تقدم الكثير من السيدات على خطوة التعري علنا أمام الجميع؛ اعتقادًا أنهن بذلك يوصلن رسالتهن التي يؤمن بها للجميع.
وبناء على ذلك، فمن الطبيعي للغاية أن نجد وسط الكثير من المتعريات حول العالم لأغراض حقوقية إيرانيات، ولما لا فهم نتيجة المجتمع الذي يوصفه كثيرون بالمغلق والقامع ليس فقط للمرأة، بل للإنسان بشكل عام دون النظر إلى نوعه وبالأخص في حقوقه السياسية.
وهو ما حدث قبل 3 سنوات بالتحديد خلال مارس من عام 2014 أمام متحف اللوفر حينما تعرت عدد من الفتيات الإيرانيات بشكل كامل رفقة المتعرية الأشهر في العالم العربي المصرية علياء المهدي، ورفيقتها المتعرية الإخرى التونسية أمينة السبوعي؛ مطالبات بالحرية والمساواة وتطبيق العلمانية في مجتماعاتهن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق الثامن من شهر مارس من كل عام.
وقبل ذلك تفاجئ المجتمع الإيراني بما أقدمت عليه الممثلة الإيرانية جلشيفته فراهاني، المعروفة جيدا لجمهور الأفلام الإيرانية التي تحظى بشعبية كبيرة داخل إيران وخارجها، حينما أقدمت الممثلة الشابة على الظهور نصف عارية (النصف العلوي من جسدها) على أغلفة إحدى المجلات الفرنسية في الوقت الذي كانت تقيم ببلاد برج إيفل الباريسي، بعدما تعرضت للعديد من المضايقات الأمنية في إيران على أثر مشاركتها في بطولة أحد افلام هوليوود أمام الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو.
وحينما سئلت عن سبب إقدامها على هذه الفعلة، قالت نصًا وفق ما نشر على لسانها للصحافة وقتها “احتجاجا على التقاليد الإسلامية المقيدة التي تتبعها صناعة السينما الإيرانية في ظل السياسات الثقافية المحافظة تحت قيادة الرئيس السادس للجمهورية الإيرانية محمود أحمدى نجاد”.
واقعات تعري الإيرانيات لم تتوقف عند هذا الحد، فتزامنًا مع اليوم العالمي للمرأة في مارس من عام 2013، أقدمت أكثر من خمسة إيرانيات بتعرية صدورهن في وقفة احتجاجية أجريناها بالعاصمة السويدية ستوكهولم، تعبيرًا عن معارضتهن لفرض الحجاب بالإجبار على كل فتاة إيرانية.
وإذا كان جميع ما سبق تعرين بعيدا عن إيران، فالناشطة موجان محمد طاهر أقدت على هذة الفعلة بإيران نفسها وبالتحديد بالعاصمة طهران، منتصف أيريل من العام الماضي، وقالت حينها أنها اقدمت على ذلك احتجاجا على القوانين القمعية في إيران، وانها قامت بتلك الفعلة بعدما شاهدت مقاطع صور وفيديوهات لمجموعة من الفتيات عضوات منظمة أقدمن على التظاهر عاريات الصدر أمام مكتب المستشارة الألمانية ميركل.
ومرت الأيام والشهور ولم تتغير القوانين الإيرانية حتى لو أقدمت آلاف الإيرانيات على التعري، وهنا لا نحاكم أحد أو نجبره على سلوك ما، فمن حق الجميع الاحتاج بالطريقة المناسبة لهم، ولكن عليهم أن يدركوا في بادئ الأمر أن الغاية لا تبرر الوسيلة كما يدعون.