في الوقت الذي يعج به العالم أجمع بمظاهر الاحتفالات والكرنفالات ابتهاجا بقدوم سنة ميلادية جديدة، حاملة معها الكثير من الآمال والأمنيات لساكني هذا الكوكب، يمتنع عدد من دول العالم عن المشاركة بهذه الاحتفالات بحجج خاصة بكل دولة على حدة.
إيران
الجمهورية الإيرانية واحدة من الدول التي لا تهتم باحتفالات رأس السنة الميلادية، وليس لأن تلك الماسبة لا تمثل لهم حدث مفرح، فأهم ركيزة في الدين الإسلامي الدين الرسمي ببلاد الملالي أن يؤمن المسلم بكافة الأنبياء والمرسلون قبل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن السبب الحقيقي يأتي في محاولات النظام الحاكم الإيراني المضنية وراء منع شعبه من الانسياق وراء التقاليد الغربية مما قد يفقد إيران هويتها وتتحول شيئا فشيئا إلى نسخة جديدة من بلاد الغرب.
في المقابل لا يفوت الشعب الإيراني أية فرصة لاحتفال يؤيده النظام الحاكم فيحتفلون برأس السنة الهجرية وكذلك يحتفلون برأس السنة الإيرانية وفقا للتقويم الإيراني المعمول به في الجمهورية الإيرانية الإسلامية، كذلك يقيمون العديد من الاحتفالات الخاصة بثقافتهم وموروثهم من الحضارة الفارسية.
الصومال
وتعد الصومال تقريبا الدولة العربية الوحيدة الإسلامية التي لا تحتفل برأس السنة الميلادية وذلك وفقا لأسباب أمنية بحتة، حيث يرى كبار رجال الدين بالدولة الأفريقية أن الاحتفال بمثل هذه المناسبات تشبه بمعتقدي الديانة المسيحية، وهو ما يخالف عقائدهم وقيم مجتمعهم مما قد يشجع تلامذتهم وأنصارهم على ارتكاب أعمال إرهابية إجرامية بحق من يشاركون بهذه الاحتفالات.
وهو ما تخشاه الصومال بسبب ضعف مستوى الأمن هناك، ولكنها في نفس الوقت لا تمنع الأجانب المقيمين بها من إقامة احتفالاتهم كما يشاءون على أرضها وتحاول بشتى الطرق توفير الحماية اللازمة لهم.
إندونيسيا
الوازع الديني كان سببا هو الآخر في تحريض إندونيسيا على منع احتفالات اعياد الميلاد حيث يرى شيوخهم هناك أن الاحتفال بمثل هذه الأعياد مخالف لتعاليم الدين الإسلامي، وتحاول كل رأس سنة ميلادية السلطات الأمنية بالدولة الأسيوية إجبار مواطنيها على عدم الاحتفال العلني بهذه المناسبة وليس هذا فقط بل تعرضهم للمساءلة القانونية في حال إقامة احتفالات بشكل علني في الشوارع والطرقات العامة.
الصين
الدولة الأكثر كثافة سكانية الصين وضعها مختلف بعض الشيء في هذا الأمر، فهي لا تمنع الاحتفالات برأس السنة الميلادية ولا تجبر أيا من مواطنيها بعدم الاحتفال بها، ولكنها في المقابل لا تقيم احتفالات كبيرة تتناسب مع حجم ما تقيمه من احتفالات ضخمة ومبهجة للغاية عند انتهاء السنة الصينية وحلول سنة جديدة.
السعودية
دولة الحرمين الشريفين السعودية لها وضع خاص هي الأخرى، ففي السابق كانت من أكبر الدول المعارضة لمثل هذه الاحتفالات، لكن مع التغيير الجزري لذي حدث بالمجتمع السعودي منذ ظهور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الساحة السياسية والسماح للسيدات بقيادة السيارات وبعدها السماح بإنشاء دور العرض السينمائية، قد نجد السعودية في المستقبل تحتفل كعالم أجمع، صحيح هذا لم يحدث هذا العام ايضا، لكن لا احد يعلم ما يحدث مستقبلا.