التوتر الإيراني الروسي حول الوضع في سوريا، ينبأ بوجود تضارب مصالح بين الحليفين، حيث أشار صحيفة «الموندو» الإسبانية إلى أن «كل طرف منهما يسعى إلى تعزيز وجوده وحماية مصالحه على حساب الطرف الآخر».
وأضاف الصحيفة الإسبانية بحسب تقرير ترجمه موقع «عربي21»: «العلاقة بين إيران وروسيا تأزمت بعد احتفال بشار الأسد بالانتصارات التي حققها في الحرب التي دامت لنحو ثماني سنوات».
وتضيف: «منذ عدة أشهر تضاربت المصالح الإيرانية الروسية في سوريا، علما بأن هذين الطرفين يدعمان الحكومة السورية عن طريق تمويلها بالمال والعتاد العسكري والجنود، في حربها المزعومة ضد المعارضة وتنظيم الدولة على حد السواء. وقد اشتدت حدة المنافسة بين روسيا وإيران بعد توقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية».
وفي بداية الأسبوع الماضي، وعقِب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد، قال «بوتين»: «إننا ننطلق من أن الانتصارات الملموسة ونجاح الجيش السوري في محاربة الإرهاب وانطلاق المرحلة النشطة من العملية السياسية سيليها بدء انسحاب القوات المسلحة الأجنبية».
تصريحات الرئيس الروسي، قوبلت برد فعل عنيف من إيران التي اعتبرت أن تصريحات «بوتين» رسالة قوية لإيران من أجل الإنسحاب من سوريا، وقالت إيران إنه «لا أحد يمكنه أن يجبرها على الخروج من سوريا، وإن وجودها في هذا البلد العربي بطلب من حكومتها».
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي القول «وجودنا في سوريا هو بناء على طلب من حكومة ذلك البلد، وهدفنا هو محاربة الإرهاب»، مضيفا أن طهران «ستواصل مساعداتها لسوريا طالما هناك خطر الإرهاب».
وأضافت «الموندو» أن إسرائيل «لن تسمح مطلقا بتمركز إيران أو حلفائها، على غرار حزب الله اللبناني، بالقرب من أراضيها؛ وهو ما جعلها تطلق سلسلة من الهجمات العسكرية على بعض المواقع الإيرانية في سوريا».
وأوردت الصحيفة أن ما سمته «الحياد الودي» الذي انتهجته موسكو بشأن الأزمة بين إسرائيل وإيران، «لم يرق كثيرا لطهران، وقد التزمت روسيا الحياد في الوقت الذي باشرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ العقوبات الاقتصادية ضد إيران، بذريعة الخطر الذي يمثله التواجد الإيراني في سوريا. وقد تجلى استياء طهران من الحياد الروسي من خلال ردود أفعال العديد من الأطراف الإيرانية على دعوة الزعيم الروسي لبشار الأسد إلى عدم الإبقاء على الوجود العسكري الإيراني في سوريا خلال لقائهما في مدينة سوتشي».
وأوضحت الصحيفة أن النظام السوري «تعلم كيفية الاستفادة من الأزمات المتصاعدة بين حليفيه إيران وروسيا»، مضيفة: «لا يزال الأسد في حاجة إلى كلا الطرفين وهو ما جعله يتصرف حسب الظروف والتغييرات. فعلى سبيل المثال، تحالف الأسد مع الجانب الإيراني ضد “الغزو” التركي، بعد أن سمحت روسيا لتركيا بمهاجمة منطقة عفرين الشمالية الغربية في يناير».