تخفض شركات التكرير الأوروبية مشترياتها من النفط الإيراني بوتيرة أسرع من المتوقع في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لإعادة فرض عقوبات على إيران، مما يهدد بتأثيرات أشد من الجولة السابقة من الإجراءات العقابية التي اتُخذت بحق طهران في 2012 على الرغم من الاتحاد الأوروبي لا يشارك في العقوبات هذه المرة -وفقا لصحيفة «رويترز»-.
وقالت واشنطن إن على الشركات تصفية أنشطتها مع إيران بحلول الرابع من نوفمبر تشرين الثاني أو مواجهة خطر الاستبعاد من النظام المالي الأمريكي.
وبعد العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على إيران في 2012، فرضت أوروبا حظرها الخاص على النفط الإيراني. لكن هذه المرة تُقطع خطوط الائتمان على الرغم من تعهد زعماء أوروبيين بالتمسك بالاتفاق النووي لتتجه مشتريات أوروبا إلى التوقف.
وقال مصدر بقطاع النفط «تلك العقوبات ستكون أسوأ من عقوبات أوباما. معه، كنت تعرف أين تقف وكيف تتحرك في إطار العقوبات… لا يمكن توقع أي شيء مع ترامب. الجميع خائفون».
وقال مصدران مطلعان إن بنك التجارة والاستثمار السويسري أبلغ جميع زبائنه بأنه سيوقف تمويل شحنات النفط الإيرانية بحلول 30 يونيو حزيران.
وقال البنك في نهاية مايو أيار إنه سيوقف التعاملات الجديدة مع إيران وينهي أنشطته على نحو تدريجي. وامتنع متحدث عن التعقيب على الموعد النهائي المحدد بالثلاثين من يونيو حزيران.
وقالت عدة مصادر مطلعة إن من بين عملاء بنك التجارة والاستثمار هيلينك بتروليوم اليونانية وتوتال وليتاسكو الذراع التجارية التي مقرها جنيف لشركة لوك أويل الروسية.
وقالت مصادر إن بعض الشركات تبحث عن خيارات مصرفية أخرى لكن علاوة أسعار الشحن لإيران وارتفاع أسعار البيع الرسمية وعدم القدرة على التنبؤ بترامب يثبطون الحماس وإن من غير المتوقع أن تقوم شركات التكرير تلك بشراء نفط من إيران مجددا.
وقال مصدر مطلع إن لدى ليتاسكو اتفاقا تمويليا مسبقا بقيمة 300 مليون يورو لصادرات نفط من إيران لكنها أوقفت عمل الائتمان المتجدد حين أُعلنت العقوبات الجديدة.
وقال مصدر مطلع إن شركتي التكرير الإسبانيتين ثيسبا وريبسول تستخدمان بنك آريس في مدريد لكن ثيسبا ستوقف الواردات من أوائل يوليو تموز، حيث لم تتم الموافقة على الشحنات الأخيرة قبل إعلان العقوبات.
كانت ثيسبا قالت في وقت سابق إنها ستشتري النفط حتى نوفمبر تشرين الثاني وإنها تأمل في الحصول على استثناء.
وتتلقى أوروبا أكثر من خُمس صادرات الخام الإيراني البالغة 2.5 مليون برميل يوميا.
وكانت الولايات المتحدة قالت إنها تريد أن تحرم إيران من جميع صادرات النفط مما يجعل الاستثناءات أمرا مستبعدا.
لكن واشنطن خففت موقفها في وقت لاحق، قائلة إنها ستعمل مع الدول على أساس حالة بحالة لخفض واردات أكبر عدد منها إلى الصفر بحلول نوفمبر تشرين الثاني.