قبل أيام كشف مركز رصد تلوث الهواء بطهران عن ارتفاع نسبة تلوث الهواء في العاصمة الإيرانية من جديد ليصل مؤشر التلوث نحو 172، منوها أن الهواء في طهران غير مناسب لبعض الفئات الحساسة من الناس وهو ما يعني استمرار وضعية الخطر في تلوث الهواء بعاصمة الجمهورية الاسلامية.
ووفقا للعديد من تقارير المنظمات الصحية فان تلوث الهواء في طهران يتسبب في مقتل 12 شخصا يوميا، نتيجة الأمراض التنفسية التي تصيبهم جراء هذة التلوث الذي تزداد نسبته لأعلى مستوياتها في فصل الشتاء بالأخص امام موقف سلبي للغاية من الحكومة الإيرانية في معالجة هذة الكارثة.
طهران التي يعيش على أرضها تخمة من البشر بلغة الارقام ما يتخطي حاجز الـ 12 مليون نسمة، يرجع الكثير من الخبراء اسباب تلوث الهواء بها يأتي في مقدمتها المشكلة المستعصية امام الحكومة الإيرانية والمتمثلة في عوادم السيارات القديمة والتساهل في تطبيق لوائح الرقابة على الانبعاثات بشكل منتظم، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي للعاصمة الأيرانية والذي يتسبب هو الأخر بنقص كبير في عمليات تغيير الهواء عبر الرياح، حيث تقع طهران والتي يعني ترجمه اسمها بالعربية الأرض المنبسطة، جنوب جبال البرز، حيث يحيط بها من الجهة الجنوبية سهل الكوير؛ وهو سهل شبه صحراوي، ويبلغ أعلى ارتفاع في المدينة حوالي 2000م، أما متوسط الارتفاع في الأجزاء الشمالية فيصل إلى 1200م، ويصل متوسط الارتفاع في الأجزاء الجنوبية إلى حوالي 1050م، وكل هذة المعطيات الجغرافية السبب الرئيسي في عدم قدرة الهواء على تجديد نفسه والتخلص من عوادم السيارات.
الخطير في الأمر ان الكارثة تزداد سوءا في هذا التوقيت بالأخص من كل عام بسبب ظاهرة الانعكاس الحراري، حيث يمنع الهواء البارد على المرتفعات الهواء الساخن والملوث من التبدد وساهمت ايضا قلة الامطار حتى الان منذ بداية فصل الخريف وتقريبا نعدامها إلى تفاقم الكارثة.
ووفقا لصحيفة ايرانية فان العام الماضي شهد ارتفاع عدد ايام التلوث بشكل كبير مقارنة بالعدد المسجل خلال السنوات قبل الماضية، حيث استمر تلوث الهواءالشديد لمدة 48 يوما خلال 2016 في حين قبل ذلك كان لا تتخطى فترة تلوث الهواء بالعاصمة الايرانية أكثر من 30 يوما، مع توقع بأن تزاد تلك الفترة خلال العام الحالي وتسجل رقما قياسيا اخر حيث يتوقع لها ان تمدد لـ 58 يوما ولا يتبدء الهواء الملوث من طهران إلى مع حلول العشر الأوخر من مارس المقبل.
وحتى الان لم تنجح الحكومة الإيرانية في مواجهة تلك الكارثة والتي تتسبب في حصد الارواح بشكل دائم ومستمر، وتكتفي بعدد من الاجراءت الوقائية على استحياء، كاغلاق المدارس ومناشدة المواطنين البقاء بمنازلهم حتى لا يتعرضوا لمشاكل صحية قد تودي بحياتهم، مع وعود متكررة من جانب المسئولون الايرانيون بالتصدي لهذة الكارثة من خلال اجبار قائدي السيارات على استخدام وقود انظف لا ينتج عنه كل هذا التلوث، فيما يشير البعض إلى ان الحكومة الايرانية بدءت بالفعل في انشاء عاصمة جديدة لتقليل الازمة بطهران وفي نفس الوقت لا تثق الصحافة الايرانية بمخططات حكومتها لمواجهة هذة الكارثة لدرجة جعلت عدد من الصحف تؤكد في تناولها للأزمة انهم يمتكلون الأمل في حل تحسن وضع المدينة ولكن هذا ان نجو من الموت بالأساس.