في يناير الماضي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو عن وثائق سرية، زعم سرقتها من إيران بواسطة عناصر من الموساد الإسرائيلي، كشفت عن وجود مفاعلات نووية سرية داخل طهران.
ووفقًا لـ«روسيا اليوم» التي نقلت عن الصحيفة أن الموساد اكتشف في فبراير 2016 مستودعًا سريًا في طهران كان يستخدم لتخزين ملفات خاصة ببرنامج إيران النووي، وقامت بمراقبة المبنى منذ ذلك الحين.
وأبلغ نتنياهو الرئيس الأمريكي، بالعملية خلال زيارته لواشنطن في يناير، وعزا التأخير في الإعلان عن محتوى المواد المستولى عليها إلى أن تحليل الوثائق التي كان معظمها باللغة الفارسية، استغرق قدرا من الوقت.
حرب الجواسيس
حرب الجواسيس بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، لها العديد من الجولات والانتصارات لكلا البلدين، حيث أن العلاقات المتوترة بينهم، وخوف إسرائيل من البرنامج النووي الإيراني، جعلها في حالة تأهب دائمة وإرسال الجواسيس بشكل مستمر.
بالأمس أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، إن إسرائيل وجهت اتهاما للوزير الإسرائيلي السابق جونين سيغيف للاشتباه بتجسسه لصالح إيران، وقال شين بيت، إن سيغيف كان يعيش في نيجيريا «جندته المخابرات الإيرانيشين بيتة، وأصبح عميلا».
واعتقل سيغيف أثناء زيارة لغينيا الاستوائية في مايو، وسُلم لإسرائيل حيث وجهت له لائحة الاتهام، وتنص لائحة الاتهام التي صادق عليها المستشار القانوني للحكومة والمدعي العالم على «مساعدته للعدو إبان الحرب، والتجسس ضد إسرائيل، والتخابر».
وبحسب بيان «شين بيت» فقد تبين أنه خلال عام 2012 أجريت اتصالات بين سيغيف وجهات في السفارة الإيرانية في نيجيريا، ثم زار «سيغيف» إيران مرتين للقاء ضباط مخابرات جندوه لصالحهم.
ويضيف البيان «اتضح أن سيغيف التقى ضباط المخابرات الإيرانية في أماكن مختلفة بالخارج، في فنادق وشقق تخضع لتقديرات العمل المخابراتي الإيراني السري»، وتابع «تلقى سيغيف جهاز اتصال سريا لتشفير الرسائل بينه وبين ضباط المخابرات الإيرانية الذين جندوه».
وأكد أن سيغيف مرر للمخابرات الإيرانية معلومات عن قطاع الطاقة الإسرائيلي، ومواقع أمنية في إسرائيل، ومبان، ومسؤولين في أجهزة سياسية وأمنية إسرائيلية، ومن أجل تنفيذ المهام الموكلة إليه من المخابرات الإيرانية، يقول الجهاز إن «سيغيف أقام علاقات مع مواطنين إسرائيليين يعملون في مجال الحماية والأمن والعلاقات الخارجية في إسرائيل».
جواسيس مقربه من المرشد
في 11 أغسطس الماضي، قالت وسائل إعلام إيرانية إن أجهزة الاستخبارات الإيرانية اعتقلت خلال الأسابيع الماضية أعضاء في جماعات الضغط المقربة من المرشد الإيراني والحرس الثوري بتهمة التجسس لجهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد».
وكشف النائب الإيراني محمود صادقي، عن اعتقال اثنين من أعضاء مقر «عمّاريون» الاستراتيجي للحروب الناعمة، الذي يترأسه رجل الدين المتشدد مهدي طائب، وهم محمد حسين رستمي ( مدير موقع عماريون)، ورضا كلبور ( مسؤول بموقع عماريون ومحرر بصحيفة كيهان المقوبة من المرشد).
ومقر «عماريون» مرتبط بجهاز استخبارات الحرس الثوري، الذي يترأسه حسين طائب (شقيق مهدي طائب)، حيث يعتبر جهازا موازيا لوزارة الاستخبارات الإيرانية، وكان له دور بارز في القمع الدموي للانتفاضة الخضراء عام 2009 بحسب منظمات حقوقية إيرانية.
وفي نفس السياق، كان جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري قد اعتقل عددا من المنشدين المشهورين أو ما يطلق عليهم في إيران «المداحون لأهل البيت»، المقربين من مجاميع الباسيج، وهم كل من عبدالرضا هلالي وروح الله بهمني ومحمد حسين حداديان.
وكانت صحيفة «اعتماد» الإيرانية أكدت بأن المنشدين اعتقلوا بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل» و«التورط بعلاقات غير شرعية»، كما أكد النائب الإيراني غلام علي جعفر زادة، في تغريدة على حسابه عبر تطبيق «إنستغرام» أن هؤلاء المنشدين اعتقلوا بتهمة علاقتهم مع الموساد الإسرائيلي وعلاقات غير مشروعة مع السفارة الفرنسية، على حد قوله.
تعاون تركي
في 2013، كشفت تركيا أمام إيران شبكة تجسس إسرائيلية محلية عملت في إيران، هذا ما أعلن عنه كاتب العامود الأمريكي ديفيد اغنيشيوس في صحيفة «واشنطن بوست، ووفقًا لاغنيشيوس المقرب من مصادر رفيعة في إدارة أوباما، كشفت تركيا للاستخبارات الإيرانية عن هويات نحو عشرة جواسيس محليين اجتمعوا في تركيا مع مشغّلهم.
وتشير الصحيفة إلى أن المخابرات الإسرائيلية شغّلت بشكل جزئي شبكة تجسس في إيران من وتركيا، وذلك بسبب حركة التنقل المريحة على امتداد الحدود بين البلدين. ووفقًا للتقرير في صحيفة «واشنطن بوست»، وصفت مصادر مطلعة هذه الخطوة التركية بأنها «خسارة استخبارات كبيرة هدفت إلى إلحاق الضرر بإسرائيل».
ووفقا للتقرير كان الكشف عن العملاء أحد أسباب رفض نتنياهو للاعتذار من تركيا لفترة طويلة عن حادثة مرمرة، ليقوم بذلك في نهاية المطاف في شهر مارس 2013، بعد إنهاء زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لـ«إسرائيل».
وأفاد التقرير أنه على الرغم من الاعتذار، إلا أن العلاقات ظلت متوترة بين البلدين. وأضاف أن إسرائيل تشتبه بأن رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان يقف وراء الكشف، في حين ادعى مسؤولون إسرائيليون كبار أمام زملائهم في السي أي إيه أن فيدان هو «رئيس بعثة المخابرات الإيرانية في أنقرة».
وعلى الرغم من احتجاجات «إسرائيل»، فإن الولايات المتحدة لم تحتج أمام تركيا عن عملية الكشف عن العملاء الإسرائيليين، وقال مسؤولون أمريكيون كبار أنهم لا يعرفون حتى يومنا هذا ما إذا كان الكشف عن العملاء جزءًا من رد الفعل التركي على حادثة أسطول غزة أو جزءًا من تدهور أوسع في العلاقات بين إسرائيل وتركيا.