ذكرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران أعادت فتح محطة نووية متوقفة عن العمل منذ تسع سنوات، وذلك مع استعداد طهران لزيادة طاقة تخصيب اليورانيوم إذا انهار الاتفاق النووي مع القوى الكبرى بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.
وزاد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق المبرم عام 2015، واصفا إياه بأنه معيب بشدة. وقلصت إيران بموجب الاتفاق برنامج التخصيب لتهدئة المخاوف من أنها قد تطور أسلحة نووية، في مقابل إعفائها من عقوبات.
وتحاول الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق إنقاذه، خاصة وأنها تعتبره حاسما للحيلولة دون حيازة إيران سلاحا نوويا. بيد أن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي أمر منظمة الطاقة الذرية في الجمهورية الإسلامية هذا الشهر بالبدء في الاستعداد لزيادة طاقة التخصيب في حال فشلت الجهود الأوروبية.
وقالت المنظمة] إنه استجابة لأمر خامنئي وردا على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، فقد أعيد فتح محطة لإنتاج سادس فلوريد اليورانيوم، وهو المادة الخام التي تستخدمها أجهزة الطرد المركزي التي تخصب اليورانيوم، وجرى تسليم برميل من الكعكة الصفراء هناك.
ويتم تحويل اليورانيوم الخام، المعروف بالكعكة الصفراء، إلى غاز يسمى سادس فلوريد اليورانيوم قبل التخصيب.
ويشير بيان منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على موقعها الإلكتروني إلى أن محطة سادس فلوريد اليورانيوم، التي كانت متوقفة عن العمل منذ 2009 بسبب نقص الكعكة الصفراء، جزء من منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان.
كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والتي تراقب التزام إيران بالاتفاق النووي قالت في الخامس من يونيو/ حزيران إن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أبلغتها بخطط «مبدئية» لاستئناف إنتاج سادس فلوريد اليورانيوم.
والخطوة رمزية ويسمح بها الاتفاق النووي الذي يتيح لإيران تخصيب اليورانيوم حتى مستوى 3.67 بالمئة، وهي نسبة تقل كثيرا عن التسعين بالمئة اللازمة لصنع أسلحة، ويقصر مخزونها من سادس فلوريد اليورانيوم المخصب عند ما لا يزيد على 300 كيلوجرام.
وبعث الرئيس الإيراني حسن روحاني برسائل إلى نظرائه في فرنسا وألمانيا وبريطانيا حذرهم فيها من أن وقت إنقاذ الاتفاق النووي ينفد.
ونقل موقع الحكومة على الإنترنت عن مدير مكتب روحاني محمود واعظي قوله اليوم الأربعاء إن روحاني عبر عن مطالب إيران “بوضوح شديد” في رسالته.
وستبدأ واشنطن معاودة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران في أغسطس/ آب وسوف تفرض المزيد في تشرين الثاني/ نوفمبر.
في منتصف العام 2016 قال خامنئي، إن إيران «لن تكون المبادرة في نقض الاتفاق النووي»، مستدركا بقوله إنه «في حال تنفيذ تهديدات مرشح الرئاسة وقتها (ترامب) بتمزيق هذا الاتفاق، فإن إيران ستحرقه».
وفي تصريحات لخامنئي، نقلتها وكالة تسنيم الدولية الإيرانية للأنباء، المقربة من الحرس الثوري الإيراني؛ اعتبر المرشد الأعلى أن «هذا من تعاليم القرآن الكريم حول الرد على نقض عهود الطرف الآخر».
وأشار خامنئي، أثناء استقباله قادة السلطات الثلاثة وكبار مسؤولي البلاد، إلى ما اعتبره «نماذج من عدم تنفيذ الأمريكيين لتعهداتهم”، معتبرا أن “واجبات الطرف الآخر كانت إلغاء الحظر لكنه لم ينفذ هذا الواجب، بل ألغى جزءا منه، ولم يتم إلغاؤه عمليا»، متابعا بأن «الأمريكيين حافظوا على الحظر الأولي تماما، وهذا يؤثر على إجراءات الحظر الثانوية التي كان من المقرر إلغاؤها».