي.
وأبرز أشكال الحملة الرسمية، تمثلت في تهديد وجته محكمة الثورة بالعاصمة الإيرانية طهران، ضد المحتجين، فضلا عن وصف بعض القيادات للمحتجين بالمنافقين والإرهابيون.
عقابا قاسيا
وقال رئيس محكمة الثورة في طهران، رجل الدين «موسى غضنفر آبادي»، في تصريح لوكالة أنباء «تسنيم»، إن: «كل من اعتُقل بعد اليوم الثالث من الاحتجاجات سيلقى عقابًا قاسيًا»، معتبرًا أنه: «كلما استمرت أحداث الشغب أكثر كلما زادت عقوبة الضالعين فيها».
وأوضح غضنفر آبادي أن: «السلطات لت تتعامل مع الموقوفين كأصحاب مطالب محقة، بل سنعتبر أن حراكهم يستهدف أصل النظام والأمن»، لافتًا إلى أن: «بعض الموقوفين ستتم محاكمتهم بتهمة استهداف الأمن القومي، الإيراني، وتخريب الممتلكات العامة».
و أضاف، إن «الأمن في الجمهورية الاسلامية الايرانية هو أكبر نعمة رغم الاحداث التي حدثت مؤخرا في دول الجوار، والعدو يريد استهداف هذا الامن عبر بعض العملاء والمغررين احياناً».
واردف المسؤول القضائي قائلا، أصدرنا تعليمات للقوى الأمنية بعدم التعاطي بعنف مع مثيري الشغب والمحكمة هي الجهة الوحيدة التي تقرر حكم هؤلاء الاشخاص».
اعتقالات عشوائية
ويواصل النظام الإيراني حملة اعتقالات عشوائية، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية، التي تدخل يومها السادس، وشملت الاعتقالات حتى يوم أمس، مالا يقل عن 1000 شخص، بحسب مصادر في المعارضة الإيرانية.
منافقون وإرهابيون
ووصف المساعد السياسي للقائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية العميد «رسول سنائي راد»، المجتجون بالمنافقين والإرهابيون قائلا في تصريح له اليوم الثلاثاء، أن «منافقي (خلق الارهابية) كُلفوا منذ عامين تقريباً من قبل آل سعود وبعض الدول الاوروبية لنقل الفوضى الى داخل ايران».
وأشار سنائي اليوم في تصريح له، الى أن «الشعارات التي أطلقت خلال الايام الماضية من قبل مثيري الفوضى في ايران تشير بوضوح الى أن منافقي (خلق الارهابية) يقفون وراء هذه الافعال».
ونوه المساعد السياسي للقائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية الى أن «الأحداث الاخيرة شهدت تلقين ونشر أوامر وطرق عبر الانترنت والاجواء الافتراضية حول اثارة الشغب ومواجهة القوى الأمنية».
وأشار العميد سنائي راد الى أن «ذلك الأمر يشير الى أن هناك مجموعة أو عدة مجموعات تلعب دوراً في التحركات الاخيرة».
وأوضح المساعد السياسي للقائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية أن «التعامل مع المحتجين على الوضع الاجتماعي والاقتصادي يختلف تماماً عن مثيري الفوضى والمخربين اذ يجب احتواء مثيري الشغب من اجل وقف هذه الاعمال».
لن نسمح بالفوضى
وفي نفس السياق، قال نائب قائد مقر «ثار الله» التابع لحرس الثورة الاسلامية العميد محمد إسماعيل كوثري، «لن نسمح بأي شكل من الاشكال استمرار حالة الفوضى في طهران، واذا استمرت هذه الحالة سيتخذ المسؤولون القرارات الضرورية بالتأكيد».
وأشار كوثري إلى أن «الأوضاع في طهران طبيعية جدا في الوقت الراهن، قائلا، ان القوى الامنية تتواجد في ارجاء المدينة واتخاذ القرار في ادارة المشهد يقع على عاتقها».
ونوه نائب قائد مقر «ثار الله» التابع لحرس الثورة الاسلامية الى أن اعداد المحتجين واعمال الشغب انخفضت ليلة أمس في طهران كثيرا مقارنة بالايام السابقة».
وأضاف، «خلال الأيام الماضية كان البعض يريد استغلال الاحتجاجات على الغلاء لكن اعداد المحتجين انخفضت تدريجيا نتيجة ادراك المواطنين للوضع الراهن لذلك ساد الامن في وقت قصير ارجاء المدينة».
