من أشهر مطربات العصر الذهبي للفن الإيراني، تمتلك نطاق صوتي مميز للغاية حيث قال أستاذها على تجويدي أن صوتها من نوع الآلتو لكن في نفس الوقت يستطيع أن ينتقل إلى السوبرانو بمنتهى السهولة، فهي بذلك تمتلك طبقات صوتية متقابلة.
النشأة
وُلدت پروانه امیرافشاری عام 1944 في طهران لإسرة ثرية ذات نفوذ من أصل آذربايجاني،. كان والدها مالكًا لإراضي هائلة تصل إلى 150 قرية في شمال غرب إيران.
منذ طفولتها كانت تشاهد الحفلات و التكريمات التي تقام في منزل عائلتها و يغني فيها أشهر المطربين آنذاك مثل قمرالملوک وزیری و روحانگیز و غلامحسين بنان وملوک ضرابی، فتعلقت بالموسيقى والغناء، ولكن بالطبع عارض والدها ذلك، حتى تزوجت في عمر صغير من شاب ثري كان عائدًا لتوه من المانيا بفكر غربي وثقافة احترام رغبات الغير، فسجل اسمها في اختبارات الإذاعة وبالفعل نجحت في الاختبارات وتدربت علي يد علي تجويدي و ملوك ضرابي، وبعد تدريب استمر لمدة عام سجلت أول أغنياتها وهي في الثمانية عشر من عمرها تحت اسم مستعار وهو” حميرا “، لكن والدها استطاع معرفة صوت ابنته الوحيدة، فصمم أن يطلقها من زوجها لأنه شجعها على معصية والدها، ثم سجنها في منزله وحرمها من الخروج، بعد عام اضطر والدها للسفر إلى اوربا من أجل تنفيذ بعض الأعمال، فذهبت بدعم من والدتها لتسجيل أغنيتها الثانية، وحينما فقد والدها الأمل في إبعادها عن الغناء، طردها من المنزل وحرمها من الميراث.
زواجها من الموسيقار پرویز یاحقی
التقت حميرا بپرویز یاحقی في منزل ابن عمها، ثم تزوجا، فشكلا خلال فترة زواجهما التي استمرت ثمانية أعوام ثنائيًا فنيًا رائعًا، فقد غنت حميرا من أشعار بیژن ترقی والحان زوجها الكثير من الأغاني الخالدة مثل ” قد جاء الربيع الجديد، هدية العشق، أنشودة الحب، نافذة على حديقة الزهور، من أجلك، الربيع معشوقي، . . . . ” وبسبب تعرضهما لكثير من الخلافات و المشكلات انفصلا كزوجين، كما قُطعت علاقتهما الفنية بشكل كامل.
لكن تعد هذه الفترة هي الفترة الذهبية لحميرا، حيث أثبتت وجودها كمطربة، وحفرت اسمها الفني في وجدان كل محب ومستمع للموسيقى الفارسية، فكانت التلفزيون و الإذاعة لا يتوقفان عن بث أغنياتها.
بعد الثورة الإسلامية
ككثيرين من الفنانين تعد الثورة نقطة تحول مصيرية في حياتهم، عندما قامت الثورة كانت حميرا قد تزوجت من رجل أعمال، لكن جميع اعماله قد توقفت وأصبح عاطلًا عن العمل، كما توقفت هي عن الغناء بعد استدعائها لمحكمة الثورة.
وفي عام 1981 استطاعت حميرا أن تخرج من إيران عن طريق الحدود الأفغانية، ومن أفغانستان إلى باكستان إلى اسبانيا حتى انتهى بها المسار في كوستاريكا، وهناك تعرضت حميرا لإكتئاب شديد وظلت تحت العلاج النفسي لمدة عام، وفي ذلك الوقت قد هاجر زوجها و ابنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فاستطاعت بمساعدة أحد اقاربها اللحاق بهم.
الحياة في آمريكا
استطاعت أن تبدأ في آمريكا بداية جديدة، فقدمت العديد من الحفلات الغنائية، كما أصدرت عام 2004 ألبوم باسم شعاع العشق، وفي عام 2010 أصدرت البوم من أغانيها اسمته أربعين أغنية ذهبية، كما صورت بعض من أغانيها، وتحاول أن تنتصر على العمر والغربة لتكمل مشوارها الفني الذي حاربت عائلتها من أجله.
في عام 2009 تعرضت لورم دماغي خطير، يقول الأطباء انها قد نجت منه بمعجزة، وتعيش حتى الآن في لوس انجلوس.