بعد طول انتظار والكثير من التنبؤات والتوقعات أسفرت قرعة النسخة المقبلة من كأس العالم عن العديد من المفاجأت يأتي في مقدمتها وقوع المنتخبين العربين مصر والسعودية في مجموعة واحدة، إضافة إلى وقوع المنتخب الإيراني في مجموعة الموت كما وصفها البعض والأصعب نظريا، إلى جانب الفرصة الذهبية التي وضعتها القرعة أمام السنغال في تكرا مجدها السابق في نسخة 2002، وأخيرا المهمة المستحيلة التي تواجه المنتخب التونسي في مجموعته.
مواجهة عربية
ففي المجموعة الأولى يتواجد البلد المنظم روسيا إلى جانب كل من أوراجواي ومصر التي تعود إلى العرس المونديالي بعد ما يقارب من الثلاثين عاما من الغياب بالتحديد منذ نسخة ايطاليا 1990 وأخيرا السعودية.
ومنذ إعلان فرق هذة المجموعة وغمرت السعادة الشعبين العربين المصري والسعودي، بسبب رؤيتهم أنها المجموعة الأسهل، والفائز في مواجهتهما سويا ستكون امامه فرصة كبيرة للاستمرار بالبطولة وعدم مغادرة روسيا بعد دور المجموعات، لكن على أرض الواقع الأمر مختلف كثيرا.
فالوقع في مجموعة البلد المستضيف ليس بالأمر الجيد في عالم كرة القدم مهما كان مقدار قوته أو ضعفه من الناحية الفنية؛ لأنه متسلح بعاملي الأرض والجمهور وأحيانا تعاطف التحكيم بشكل كبير، إلى جانب ذلك منتخب أوراجوي لم يكن بالقمة السائغة فيكفي أن تعرفون أن مهاجميه هما لويس سواريز مهاجم أحد افضل الفرق العالمية وأعرقها برشلونة الإسباني، وكافاني مهاجم باريس سان جيرمان والذي يعيش حاليا أفضل فترات تألقه على المستوى الفني وأرقام أهدافه مع الفريق الباريسي بالدوري الفرنسي تتحدث عن نفسها هذا الموسم.
المجموعة الأصعب
وتتواجد إيران بالمجموعة الثانية رفقة المنتخبات البرتغالي والإسباني والمغربي، والأربع منتخبات تعيش أفضل فترات تألقها الآن، بداية من حامل لقب النسخة الأخيرة من كأس الأمم الأوربية البرتغال، ومرورا بإسبانيا التي تمتلك جيلًا أكثر من الرائع من اللاعبين في قائمته الحالية جعل الكثيرون يصنفونه على أنه احد المرشحين لحصد لقب النسخة المقبلة، ونهاية بالمنتخب المغربي الذي وصفة مدرب المنتخب الألماني قبل أيام على أنه منتخب مرعب وأفضل المنتخبات الأفريقية الآن، وهو ما يجعل من الصعب التنبؤ بالفريقين اللذان سيتمكان من حصد تذكرتي الصعود واستكمال البطولة عن هذه المجموعة.
الأسهل نسبيا
في المقابل تعد الجموعة الثالثة الأسهل بين 8 مجموعات في مقدمتها تتواجد فرنسا والتي يتوقع بشكل كبير أن تحصد المركز الأول بهذة المجموعة بفضل مواهبها الشابة في كافة خطوطها من حراسة المرمى حتى رأس الحربة، أما المركز الثاني فهو محل الجدال حيث يتواجد بالمجمموعة 3 منتخبات أخرى متقاربة بشكل كبير من حيث المستوى وهم بيرو والدنمارك وأستراليا الصاعدة بالملحق على حساب المنتخب السوري العربي.
المجموعة الرابعة
ويتواجد بالمجموعة الرابعة الأرجنتين وآيسلندا وكرواتيا ونيجيريا، وبعيدا عن التاريخ يتوقع أن تشهد منافسة كبيرة على تذكرتي الاستمرار بالبطولة، بسسب الحالة التي يرثي لها الفريق الأمريكي الجنوبي في الآونة الأخيرة بعدما نجح في الصعود في الأمتار الأخيرة بفضل موهبته الأبرز عالميا ليونيل ميسي.
وما يؤكد ذلك ما حدث قبل أسابيع حينما اجتمع الفريق الارجنين والنيجيري في مبارة ودية قبل التصفيات وانتهت المبارة بفوز الفريق الأفريقي بأربعة أهداف بعدما تأخر بهدفين في بداية المباراة.
مجموعة السامبا
المجموعة الخامسة والتي تضم البرازيل وسويسرا وكوستاريكا وصربيا حالها لا يختلف كثيرا عن حال المجموعة الثالثة، فبنسبة كبيرة ستحجز البرازيل لنفسها تذكرة الدور الثاني عن هذة المجموعة والثلاث المنتخبات الأخرى سيتصارعون بشكل كبير على التذكرة الثانية.
مجموعة حامل اللقب
والأمر لم يختلف كثيرا أيضا في المجموعة السادسة والتي تضم ألمانيا والمكسيك والسويد وكوريا الجنوبية، فبنسبة كبيرة سيحجز المنتخب الألماني تذكرة الاستمرار بالبطولة الأولى عن هذة المجموعة، أما التذكرة الثانية فيتوقع أن يصارع عليها المكسيك والسويد الذي أقصى منتخب إيطاليا من الصعود.
أما الفريق الأسيوي فيتوقع أن يكون الحلقة الأضعف بالبطولة، رغم عدم تمنينا ذلك احتراما لمشاعر الشعب الكوري، لكن الحالة الفنية التي يتواجد عليها رابع كاس العالم نسخة 2002 الآن لا تبشر بذلك.
المجموعة السابعة
في المجموعة السابعة المنتخب التونسي العربي أمام مهمة أقل ما يمكن وصفها بالمستحيلة بعدما أسفرت القرعة عن تواجده رفقة منتخبات بلجيكا وإنجلترا وبنما، وبلغة التوقعات بنسبة كبيرة سيحصد نقاط مباراة بنما، ولكن تبقى الأزمة في مبارتي المرعب بلجيكا والعريق إنجلترا، فعلى أقل تقدير يجب أن يحصد نقطتين من هذة المواجهتين حتى يضمن له تذكرة استمرار بالبطولة.
المجموعة الأخيرة
وفي المجموعة الثامنة السنغال أمام فرصة ذهبية لاستعادة أمجاد كأس العالم 2002، حينما نجح رفقاء اللاعب السنغالي المعتزل الحج ضيوف في إلحاق الخسارة بحامل اللقب وقتها المنتخب الفرنسي والصعود على حسابه إلى الأدوار الإقصائية، حيث يتواجد في هذه النسخة رفقة منتخبات بولندا وكولومبيا واليابان ورغم ما تتمتع به المنتخبات الثلاثة من قوة وتنظيم في آدائها إلا أن الجيل الحالي للسنغال بقيادة أفضل لاعب أفريقي العام الماضي السنغالي ساديو ماني قادر على تخطي هذة المنتخبات بسهولة.