صباح اليوم، أعلن وزير النقل الهندي نيتين غدكاري، أن الهند تبذل جهودًا لكي يبدأ عمل الميناء الإيراني تشابهار، الذي يتم إنشاؤه بمشاركة نشطة من نيودلهي، بحلول عام 2019، قائلًا: «تطمح الهند إلى أن يبدأ ميناء تشابهار في العمل بالفعل بحلول عام 2019».
الأهمية الاقتصادية
ميناء تشابهار، مشروع إيرانيّ-هنديّ قديم تَوقَّف لعدة سنوات جَرَّاء العقوبات الدوليَّة المفروضة على إيران، وعاد المشروع مؤخرًا للحياة بعد توقيع اتِّفاقيَّة شراكة بملايين الدولارات بين الهند وإيران وأفغانستان، تتكفل فيها الهند بجزء كبير من تطوير الميناء وإنشاء شبكة سكك حديديَّة تصل الميناء بأفغانستان لتحقيق أهداف اقتصاديَّة واستراتيجيَّة طَموحة تخدم مصالح الأطراف كافَّةً، وفي مقدمتهم الهند وإيران.
يهدف ميناء تشابهار في الأساس إلى تعظيم المصالح الإيرانيَّة أوَّلًا، كزيادة صادراتها النِّفْطيَّة وغير النِّفْطيَّة، والنفاذ إلى عمق آسيا، وتحقيق أهداف اقتصاديَّة وسياسيَّة أخرى سوف تتناولها الدراسة تفصيلًا، لكنه يكاد يخدم المصالح والأهداف الهنديَّة بشكل أكبر عندما ننظر إلى طبيعة هذه الأهداف، بخاصَّة بعيدة المدى منها، التي من بينها محاولة الهند تهميش باكستان، جارتها اللدود.
إضافة إلى منافسة الصِّين في بسط السيطرة والنُّفُوذ على دول آسيا، لهذا كان الدعم المادّي الهنديّ للمشروع سخيًا وسريعًا، لا سيما بعد تخفيف العقوبات الغربيَّة المفروضة على طهران، إذ سعَت الهند بقوَّة وراء توقيع عقد المشروع حتى لا تخسره لصالح دول منافسة لها في المِنطَقة، تحديدًا الصِّين، إلى أن وُقِّعَت الاتِّفاقيَّة بينها وبين إيران وأفغانستان في مايو 2016.
وإلى جوار ذلك سيعود المشروع بالنفع على أفغانستان الحبيسة بفتح طريق لها نحو المحيط بدلًا من ميناء كراتشي الباكستانيّ، وتحقيق مصالح اقتصاديَّة، والتحرُّر من سيطرة باكستان على أفغانستان في مقابل خدمة المصالح الإيرانيَّة والهنديَّة.
العلاقات الهندية الإيرانية
حاولت الهند ان تحافظ على توازن في علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج من جهة وعلاقاتها مع إيران من جهة ثانية وبذلت جهودا، لإقناع هذا التحالف المعادي لإيران بحاجة الهند الماسة لدخول أسواق دول آسيا الوسطى وأفغانستان دون العبور من باكستان التي تعتبرها العدو اللدود وتتهمها بالتدخل في شؤونها الداخلية ودعم الأعمال الارهابية في الهند.
وبالفعل عقدت اتفاقيات مع طهران لبناء ميناء شاباهار الإيراني لنقل البضائع إلى أفغانستان وآسيا الوسطى وتم إكمال المرحلة الاولى من بناء الميناء وتوجت الهند اكتمال المرحلة الأولى بنقل 15000 من المواد الغذائية لأفغانستان في أكتوبر العام الفائت.
كما انعكس الانحسار الاقتصادي العالمي سلبيا على الأمن والاستقرار في العديد من الدول وزاد من نسبة البطالة وارتفاع السعاد وزيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء مما سبب باضطرابات اجتماعية في العديد من دول العالم والهند وإيران ليست مستثنيات ولذلك يبحث كل طرف عن أسواق جديدة وتوفير فرص للاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ومع زيادة التوتر مع جارتها باكستان والتقارب الأوروبي مع طهران،تجد الهند نفسها مضطرة لتعزيز علاقاتها مع إيران على الرغم من الضغوط التي تتعرض إليها باعتبار أنها نجحت في التقارب مع الدول العربية و«إسرائيلة» بنفس الوقت.
إيران بدورها تتبع سياسة طول البال كحياكة السجّاد قد تستغرق وقتا طويلا لكنها مثمرة.وبدأت تغري الهند بأسواقها المفتوحة و الاستثمار في مصادر النفط والغاز على المدى الطويل وإلا سوف تفوت عليها الفرص لصالح غريمتها الصين.
الاتفاق النووي
انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر من الاتفاق النووي مع إيران وأمر بمعاودة فرض العقوبات الأمريكية على الجمهورية الإسلامية، والتي كانت قد علقت بموجب الاتفاق المبرم في عام 2015.
قالت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج، الاثنين الماضي، إن بلادها تلتزم فقط بالعقوبات التي تفترضها الأمم المتحدة وليس العقوبات التي تفرضها أي دولة أخرى مثل تلك التي أعلنتها الولايات المتحدة ضد إيران.
وقالت سواراج، خلال مؤتمر صحفي، ردا على سؤال بشأن رد فعل الهند على قرار واشنطن «الهند تلتزم فقط بعقوبات الأمم المتحدة وليس العقوبات التي تفرضها أي دولة من جانب واحد»، وفقا لـ«رويترز».
ورفع الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع ست قوى عالمية العقوبات عن طهران، وفي المقابل وافقت إيران على كبح أنشطتها النووية وزيادة الوقت الذي يمكن أن تستغرقه قبل إنتاج قنبلة ذرية إذا أرادت أن تفعل ذلك.