قال وزير النفط الإيراني، بيجان نمدار زنقنة، أمس الثلاثاء لدى وصوله فيينا إن «إيران لا تعتقد أن أوبك سترفع حصص الإنتاج هذا الأسبوع»، محمّلًا الرئيس الأميركي المسؤولية عن ارتفاع أسعار النفط، وفق «فرانس برس».
وأضاف: «لا أعتقد أنه سيكون هناك اتفاق»، مشددًا على أن «الإجماع مطلوب داخل أوبك لتغيير سياسة الإنتاج». وليس أمام عملاقي النفط، روسيا والسعودية، سوى بضعة أيام لإقناع الكارتل والبلدان العشرة الأخرى.
واستبعدت طهران أن يتوصل وزراء دول منظمة الدول المصدرة النفط (أوبك) ووزراء الدول من خارج المنظمة إلى اتفاق على زيادة حصص الإنتاج، وهو هدف تسعى إليه السعودية وروسيا وتعارضه إيران، بسبب العقوبات الأمريكية.
مواقف غامضة
ويسود غموض الموقف السعودي. فحتى شهر أبريل، كان وزير الطاقة، خالد الفالح، يقول إن السوق يمكنها تحمّل أسعار أكثر ارتفاعًا لبرميل النفط. لكن المملكة دعَّمت الرئيس الأميركي عندما قرر الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات جديدة عليها.
وتتصدّر إيران حركة المعارضة وهي تنظر بعين الريبة إلى طلب غريمتها الإقليمية السعودية مراجعة الإنتاج التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض أسعار النفط، في حين أن طهران الخاضعة لعقوبات أميركية لا تستطيع زيادة عمليات الاستخراج.
ويُتوقع أن تحتدم أجواء الاجتماعات بين الدول الأربع والعشرين الأعضاء في «أوبك»، وشركائها الذين يمثلون أكثر من 50% من الإنتاج العالمي من الخام. وبعض هذه البلدان غير قادر على زيادة إنتاجه النفطي، ويعارض مراجعة أهداف الحد من الإنتاج المتفق عليها منذ نهاية 2016 وحتى نهاية 2018.
وفي روسيا، تجد شركات النفط الخاصة صعوبة متزايدة في تبرير عدم زيادة استخراج النفط أمام مساهميها وعدم الاستفادة من ارتفاع الأسعار، فأهداف خفض الإنتاج التي حُددت في نهاية 2016، أدت إلى ارتفاع سعر الذهب الأسود إلى أكثر من 70 دولارًا في الربع الثاني من 2018 بعد أن انخفض لفترة وجيزة إلى أقل من 30 دولارًا في أوائل العام 2016.
وتسبّبت المخاوف التي أثارها احتمال أن تجعل هذه العقوبات إيران غير قادرة على تصدير نفطها، في ارتفاع أسعار الخام في أوائل 2018.
وأفادت وكالة الطاقة الدولية بأن عددًا قليل من البلدان قادر فعليًا على زيادة الإنتاج وهي السعودية وحليفتاها الإمارات العربية المتحدة والكويت، وكذلك روسيا، أما بالنسبة للآخرين، فمن الأفضل الإبقاء على أهداف الإنتاج على ما هي عليه لبيع إنتاجها المحدود بسعر مرتفع.