تتميز دار الكتب المصرية بمئات المخطوطات داخل مبناها، ولا تقتصر تلك المخطوطات على المصرية أو العربية فقط، بل تحتوي بداخلها على المخطوطات المتنوعة، والتي تقع ضمنها المخطوطات الفارسية، وذلك لغنى وثراء التاريخ الفارسي بشكل خاص، بالإضافة إلى تنوعه الهائل، ونسخه الكثيرة، لذا فإن الدار تحمل العديد من هذه النسخ، وهي متاحة لكل راغبي التعرف على هذه الأعمال.
الشاهنامة
بالطبع لا يمكن ذكر المخطوطات الفارسية دون ذكر مصدر من أهم مصادر الأدب الفارسي، وهو الشاهنامة للفردوسي، وتعود أهميتها إلى احتوائها على عديد من الأساطير التي استخدمها العالم فيما بعد، كما بداخل النسخ الكثير من التصاوير المرسومة قديمًا، والتي تعرض مظاهر الفن الإيراني القديم.
ويصل عدد هذه النسخ إلى ست نسخ مصورة، أولها مخطوطة كتبها “لطف الله بن يحى” عام 796هـ رسم فيها العديد من الأشكال الهندسية، ونرى في هذه المخطوطة 67 صورة ملونة لأبطال الشهنامة وشخصياتها، أما المخطوطة الثانية فهي لمحمد السمرقندي الذي كتب المخطوطة بخط التعليق وفي هذه المخطوطة 166 صورة ملونة مستوحاة من الأسلوب التيموري لشخصيات الشهنامة.
بينما كتبت المخطوطة الثالثة بخط النستعليق وغلافها مزين برسوم ذات طابع هندي، وبداخلها 42 صورة ملونة، أما الرابعة فقد كتبها شخص باسم “صفلي قلي ابن فرهاد” وتتميز هذه النسخة بغلاف مزين بالزهور، أما الورقتين الأولى والثانية فنقشوا بزهور مذهبة، في حين ترجع المخطوطة الخامسة إلى القرن الـ 13 هجريًا، وكتبها “محمد بن ميرزا مهدي” وتتميز بألوانها المذهبة وزهورها الببيعة، إلى جانب التصاوير التي تبلغ 89 تصويرة، ، أما النسخة السادسة فلا يعرف اسم كاتبها ولا تاريخ نسخها، ويوجد بها 51 تصويرة ملونة بالأسلوب الهندي.
مثنوي
أما مخطوطة “مثنوي” لجلال الدين الرومي، فهي الأخرى لها أهميتها الكبرى داخل دار الكتب والوثائق، حيث يوجد 27 نسخة خطية كاملة من كتاب مثنوي، مثل تلك النسخة التي كتبت أوائل القرن الـ 11 هجريًا، والتي لم يسجل كاتبها اسمه، والصفحتان الأوليتان منها منقوشة بنقوش هندسية مذهبة، إلى جانب العديد من الصفحات الأخرى من الكتاب المزينة بنقوش مشابهة.
عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات
وفي دار الكتب توجد نسختان من كتاب “عجائب المخلوقات” للقزويني، الذي بجانب معلوماته المفيدة فهو ملىء بتصاوير الحيوانات المتنوعة المتميزة أشكالها بروح هذا العصر، وتتميز النسخة الأولى التي كتبت في عام 975 هـ بأنها كتبت بماء الذهب، إلى جانب نقوشها، إلى جانب النسخة الثانية التي كتبت عام 1300 هـ وكتبه “حسين قلي” ويميز بتنوع تصاويره وكثرتها.
كليات الشيرازي
أما الأعمال الكاملة أو الكليات الخاصة بالشاعر “سعدي الشيرازي” فهي موجودة في ثلاثة نسخ، تعد النسخة المكتوبة على يد “مرشد الدين محمد” عام 910 هـ أقدمها على الإطلاق، وهي تعود إلى العصر التيموري، وتقع في 405 ورقة، زينت حواشيها بصور الورود والطيور الملونة على خلفية مذهبة، وتتميز هذه النسخة بوجود 18 صورة ملونة داخلها، كما يوجد نسخة أخرى ترجع إلى النصف الثاني من القرن العاشر الهجري، وكاتبها “محمد رضا إمامي” إمام الخطاطين في العصر الصفوي، لتعد تلك النسخة من أقيم نسخ الدار على على الإطلاق، خاصة بسبب مقدمة رضا إمامي ونقوشه وزخرفته المميزة.
أما المخطوطة الثالثة فلا نعرف كاتبها على وجه التحديد، غير أنها كتبت عام 1025 هـ وبخط “النستعليق” وتعد واحدة من أغنى النسخ الخطية بالدار نظرًا إلى حجمها، وتصاويرها البالغ عددها 20 صورة ملونة، وكذلك جمال هذه التصاوير الفريد بسبب شكل الملابس الهندية المرسومة فيها.
ديوان حافظ
تحوي الدار أيضًا على عدة مخطوطات لديوان الشاعر الكبير “حافظ الشيرازي” والتي تنقسم مخطوطاته إلى نوعين: متن الديوان، والديوان مع الشرح التركي، ومن هاتين المجموعتين توجد ثماني نسخ منقوشة بالعديد من الرسومات والتصاوير المميزة.
وتتميز النسخة الأولى التي كتبها “هدايت الله الشيرازي” بخط النستعليق عام 891 هـ بوجود اسم الشاعر حافظ في صفحة كاملة مذهبة ومرصعة، إضافة إلى تميز جميع صفحات الكتاب بالعديد من الأشكال الجميلة المذهبة، مما يجعل هذه النسخة واحدة من أجمل النسخ لديوان حافظ في العالم كله.
إلى جانب بقية النسخ الأخرى المتميزة والجميلة داخل الدار.