عقِب انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، في 8 مايو الماضي، قررت إيران العودة لتخصيب اليورانيوم، خاصة بعد إقرار وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على البنك المركزي الإيراني.
وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة هاورد الأمريكية، عبير كايد، إن «الشروط الأمريكية، والتعديلات التي تحدث عنها ترامب، تتمحور بموضوع الصواريخ الباليستية، التي لن يتتطرق إليها الاتفاق النووي.
مفاوضات مباشرة
ذكرت مواقع إيرانية، أمس الأحد، أن عددا من الناشطين السياسيين الإيرانيين وقعوا على رسالة وجهوها لمسؤولين رفيعين في البلاد، للمطالبة بإعادة النظر بملف العلاقات مع الولايات المتحدة، وفتح الباب لمفاوضات مباشرة، محذرين مما وصفوه بـ«خسارة الفرصة المناسبة».
واعتبر الموقعون على الرسالة أن «هذه المحادثات تستطيع أن تحافظ على المصالح القومية، وأن تحل المشكلات في إيران»، ومن الأسماء الموقعة على الرسالة غلام حسين غرباستشي، حميد أصفي، أحمد منتظري، جميلة كديفر وغيرهم.
وأكد أمين حزب «كوادر البناء» غلام حسين غرباستشي، في حوار مع صحيفة «اعتماد» الإصلاحية، صحة الرسالة، مشددا على أنه «بحال ضمنت أميركا أنها لن تنكث وعودها فمن الممكن أن يكون الحوار طريقا لحل المشكلات العالقة معها دون وضع شروط مسبقة».
ووصف «غرباستشي» هذه الرسالة بالبيان الذي يحمل تحليلا لهؤلاء الناشطين، ولا يمثل رأيا رسميا للمحسوبين على صناعة القرار في البلاد، وهو البيان الذي يستند إلى المشكلات التي ستواجه إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، معتبرا أن «وضع العلاقات الأميركية الأوروبية ليس جيدا في الوقت الراهن، ومن الممكن أن تستفيد إيران من ذلك».
واعتبر كذلك أن الأجواء الراهنة في البلاد «سلبية للغاية، وخاصة مع عودة التركيز مجددا على إعادة فرض العقوبات على طهران، والتي ستؤدي لضغوطات جديدة»، وقال إنه «سيكون جيدا إذا ما قرر الساسة فتح الباب للحفاظ على النظام والثورة وحل المشكلات المعيشية للمواطنين، فالحوار يستطيع أن يحل الكثير من المشكلات»، حسب وصفه.
وسيطر هاجس الانسحابات من السوق الإيراني، من قِبل الشركات والبنوك العالمية، حيث أعلنت كلًا من شركة «توتال» الفرنسية، وشركة الصلب الإيطالية «دانييلي»، وشركة «ساغا» النرويجية للطاقة الشمسية، والشركة الإيطالية ANI، وشركة «مايرسك» الدنماركية، بنك التجارة والاستثمار السويسري، انسحابهم من السوق الإيراني.
انتقادات
في المقابل، انتقدت وسائل إعلام محافظة هذه الخطوة، إذ كتبت صحيفة «جوان» أن من وقعوا على هذه الرسالة «أخطأوا في حساباتهم، ويبدو أنهم تأثروا باللقاء الذي حصل بين رئيسي أميركا وكوريا الشمالية»، مبرزة أن «التوقيت سيئ، وخاصة أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران مؤخرا، بل ونكثت عهودها في عدد من الاتفاقيات الدولية».
وتساءلت الصحيفة عن «كيفية طرح مقترح من هذا القبيل، وتوقع هؤلاء أن تلتقي إيران مع الولايات المتحدة مجددا وهي التي مزقت الاتفاق بعد سنوات من التفاوض»، حسب تعبير «جوان».
ولم تقرر طهران بعد ذلك الخروج من الاتفاق، وإنما فتحت حوارا مع الأطراف الباقية فيه، وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا وفرنسا، مطالبة إياها بمنح الضمانات اللازمة لتحقيق المكتسبات الاقتصادية للبلاد، مقابل بقائها في الاتفاق وتطبيق التعهدات التي تقيد النشاط النووي.