رحلة طويلة من خلال الشاشة الفضية ثم الشاشة الذهبية، تثير الأعمال الدرامية أو الفنية في إيران فيها الكثير من الجدل حول العالم، وخاصة بسبب تنديد الأزهر من تجسيد شخصيات الأنبياء والصحابة مؤكدين حرمانية هذه الأعمال، مطالبين بوجود حسم رادع لمنع استمرار هذه الأعمال الفنية، وهو الأمر الذي لا يراه المسلمون الشيعة على الجانب الآخر، الذين رأوا في تمثيل هذه الأعمال على شبكة التلفاز موعظة وعبرة للمتلقين، ليتجدد هذا الصراع في كل عام يتم فيه تجسيد عمل جديد.
النبي محمد
يعد فيلم النبي محمد، الذي جرى عملية دوبلاجه منذ وقت قصير، محلًا للجدل الدائم حول حرمانية التجسيد، خاصة فيما يتعلق بتجسيد الأنبياء، وقد تكلف هذا الفيلم ميزانية هي الأضخم من نوعها داخل إيران، حيث بلغت كلفة الفيلم حوالي 40 مليون دولار، ليرصد الفلم حياة الرسول محمد قبل تلقيه الرسالة، ورغم أن الفيلم لم يُظهر وجه ممثل الفيلم، إلا أنه شهد أكبر حالة من الجدل على الإطلاق.
من جانبه أكد مفتي السعودية “الشيخ عبد العزيز آل الشيخ” أن الفيلم الإيراني يشوه الإسلام، وكذلك أدانت رابطة العالم الإسلامي بمكة عرض الفيلم، إلى جانب رفض الأزهر، والكثير من الهيئات الإسلامية.
بينما أكد المخرج مجيد مجيدي مخرج الفيلم أن هدف الفيلم لم يكن يقصد التشويه على الإطلاق، مشيرًا إلى أن هدف الفيلم هو “استرجاع صورة الإسلام الحقيقة التي شوهها المتطرفون”.
سيدنا أيوب
كان أول فيلم تم إنتاجه في إيران هو “سيدنا أيوب” الذي عرض عام 1993 وهو من إخراج وكتابة فرج الله سلحشور، ورغم أن ذلك كان العمل الأول، إلا أنه لم يلق اهتمامًا موسعًا ولم يصنع ذلك الجدل الكبير، والذي ظهر بالفعل مع مسلسل “مريم المقدسة” خاصة أن المسلسل عرض في الوقت الذي انفتحت فيه الفضائيات بشكل موسع، وصار الإنترنيت في متناول الجميع، مما جعل الأعمال تقترب أكثر من الجمهور على مساحات واسعة.
مريم المقدسة
تم إنتاج المسلسل عام 2000، وعرض هذا المسلسل على الشاشة الفضية عام 2004، مدبلجًا إلى العربية وعرض بداية على قناة المنار اللبنانية، ثم عرض فيما بعد على عدد من القنوات الفضائية، ليصبح المسلسل الذي بدأ به الجدل يظهر على الساحة من حرمانية التجسيد وعدمه، خاصة أنه قد ظهر بداخله عدد من الشخصيات الدينية مثل سيدنا زكريا والسيدة مريم، وإن كانت بعض المواقع العربية قد قامت بإخفاء الوجوه لئلا تتسبب في جرح مشاعر مشاهديها.
أما المسلسل فهو من إخراج وكتابة المخرج شهريار بحراني، وعرض المسلسل في 15 حلقة، وتم عرضه أيضًا كفيلم مدته 114 دقيقة، وقد رفض عرض المسلسل الأزهر والكنيسة في الوقت نفسه.
إبراهيم خليل الله
تم إنتاج فيلم “إبراهيم خليل الله” عام 2005 ويرصد الفيلم حكاية نبي الله إبراهيم، ولقائه بالنمرود، وقصة ذبح الشاه، مع ابنه إسماعيل، وقصة نبع زمزم، وهي التي رأى بعض النقاد أنه قصة جريئة في عرض التاريخ الديني، وهو من تأليف وإخراج محمد رضا ورزي.