الشعب سيرد
و قال الرئيس الايراني حسن روحاني، أمس الاثنين، أن «الشعب الايراني سيرد على تلك المجموعة الصغيرة التي تطلق شعارات تتعارض مع ارادة الشعب وتلحق الضرر بالممتلكات العامة، مضيفاً، ينبغي على المحتجين اختيار الطرق الصحيحة والقانونية للتعبير عن انتقاداتهم».
وأضاف، «اذا كان هناك مجموعة تريد الاحتجاج أو الانتقاد لتنتقد بحق، وينبغي ان تختار الطرق الصحيحة والقانونية للتعبير عن انتقاداتها».
ولفت روحاني الى أن «الوحدة بين القوات المسلحة والحكومة والنجاحات السياسية للشعب الايراني في العالم لم تعجب الاعداء كثيرا، قائلا، ان الامريكان استعدوا للقضاء على الاتفاق النووي من خلال محاربة الشعب الايراني وفرض العقوبات لكن العالم وقف امام امريكا وتلقت هزيمة كبيرة في ـول خطوة».
ونوه الرئيس الايراني الى النجاح الذي حققته ايران من اجل ارساء الاستقرار والامن في المنطقة والقضاء على الارهاب، قائلا، «لايشك أحد بأن ايران كان لديها دور مهم ورئيسي في محاربة الارهاب في المنطقة، واليوم لديها دور ايجابي من اجل السلام ومستقبل سوريا وتعزيز استقرار العراق ولبنان والدفاع عن المظلومين وفي اي مكان».
وأوضح روحاني أن «النجاحات والانجازات اغضبت اعداء ايران، منوها الى ان العدو لم يتمكن من تحمل الوحدة في ايران وتقدمها ونجاحها في عالم السياسة والوقوف في وجه أمريكا والكيان الصهيوني ونجاحها في المنطقة».
ووجه روحاني رسالة إلى شعبه قائلا:«بعد تلك النجاحات تريدون أن لايفكر العدو بالانتقام؟ وأن لايحرض مجموعة من الاشخاص؟ كان علينا الاعداد لهذه القضية، إنهم اعلنوا بصراحة وليس تحليلاً بأنهم يريدون نقل المشاكل الى طهران».
وشدد الرئيس الايراني على ـن «الشعب الايراني سيجتاز هذه المشاكل بصلابة، قائلا، ان الشعب الايراني سيرد على تلك المجموعة الصغيرة التي تطلق شعارات تتعارض مع ارادة الشعب وتسىء لمقدسات وقيم الثورة الاسلامية وتلحق الضرر بالممتلكات العامة، حيث سيجتازهم بكل اريحية فهم لاشىء يذكر».
الرد على ترامب
من جانبه وجه سفير ايران في بريطانيا حميد بعيدي نجاد، رسالة إلى الرئيس الأميركي قائلا:«أليس من الأفضل على ترامب ان يطلب من الشعب الايراني العون لمساعدة جياع أمريكا بدلاً من هذه الاساءات غير المسبوقة من قبل رئيس أمريكي لشعب شامخ؟».
وأوضح بعيدي أن »أمريكا والغرب يدركون جيدا اننا سنتمكن من حل مشاكلنا، لكن الغريب هو أن ترامب في اساءة واضحة كان قد وصف الشعب الايراني بـ«الشعب الارهابي»، والان تحت ذريعة التعاطف مع المشاركين في الاحتجاجات قد وصف في اساءة اخرى الشعب الايراني »بالشعب الجائع» الذي يستحق الشفقة».
وأضاف،« هذا في وقت يكون فيه هو رئيس بلد يعاني شعبه من الجوع والفوارق الطبقية منذ سنوات رغم أن بلاده صاحبة اكبر اقتصاد قوي في العالم، قائلا، وفق احصائيات رسمية ومنها معلومات منظمة امريكية لمساعدة الجياع في امريكا، حيث يمكن لأي شخص الحصول عليها بمجرد عملية بحث بسيطة في الانترنت، فإنه وفق هذه الاحصائية الخطيرة يوجد 45 مليون أمريكي جائع، 13 مليون هم من الأطفال وأكثر من 5 ملايين مسن».
وتابع، متسائلا «أليس من الافضل على ترامب ان يطلب من الشعب الايراني العون لمساعدة جياع أمريكا بدلاً من هذه الاساءات غير المسبوقة من قبل رئيس أمريكي لشعب شامخ؟ أن الشعب الايراني لن يرد طلبه رغم مشاكله».