خلال الخمس سنوات الماضية ظل الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم “premieur league” الأكثر تنافسية بين الدوريات الخمس الكبرى في أوربا، فهو الدوري الذي لا يمكن التنبؤء بحاصد لقبه كل عام سوى مع نهاية مباريات الجولة الأخيرة من عمره، وفي المقابل يعرف الدوري الاسباني والدوري الالماني بدوريات القط والفار المنافسة فيه تنحصر بين ناديين وباقي الأندية لا يهمهما سوى صراع البقاء، اما الدوري الأيطالي والدوري الفرنسي فهما دوري المنافس الأوحد وفي الغالب حامل لقبه كل عام يعرف حتى قبل نهاية مباريات الدور الأول.
لكن هذا الموسم انقلبت الاية وتبدل الحال، والدوري الأكثر تنافسية في العالم تقريبا حسم بنسبة لا تقل عن 90 % وفقا لاراء أغلبية خبراء كرة القدم، ودوريات القط والفار تقريبا القط ابتلع الفأر واهتضم كل محاولاته في البقاء متجرعا خلفه زجاجة مياة غازية فوارة 2 لتر، في حين ثار الدوري الايطالي على حاله واصبح مطمعا لقبه مطمعا لأربعة اندية دفعة واحدة مستغلين مرض الأكثر تتويجا به خلال العشر سنوات الأخيرة، اما الدوري الفرنسي فتقريبا حالته لن تتغير حتى قيام الساعة وسيبقى دوري المنافس الواحد طالما أموال الخليج العربي لا تنفذ.
الدوري الانجليزي
حالة غريبة يشهدها الدوري الانجليزي هذا الموسم، تتمثل في تصدر نادي مانشستر سيتي لصدارة الترتيب منذ الجولة الخامسة من عمر الدور الأول وحتى نهاية مباريات الدور الأول كاملا دون اي منافسة من قريب او من بعيد وحتى مع محاولات اقتراب الخمسة الكبار في انجلترا نجد ان المسافة تبتعد.
فلاعبين الاسباني بيبي جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي يقدمون كرة قدم هذا الموسم تصنف على انها الاجمل في العالم وليس في انجلترا فقط، ولا يستطيع اي فريق انجليزي محلي مقارعتهم والدليل فارق النقاط الذي وصل بينهم وبين اقرب منافسيهم نادي مانشستر يونايتد، وبلغة الارقام حقق النادي السماوي 55 نقطة جمعها من 18 فوز وتعادل وحيد ودون اية خسارة ومن بعده في المركز الثاني يأتي من بعيد النادي الأحمر بفارق 13 نقطة كاملة برصيد 42 نقطة جمعها من 13 فوز و 3 تعادلات ومثلهم خسارة.
وإذا كان الدوري الانجليزي فقد صراعه في المقدمة ففي مؤخرة الجدول هناك صراع ملتهب على تحديد الفرق الهابطة من نعيم الدوري الاكثر متابعة حول العالم فالفرق بين صاحب المركز الأخير نادي سوانز سيتي وصاحب المركز الثالث عشر 6 نقاط فقط اي نتيجة الفوز بمبارتين، وها ما يعني ان هناك سبع فرق جميعها مهددة بالهبوط.
صراع المقاعد الاوربية ايضا المركز التي تضمن المشاركة بدوري الابطال والدوري الاوربي متواجد هذا العام ايضا وينحصر بين اندية تشيلسي وتوتنهام وليفربول وارسنال ومفأجاة الدوري الانجليزي هذا العام نادي بيرنلي الذي يزاحمهم منذ بداية الموسم بشكل كبير على المراكز من الثالث حتى السابع.
الدوري الاسباني
La liga معروف دائما بانه دوري القط والفار فالصراع عليه داوما بين العملاقين الاوربين ريال مدريد وبرشلونة ورغم ان السنوات الأخيرة نجح نادي اتلتيكو مدريد في مزاحمت الغريمين التقليدين بعض الشيء وخطف منهم لقب أحدى النسخ، إلا ان هذا الموسم ليس هناك الصراع الأبدي بين الغريمين ولا مزامة اتليتكو وجميع الفرق تلعب لحساب النادي الكتالوني برشلونة المتصدر بفارق 9 نقاط كاملة وقبل نهاية الدور الأول بجولتين برصيد 45 نقطة جمعهم من 14 فوز و 3 تعادلات ودون اية هزائم ومن بعده في المركز الثاني اتليتكو مدريد برصيد 36 نقطة نتيجة 10 فوز و 6 تعادلات وخسارة وحيدة اما حاملة لقب النسخة الاخيرة من دوري ابطال اوربا فيحل بالمركز الرابع برصيد 31 نقطة بعد فالنسيا صاحب المركز الثالث برصيد 34 نقطة.