يوسف الصديق
يعد هذا المسلسل هو أضخم إنتاج درامي على مستوى إيران، حيث تكلف حوالي 12 مليار تومان، بإنتاج شركة “سيما فيلم” الإيرانية، ولقى كثير من ردود الأفعال المشجعة من الماهدين العرب بجانب الإيرانيين، وهو من إخراج فرح الله سلحشور، الذي سبق وأخرج مسلسل “سيدنا أيوب” وقد تم إنتاج المسلسل عام 2009 وعدد حلقات بلغت 60 حلقة، بينما عرض في الوطن العربي ب45 حلقة.
ومن جانبه طالب معهد البحوث الإسلامية، وهو أعلى هيئة في مؤسسة الأزهر، بوقف بث مسلسل يوسف الصديق، مجددين رفضهم السابق بتجسيد الأنبياء، كما طالب العديد من العلماء المسلمين السنيين بوقف هذا التجسيد أيضًا، خاصة أنه يدعو للتشيع أيضًا على حد قولهم.
والمسلسل يحكي قصة مولد نبي الله يوسف، من ولادته، مرورًا بقصته مع إخوته، وسجنه، ثم توليه الحكم، ولقائه بإخوته وأبيه من جديد، وقد أخذ تصويره حوالي 3 سنوات.
الجاحد
تم إنتاج فيلم “الجاحد” عام 2009 وهو يحكي قصة سيدنا موسى وهارون، ومن إخراج حسن هدايت، وتدور قصة الفيلم حول بقرة بني إسرائيل، وتقوم هناك قصة حب داخل القبائل، لكن أثناء الزفاف يتم قتل البطل، وهو الأمر الذي يجعل القبائل علىوشك الاقتتال، ليأتي دور سيدنا موسى وقصة البقرة، كما يوضح الفيلم معاناة نبي الله مع اليهود، وجحودهم عليه، ومن هنا جاء اسم الفيلم.
سيدنا عيسى
وفي مسلسل “سيدنا عيسى” الذي تم إنتاجه عام 2010، بعدد حلقات بلغ 13 حلقة، و17 حلقة في النسخة المدبلجة، والمسلسل يحكي قصة مولدة سيدنا عيسى، وتلقيه النبوة، إلى جانب معجزاته، حتى تبشيره برسول الله سيدنا محمد، والمسلسل من كتابة وإخراج “نادر طالب زادة”، كما تم عرض المسلسل في فيلم مدته 120 دقيقة أيضًا.
لاقى هذا المسلسل رفض الأزهر والكنيسة أيضً على حد سواء، خاصة بسبب اختلاف الروايات بين بعض الأحداث بين الإسلام والمسيحية، وهو الأمر الذي تسبب في كثير من الجدل.
ملك سليمان
ظهر في عام 2010 فيلم يحمل عنوان “ملك سليمان” ويعد الفيلم من أوائل الأفلام الإيرانية التي استخدمت تقنية الديجيتال والجرافيك، أما ميزانية الفيلم فقد بلغت 5 مليار و100 مليون تومان ايراني منهم 125 مليون علي الصوت و300 مليون على الخدع البصرية كما شاركت اشتركت جهات رسمية داخل إيران في تمويله.
وقد عرض الفيلم في مهرجان فجر الدولي عام وتم إطلاقه عام 2010 في قاعات السينما، كما حصل علي عدة جوائز من مهرجانات عدة داخل ايران، وتدور قصة الفيلم حول صراعات الجن وبني البشر، وقدرة سيدنا سليمان على السيطرة على الجن، ويؤكد صناع الفيلم أنهم احتاجوا عام ونصف للبحث التاريخي من أجل الفيلم، ثم ستة أشهر من أجل كتابته.
ومن جانبها وجهت أيضًا العديد من الانتقادات لهذا الفيلم بسبب تجسيده، إلى جانب الغضب من تجسيد نبي الله سليمان بأنه ساحر، وهو ما يتنافى مع معجزة النبوة التي أكد عليها علماء المسلمين.