استبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر الدكتور «علي الهيل»، أن تنجح الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، في حصار إيران وخفض دخلها من النفط إلى الصفر.
وقال الهيل، في تصريحات لصحيفة «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء 11 يوليو/ تموز 2018، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمعن في إذلاله للنظام السعودي، الذي لا يحظى بأي دعم وفي حاجة لحماية الولايات المتحدة الأمريكية، حسب قوله، مضيفا «نحن في قطر نحزن لما يحدث في المملكة».
وأضاف الأكاديمي القطري، أن «السعودية لن تنجح في مساعدة أمريكا في خفض الناتج الإيراني من النفط، لأن إيران لديها إجراءات كثيرة سوف تتخذها، لأنها – مع جمهورية فنزويلا – تقفان عقبتان أمام أطماع الولايات المتحدة الأمريكية، ورغبة الرئيس ترامب بشكل خاص في إذلال منظمة الأوبك وإضعافها لإلحاقها بالإدارة الأمريكية».
ولفت الهيل إلى أنه «على يقين من أن إيران سوف تشعل حربا إقليمية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وضد الدول التي تساعدها، وفي مقدمتهم السعودية، التي لا تملك أي خيار آخر سوى أن تذعن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم أنها كانت تملك في السابق خيار المراوغة».
وأكد الأكاديمي القطري أن إيران تملك خيارات كثيرة للرد على هذا الحصار، منه مضيق هرمز الذي تستطيع إغلاقه، خاصة أنها ليست رقما سهلا في المعادلة الإقليمية الشرق أوسطية، كما أنها تحتل 3 جزر استراتيجية في الإمارات، ومنها تستطيع أن تطلق صواريخ للدفاع عن أمنها الاقتصادي والعسكري.
وشدد الهيل على أن إيران لديها الكثير من الأوراق السياسية التي تستطيع اللعب بها، كما أنها لديها خلايا نائمة في منطقة ودول الخليج، سواء المنطقة الشرقية من السعودية أو البحرين، بجانب أكبر استثمارات إيرانية في دبي بالإمارات، حيث لديها الكثير من المصالح الاقتصادية هناك، وكلها أوراق تستطيع أن تستغلها.
وتدور حرب اقتصادية حاليا، مع اقتراب تطبيق العقوبات الاقتصادية الأمريكية الجديدة على إيران، وهذه المرة تتعلق بالنفط، حيث أعلن، أمس الثلاثاء، وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بالإبقاء على الطريق البحري عبر مضيق هرمز مفتوحا لإيصال النفط إلى جميع أنحاء العالم.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في أيار/ مايو الماضي، انسحاب بلاده من الاتفاق الموقع في 2015 بين إيران مجموعة دول (5+ 1) وهي الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي (روسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية) بالإضافة إلى ألمانيا، بخصوص رفع العقوبات على إيران بشأن برنامجها النووي، مؤكدا استئناف عقوبات صارمة ضد إيران، والشركات العالمية التي تعمل داخل إيران، أو تتعاون معها.
وكان نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني، قد صرح في وقت سابق، أن الحرس الثوري على استعداد لإغلاق مضيق هرمز أمام عبور النفط إلى دول أخرى إذا كان سيتم تقييد صادرات النفط الإيرانية. وفي وقت سابق قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين إن واشنطن ستحاول إقناع حلفائها بالتوقف التام عن شراء النفط من إيران بحلول أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، وإن مثل هذه المناقشات تجري أيضا مع دول أخرى، بما في ذلك الصين.