والغريب والغير متوقع ان في بداية الاعداد لهذا الموسم كان الجميع يظن انه سيكون الموسم الكارثي لرفقاء صاحب الخمس كرات ذهبية الارجنتيني ليونيل ميسي خاصة بعد ذهاب احد اهم لاعبي الفريق نيمار لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي وفشل ادارة النادي في عقد انتدبات على مستوى امال جماهيرها لكن ما يحدث حتى الأن يؤكد ان الفريق في طريقة لحسم لقب الليجا هذا الموسم وكذلك يقدم حتى الان عروضا طيبة ومقنعة بدوري الابطال الذي قد نجد طأسه ذات الأذنين بين احضان قائد برشلونة الاسباني انيستا بين احضانه نهاية الموسم الكروي الجاري.
الدوري الألماني
حال البوندز ليجا لا يختلف كثيرا خلال السنوات الأخيره مع نظيره الاسباني المنافسة تقتصر دائما بين العملاق البافري بايرن ميونيخ ونادي بروسيا دورتموند، لكن حتى هذا الصراع ثنائي الأطراف لم نشاهده هذا الموسم واللقب في طريقه للاكثر تتويجا البايرن الذي جمع من مباريات الدور الأول 41 نقطة من 13 فوز وتعادلين وخسارتين وبفارق 9 نقاط كاملة عن اقرب المنافسين له نادي شالكة صاحب المركز الثاني برصيد 30 نقطة اما دورتموند فيحل بالمرتبة الثالثة في جدول الترتيب برصيد 28 نقطة وهو نفس رصيد صاحب المركز الرابع نادي بايرن ليفركوزن ونفس رصيد صاحب المركز الخامي نادي ار بي ليبزيج والذي ظل مفأجاة الدوري الألماني للاسبايع العشر الأولى من عمر الدور الأول وجعل الكثيرون يظنون انه من الممكن ان يحقق مفأجاة نادي ليستر الأنجليزي العام قبل الماضي حينما توج بلقب الدوري الأنجليزي، لكن النادي الألماني لم يكن نفسه بالطويل وغرق بشكل كبير في سلسلة الهزائم مع ارتفاع قوة موجات المنافسة.
الدوري الفرنسي
اما دوري بلاد برج ايفل وشارع الشانزليه فهو دوري ميئوس بشكل كبير فيه، ولا تختلف نتائج الموسم الحالي عن بقية المواسم السابقة، الدوري الفرنسي من الاساس معروف بانه دوري الفريق الاوحد فقط يتتغير هوية هذا الفريق كل خمس او ست سنوات ففترة نجد المستحوذ عليه اولمبيك ليون وفترة أخرى اولمبيك مارسيليا، ويبدو اننا الان في فترة نادي العاصمة باريس سان جيرمان الذي مباريات الدور الاول متصدرا بـ 50 نقطة جمعها من 16 فوز وتعادلين وخسارة واحدة وبفارق 9 نقاط عن اقرب منافسيه صاحب المركز الثاني موناكو بـ 41 نقطة وبنفس عدد النقاط يتواجد صااحب المركز الثالث ايضا اولمبيك ليون.
الدوري الايطالي
اما مفاجاة الموسم كان الدوري الايطالي الذي يتقمص حتى الان دور الدوري الأنجليزي ويؤديه ببراعة، فاربعة اندية دفعة واحدة يتنافسون على لقبه هذا العام والفارق بين صاحب المتصدر وصاحب المركز الرباع 7 نقاط فقط، ومن الوراد بشكل كبير تعويضهم خاصصة في ضء ان المتصدر نابولي صاحب الـ 45 نقطة مني بهزيمة و 3 تعادلات من عمر مباريات الدور الأول وقبل الجولة الأخيرة.
اما صاحب المركز الثاني نادي يوفينتوس برصيد 44 نقطة فمني بخسارتين وتعادلين حتى الان وهو ما يميز الدوري الايطالي هذا الموسم، ان نادي السيدة العجوز يخسر ويتعادل بالمقارنة بالمواسم السابقة التي كان يخسر او حتى يتعادل فيها بصعوبة بالغة وكان ينهي صراع المنافسة تقريبا من الدور الأول، فحالة الضعف التي يتواجد عليها هذا الموسم وفي المقابل قوة الفرق التي دعمت صفوفها كما يجب في العطلة الصيفية الماضية جعلتنا نتباع هذا الصراع المشتد بشغف وذكريات قوة الدوري الايطالي في عقدي التسعينات وبداية الألفية الثالثة، حيث كان يصنف وقتها على انه الدوري الأوقوى في العالم.
المنافسة كما اشرنا لا تقتصر ففقط على نابولي ويوفينوتس، فعلى بعد خمس نقاط فقط من المتصدر يتواجد العائد للصورة بقوة بعد سنوات عكاف نادي انتر ميلان برصيد 40 نقطة جمعها من 12 فوز و 4 تعادلات وخسارتين، وعلى بعد 7 نقاط يتواجد نادي العاصمة روما برصيد 38 نقطة جمعها من 12 فوز وتعادلين و 3 خسارة.