قاسم سليمانى .. أحد أهم رموز النظام الإيراني لاسيما النظام العسكري في إيران وهو المنوط به مع مجموعة من كبار جنرالات إيران العسكريين صياغة التحالفات العسكرية المشتركة مع الدول والمنظمات والميليشيات العسكرية الأخرى في كافة أنحاء العالم، حيث يعد من الجنرالات القلائل في الحياة العسكرية الإيرانية ممن يملكون الخبرة والحنكة والدهاء العسكري.
الحياة الشخصية والاجتماعية لقاسم سليمانى
الجنرال قاسم سليماني ولدَ في 11 مارس 1955م هو جنرال إيراني وقائد فيلق القدس منذ 1998 م خلفاً لأحمد وحيدي. وفيلق القدس هي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني والمسئولة أساسًا عن الأنشطة العسكرية والعمليات السرية الإيرانية خارج الحدود الإقليمية حيث تمتد أنشطتها في كافة أرجاء العالم تقريبًا بإشراف قاسم سليمانى. وهو من قدامى المحاربين في القوات المسلحة الإيرانية حيث شارك في الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، من خلال ترأسه لفرقة عسكرية في الحرب العراقية الإيرانية حيث قاد فيلق 41 ثأر الله أحد الكتائب التابعة لمحافظة كرمان. في 24 يناير 2011 ارتقت الرتبة العسكرية لقاسم سليماني من رتبة العقيد إلى رتبة اللواء بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي. كان سليماني عنصرًا نشطًا في تأجيج العديد من الصراعات في أنحاء الشرق الأوسط، وخاصةً في العراق والشام. وكانت أساليبه مزيجًا من المساعدة العسكرية للحلفاء الأيديولوجيين والدبلوماسية الاستراتيجية في بعض الأحيان وخصوصًا للعراق وسوريا ولبنان. وقد قدّم منذ فترة طويلة مساعدات عسكرية للشيعة والجماعات الكردية المناهضة للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في العراق وحزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين. وفي عام 2012، قدم سليماني الدعم والعون للحكومة السورية والرئيس السوري بشار الأسد خلال قمعه ثورة الشعب السوري. كما ساعد سليماني في قيادة قوات الحكومة العراقية والحشد الشعبي المشتركة التي تقدمت ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في 2014-2015. ويُصَنَف قاسم سليمانى من قِبل مجموعة من الدول والمنظمات وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية باعتباره أحد رعاة الإرهاب في العالم.
الأنشطة العسكرية والمهمات الخاصة للجنرال قاسم سليمانى
انضم الجنرال قاسم سليماني إلى منظمة الحرس الثوري الإيراني ( وهى الجناح العسكري المنوط به حماية ودعم الثورة الإسلامية في إيران ) في عام 1979 م بعد تأسيسه في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية مباشرةً، وكانت أولى المهام التي أوكلت إليه قمع الانتفاضة الكردية في محافظة أذربيجان الغربية في بداية ثمانينيات القرن الماضي.
في سبتمبر من العام 1980 م، وبعد انطلاق الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) م، انضم سليماني إلى القوات المسلحة الإيرانية بصفته قائد فصيل عسكري كرماني. وفي نهاية المطاف تمت ترقيته وتعيينه قائدًا للفرقة 41 ثار الله ولا يزال في العشرينات من عمره، حيث كان يشارك في معظم العمليات الرئيسة.
بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في العام 1988 م، وخلال تسعينيات القرن العشرين، تم تعيينه قائدًا لقوات منظمة الحرس الثوري الإسلامي في محافظة كرمان. وهذه المنطقة تعد من أخطر المناطق الإيرانية الحدودية حيث تتشارك إيران وباكستان في هذه الحدود عند محافظة كرمان الحدودية وكانت عمليات تهريب الأفيون والمخدرات تتم بشكل كبير من باكستان إلى تركيا عبر إيران، إلا أن سليمانى قضى على هذه العمليات بشكلٍ كبير على الرغم من إن التهريب أحد الأسلحة الاقتصادية القوية التي يمتلكها سليمانى والحرس الثوري الإيراني وهو أحد أهم مصادر الدخل القومي للميليشيات الإيرانية.
وفي 1998 م تم تعيينه قائدًا لفصيل قدس في الحرس الثوري خلفًا لأحمد وحيدي وهي وحدة قوات خاصة للحرس الثوري الإيراني، ومسئولة عن عمليات خارج الحدود الإقليمية ومعظم المهام المنوطة بهذه الفرقة هو عمليات الاغتيال وعمليات التصفية والتدخل السريع والتهريب ولا يزال سليمانى في هذا المنصب حتى وقتنا هذا.
وعقب هجمات 11 سبتمبر 2001 م، تعاونت فصائل ومجموعات من الحرس الثوري الإيراني ومؤسسة الاستخبارات الإيرانية ممثلة في وحدات خاصة تحت إشراف وتدريب الجنرال قاسم سليمانى تعاونت مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد حركة طالبان والقاعدة فى أفغانستان وقدمت هذه الوحدات خدمات جليلة لوكالة الاستخبارات الأمريكية والقوات المسلحة الأمريكية وقوات الناتو العاملة في أفغانستان بقيادة قاسم سليمانى وكان كل هذا التعاون الوثيق بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان ثأرًا من جانب إيران ضد القاعدة وطالبان الذين كانا يكنان كرهًا للشيعة ولإيران بشكلٍ – حسب التصريحات الإيرانية – ولكن سرعان ما انقضى هذا التعاون العسكري والاستخباراتى بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بعد أن اكتشفت الولايات المتحدة الأمريكية العلاقات السرية الإيرانية بالمنظمات الإرهابية لاسيما القاعدة وطالبان وأدرجتها في المجموعة التي أسماها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش باسم محور الشر .
ترى دوائر صنع القرار في إيران إن قاسم سليمانى تجمعه علاقات قوية جدًا وسرية مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على أكبر خامنئى، وقد كلل خامنئى هذه العلاقات الوطيدة مع سليمانى بمنحه رتبة جنرال أو لواء في الحرس الثوري الإيراني في العام 2011 م بل منحه صلاحيات أكبر من منصبه وهو ما يراه المحللون في إيران نتيجةً ودليلًا على العلاقات الوطيدة والسرية بين الاثنين.
ووُصف سليماني بأنه “المنفذ العسكري الأقوى في الشرق الأوسط اليوم” والاستراتيجي العسكري الرئيسي وكذلك “أقوى مسئول أمني في الشرق الأوسط”.
ووفقًا لبعض المصادر، فإن سليماني هو الزعيم الحقيقي ومهندس عمليات حزب الله الشيعي اللبناني.
صنفته الولايات المتحدة على أنه داعم للإرهاب.وأُدرِجَ اسم سليماني في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1747 الخاص بالأشخاص المفروض عليهم الحصار.وبعد ذلك وفى 18 يناير من العام 2011 م فرضت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بصحبة عددًا من المسئولين في الحكومة السورية والرئيس السوري بشار الأسد عقوبات بسبب حصار وقمع الشعب السوري وثورته.
وبسبب دوره البارز أيضًا في العمليات الإرهابية في العراق ومحاولاته للسيطرة على اليمن من خلال تقديم الدعم المادي والعسكري للمتمردين الحوثيين هناك تفرض عليه معظم الدول العربية ودول الخليج عقوبات وتدرجه في قوائم الإرهاب العالمي.