سلطت صحيفة الإندبندنت الضوء على فوز المنتخب الايراني على نظيره المنتخب المغربي مساء الجمعة الماضية ضمن منافسات النسخة الجارية من كأس العالم روسيا 2018.
وعبر تقرير صحفي مطول نشرته الصحيفة العريقة اغدقت فيه بعبارات الثناء والاشادة بالمنتخب الايراني بشكل عام ومديره الفني البرتغالي كارلوس كيروش بالاخص حيث أكدت ان أظهر قيمته الخاصة وانه واحدا من مدربي النخبة الذي يستطيع تحويل مجموعة من اللاعبين إلى فريق جماعي خطير مثل ذلك الذي تفوق على المغرب في افتتاحية مبارياته بكاس العالم.
ففي العادة كاس العالم يتحكم بمجريات اموره اللاعبون وليس المدربون ولكن في سان بطرسبرج المدينة الروسية التي استضافت لقاء المغرب وايران أظهر البرتغالي عكس ذلك وحينما سئل عن هل يتمتع بقدرات بشرئة اضافية كانت اجابيته اكثر تواضعا حينما قال انه “سوبر مان في الرسم فقط”.
كيروش على مدار سبع سنوات سابقة نجح في بناء منتخب ايراني قوي اخذهم إلى كاس العالم البرازيل 2014 ومجددا حققق نفس الانجاز لان وعلى المستوى القاري اصبح منتخب مرعب اسيوي اليس من السهل الفوز عليه وسبق المنتخبات الماجورة لها بنفس المنطقة بمسافة بعيدة.
وكل هذا العمل الجيد بلغ ذروته في مباراة المغرب بعدما فازت ايران بمبارتها الثانية تاريخيا في كاس العالم بعد قرابة الثاثون عاما من فوزهم الاول بنسخة فرنسا 1998 وكان على منتخب الولايات المتحدة الامريكية، مع اداء لا يخرج سوى من فريق جيد للغاية، حيث شبهت الصحيفة المنتخب الايراني بالملاكم الذكي الذي يعرف جيدا ماذا يفعلحيث تركوا لاعبي المغرب يقدمون كل ما لديهم امما تنتظيم دفاعي من قبلهم حتى بدء لاعبو المغرب يتعبون وبدء الشك يتسلل إلى انفسهم ثم في الثواني الاخيرة من الجولة هبطت ضربة ايران القاضية وتمكنت من خطف النقاط الثلاث من المباراة.
وجاء ذلك نتجية سبع سنوات من العمل الشاق للبرتغالي في ظروف صعبة للغاية وكان اول المنتخبات الواصلة الاراضي الروسية ودرس المغرب جيدا وعرف كيف يحول نقاط قوتهم ضدهم وعن ذلك قال “كانت استراتيجيتنا من اللحظة الأولى هي خلق انهيار عقلي في اللاعبين المغاربةوحاولنا القيام بذلك عن طريق خلق الإحباط ومنع كل صناع الألعاب”.
ولكن هل كان هذا مفاجأة؟ الاجابة بالنسبة للاخرين نعم ولكن بالنسبة لكيروش لا فايران لم تخسر مباراة تنافسية منذ كأس العالم الأخيرة، وانهو مشوار التصفيات كاملا بلا خسارة واحدة فمنتخب العاصمة الايرانية طهران اشباه بالمنتخب الايسلندي من حيث قوة التنظيم والجماعية التي تجعل الفريق كتلة واحدة وبالطبع هذا كله ياتي من المدرب الذي اظهر تواعه وانسانيته مرة اخرى حين سئل عن نتيجة المباراة المفاجئة والغير متوقعة للكثيرين خيث قال “لم تكن معجزة ولا سحر لقد فزنا لان الفريق ركز لمدة 90 دقيقة”.
بالطبع شكر كيروز لاعبيه على “موقفهم ، والتزامهم ، وروحهم وقلبهم” ، لكن هؤلاء هم لاعبون يعملون لخطة ، وعليك أن تتساءل عما إذا كانوا سيعملون بهذه القوة ، أو هذا التركيز ، على مدرب أقل جودة من البرتغالي..
وعندما تحدث لاعب المنتخب الايراني كريم أنصاري فريد للاعلام بعد مباراة يوم الجمعة ، كان مليئا بالثناء على الرجل الذي أظهر لهم كيفية الفوز، قائلام “أن نكون صادقين ، لدينا واحد من افضل المدربين في العالم لقد دعمنا ، منذ وصوله إلى إيران ، وخلال السنوات السبع الأخيرة ، دعمنا طوال الوقت ، يحارب من أجلنا ، وهو يعلمنا الطريق. نتعلم شيئا من كل يوم. نحن فخورون بأنه واحد منا “.
ما يهم أكثر هو أن كيروش متعلق للغاية بالمنتخب الايراني لفريق حتى عندما أصبحت وظيفته شبه مستحيلة بسبب ظروف خارجة عن إرادته تفتقر إلى المرافق والموارد في إيران ، ولكن الضرر الأكثر تضرراً هو عزلتها الدولية وانسحاب المعارضون من المباريات الودية ، فلا ملاعب ، ولا مخيمات ، ولا ألعاب ودية ، وعقوبات مفروضة عليهم بسسب الاوضاع السياسية لم ينسحب البرتغالي وتصدى للمهمة.
والمحت الصحيفة الى انه الان الايرانين بطبيعة الحال حريصون على أن كيروش سيبقى مدربا لمنتخبهم، لحملة من جديد إلى كأس العالم المقبلة قطر2022، وهو ما ظهر في تصريحات انصاري فريد حينما توسل تقريبا للمدربه على مقعد المدير الفني للمنتخب بغض النظر عما يحدث هذا الشهر خلال بقية منافسات كا العالم الجارية، مؤكدا “ستكون فرصة جيدة إذا استطعنا إبقائه مع فريقنا نأمل ، نأمل أن يبقى. سوف نصلي من أجل أنه سيبقى. حقا الآن ، بعد سبع سنوات ، هو واحد منا. إنه يحاول تقديم كل شيء لمنتخبنا الوطني طوال الوقت. إنه يستحق البقاء معنا ، لجعل كل الشعب الإيراني سعيدًا وفخورًا “.
ولكن قبل كل ذلك هناك مباراتين إضافيتين لايران ، إسبانيا في كازان ، البرتغال في سارانسك. حتى ذلك الحين على الأقل ، فريق كيروز يتصدر المجموعة ب. وقد أظهروا أنهم أفضل بكثير مما أدركه الكثيرون – وخاصة المغرب – في إبقائه مشدودًا ومرتديكم. فلماذا لا يحلمون بصعوبة الامور وتسلل شيء ما؟
وهذا المدرب السابق المخضرم لريال مدريد وللمنتخب الوطني البرتغالي ، الذي كان عليه بالفعل أن يوضح أنه على الرغم من كل شيء لا يزال رجلاً ، يعرف مدى كل هذا. وقال: “إذا كانت المباراة ضد المغرب هي المباراة النهائية لكأس العالم بالنسبة لنا ، فإن المباراة ضد أسبانيا ستكون نهائي كأس الكون”.