بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني، في 8 مايو الماضي، حدثت اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والإيراني بسوريا، أدى لضرب مواقع من كلا الجانبين، أعقبها تصريحات بضرورة التهدئة.
لكن ما تخشاه حكومة الاحتلال الإسرائيلي الآن، حذّر منه الكاتب يوني بن مناحم، في مقال له على الموقع الإلكتروني «نيوز وان»، قائلًا: «إيران لن تنسحب من سوريا وتستعد للمواجهة العسكرية القادمة مع بلاده، ولن تسمح طهران بإتمام صفقة إسرائيلية ــ روسية للخروج من الأراضي السورية».
وأضاف: «ثمة هدوءا يسود المنطقة الجنوبية السورية، وهو هدوء صامت، أو هدوء حذر تستعد من خلاله إيران لأية مواجهات عسكرية قادمة مع إسرائيل، لن تسمح معها طهران بتوقيع تفاهمات دولية تقضي بدورها بالانسحاب الإيراني من الأراضي السورية، خاصة وأن الإيرانيين يستعدون، وبقوة، لمواجهة عسكرية قادمة مع إسرائيل، وتحديدا، منذ قيام سلاح الجو الإسرائيلي باستهداف مقار لهم في سوريا».
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الجنرال قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني أدرك وبلاده أن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا وضعت إيران في موقف حرج، وربما حالة من الفشل الاستراتيجي، أيضا، في وقت يؤكد الكاتب أن قرار الانسحاب الإيراني من سوريا هو «خط أحمر» بالنسبة لتل أبيب، فإن هذا الأمر يعني احتمال وقوع مواجهات عسكرية قادمة بين الطرفين، الإسرائيلي والإيراني.
وأوضح الكاتب أن إيران ترغب في مواجهة «إسرائيل»؛ لأنها تريد تدميرها، أساسا، وبالتالي فإنها تستعد لمواجهات عسكرية في هضبة الجولان السورية المحتلة، مقارنة بإسرائيل التي تحاول منع إقامة قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، وتزويد سوريا وحزب الله بأية أسلحة متقدمة، فضلا عن أن طهران تريد إقامة ميناء على الساحل السوري للبحر المتوسط ورسو السفن الحربية الإيرانية عليه، التي تساهم في ضرب القواعد العسكرية الإسرائيلية.
وأن التفاهمات الإسرائيلية ــ الروسية تؤثر على إيران، رغم حفاظ السوريين على بقاء الرئيس بشار الأسد، وهو ما يتجلى من زيارة أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي للعاصمة الروسية موسكو، خلال الأيام القليلة الماضية، تؤكد على ذلك، حيث صرح الوزير الإسرائيلي بأنه هناك تفاهمات حقيقية حول ضرورة خروج القوات الإيرانية من سوريا ومعها قوات حزب الله، ولكن سوريا نفسها لم تقرر ذلك؛ ليعود الكاتب الإسرائيلي ويشير إلى أن الفشل الاستراتيجي لإيران الفترة الماضية في سوريا نتيجة للضربات الإسرائيلية، يعني أنها ستعمل على تحسين أوضاعها العسكرية في سوريا، استعدادا لأية مواجهات قادمة، وهو ما حذر منه الكاتب، يوني بن مناحم، بلاده.
نتنياهو يُحذّر
ويوم الإثنين الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيبدأ جولة أوروبية تهدف إلى بحث الموقف من الاتفاق النووي الإيراني، وما يعتبره نفوذًا إيرانيًا متزايدًا في الجوار السوري.
وقال نتنياهو أثناء مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس: «هنالك بلدان عربية تشعر بخطر إيران وبالتالي فإن إخراجها من سوريا بات ضروريا، هنالك تغير في مواقف بعض الدول العربية تجاهنا بدأت تفهمنا ،وأدركت اليوم إمكانية التعاون معنا ضد التطرف».
وأشار إلى أن الاتفاق النووي الإيراني لن يحقق هدفه بنزع السلاح النووي من إيران لأن إيران بحصولها على الأموال من هذا الاتفاق توسع نفوذها في الشرق الأوسط كما يحدث الآن في سوريا واليمن، «بدلا من أن نمنع إيران من بناء قنبلة نووية واحدة فإنها ستبني مئة قنبلة نووية في المستقبل عبر إعطاء الأموال ليس فقط من أجل الاستثمار فيها.. فهي توسع نفوذها عبر حصولها على هذه الأموال في سوريا واليمن وغزة .. هذه الأموال تسمح للإيرانيين ببناء الإمبراطورية».
وأوضح «نتنياهو» أن إيران ترمي إلى بناء جيش طائفي في سوريا مطالبا بإخراج إيران من سوريا ومنع نقل أسلحتها إلى هناك: «إيران تريد بناء جيش في سوريا تحت القيادة الإيرانية الشيعية قوامه 80 ألف شيعي ليس فقط من أجل تدمير إسرائيل بل من أجل دفع السنة إلى اعتناق المذهب الشيعي ما يؤدي إلى حرب طائفية ومزيد من التهجير واللاجئين… وبالتالي علينا منعهم من ذلك حفاظا على أمننا وأمن أوروبا».