على الرغم من كثرة ملكات الجمال الإيرانيات اللاتي أصبحن أيقونة للجمال داخل وطنهم وحتى حول العالم، إلا أن معايير الجمال الإيرانية لم تكن على هذا النحو داخل القرن التاسع عشر في إيران، إذ يمكن اعتبارها بالنظر إلى العصر الحالي غريبة بعض الشىء، حيث أنها لا تشبه بأي حال من الأحوال المعايير المتعارف عليها حاليًا، بل تميزت النساء بملامح يمكن القول أنها رجولية بعض الشىء.
السمنة
تعد النحافة هي السمة المميزة للعصر الحالي، وتعد النساء ذات القوام الممشوق هي الأجمل بالنسبة إلى معايير هذا العصر، مما يجعل كثير من السيدات تتبعن حمية قاسية من أجل تخفيف أوزانهن، غير أن الأمر لم يكن هكذا على الإطلاق، إذ كانت السمنة خلال القرن التاسع عشر في إيران من علامات جمال المرأة، وكلما ازدادت وزنًا، كلما ازدادت حلاوة.
الشارب والعبثة
كان الشارب هو أيضًا ملمح هام من ملامح الجمال في العصر القاجاري داخل إيران، وهو ما دفع العديد من السيدات إلى رسمه عمدًا، أو عدم إزالته إن كان كثيفًا لديهن بالفعل.
ليس هذا فقط ما كانت النساء يقمن برسمه، بل رسمن أيضًا العبثة، فوصلوا بين حواجبهن من أجل اكتمال هذا المظهر الجمال الغريب، ولكن للحق لم تكن إيران وحدها هي الدولة الوحيدة التي احتفت بالبعثة بل كانت ضمن مظاهر الجمال أيضًا خلال بعض العصور القديمة من خلال صور المغنيات اللاتي كان يتغنى الجميع بجمالهن.
التنورة المنفوشة
أعجب الشاه الإيراني في ذلك الوقت بالباليه في روسيا، وهو ما دفعه لإحضار تنورات مشابهة لنساء بيته، تلك التنانير التي صارت عادة أرستقراطية مع حجاب الرأس، وذلك لأن إيران لم تكن دولة “متدينة” كما هي الآن، ولا يعرف على وجه التحديد هل انتشر لبس التنانير القصيرة المنفوشة بين أبناء عموم الشعب، أم أنه قد اقتصر على الطبقة الحاكمة فقط، وذلك نظرًا لعدم وجود صور فوتوغرافية حقيقية لهذه الحقبة إلا أقل القليل.
تفضيل الملك
تعود أكثر الصور انتشارًا التي تظهر هذه الفترة من عمر التاريخ الإيراني لوقت الملك “ناصر الدين شاه القاجاري” الذي بعد أن زار الغرب فإنه قرر أن يتبع تقليد تصوير نفسه مع حاشيته، ومن هنا قام بإحضار المصور الروسي “أنتون سهفوريوغين” من أجل أن يكون مصوره الخاص، ومن هنا قام بتصويره نظرًا لولع الملك بالتصوير، إضافة إلى تصوير زوجاته، رغم غضب من حوله.
وقد عرفتنا هذه الصور على حقبة هامة من التاريخ الإيراني، وما يتعلق بالملبس والذوق والأناقة داخلها.