أواخر العام الماضي، سيطرت قوات «فيلق القدس» الإيرانية بقيادة قاسم سليماني، على منطقة غرب نهر الفرات في سوريا، بدعم جوي روسي، وهو يعتبر طريق استراتيجي لإيران تجاه بيروت.
وفي مؤشر جديد إلى تفاقم التوتر في العلاقات الروسية-الإيرانية حول ترتيب الأوضاع في سورية، رفعت موسكو غطاءها الجوي عن القوات الإيرانية المتمركزة غرب نهر الفرات، ما أثار المخاوف.
وبحسب صحيفة الحياة اللندنية، عُد الإجراء ضغطاً روسياً لحسم صفقتي «تل رفعت» مع تركيا، و «الجنوب السوري» مع «إسرائيل»، واللتين تعرقل إيران حسمهما، منذ مدة ليست بالقليلة.
كر وفر
ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن مصادر مطلعة أن تنظيم «داعش» الذي خسر أمس آخر معاقله في جنوب الحسكة (شرق سورية)، يعزز قواته لتنفيذ هجوم ضد القوات النظامية والإيرانية غرب الفرات.
وأفادت بأن «داعش» عمد إلى حشد عناصره وآلياته في المنطقة الممتدة بين البوكمال والميادين، بعدما تمكن من الاستيلاء على أسلحة وذخيرة ومعدات خلال هجماته ضد قوات النظام، بالإضافة إلى تمكُن المئات من عناصره من عبور نهر الفرات، والانتقال من الضفة الشرقية إلى الغربية.
وأشارت إلى تخوف القوات الإيرانية من تمكن التنظيم من قطع الطريق الإستراتيجي الأهم لديها، طه» ران- بيروت البري، خصوصاً في ظل غياب الغطاء الجوي الروسي عن دعم الإيرانيين في عملياتهم، وعدم مساندتهم في صد هجمات التنظيم التي تصاعدت منذ الشهر الماضي.
وعزّز تلك المخاوف هجوم نفذه «داعش» فجر أمس، استهدف مواقع لميليشيات إيرانية في البادية السورية، مخلفاً في صفوفها خسائر بالعتاد والأرواح. وذكرت وكالة «أعماق» الناطقة بلسان «داعش» أن التنظيم تمكن من أسر ثلاثة من ميليشيات «فيلق القدس» الإيراني.
توتر إيراني روسي
عقِب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد، الشهر الماضي، قال «بوتين»: «إننا ننطلق من أن الانتصارات الملموسة ونجاح الجيش السوري في محاربة الإرهاب وانطلاق المرحلة النشطة من العملية السياسية سيليها بدء انسحاب القوات المسلحة الأجنبية».
تصريحات الرئيس الروسي، قوبلت برد فعل عنيف من إيران التي اعتبرت أن تصريحات «بوتين» رسالة قوية لإيران من أجل الإنسحاب من سوريا، وقالت إيران إنه «لا أحد يمكنه أن يجبرها على الخروج من سوريا، وإن وجودها في هذا البلد العربي بطلب من حكومتها».
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي القول «وجودنا في سوريا هو بناء على طلب من حكومة ذلك البلد، وهدفنا هو محاربة الإرهاب»، مضيفا أن طهران «ستواصل مساعداتها لسوريا طالما هناك خطر الإرهاب».