يوم الثلاثاء الماضي، نفذّت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تهديدها بشأن تخصيب اليورانيوم، حيث قال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن طهران ستبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ببدء عملية لزيادة قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم.
وبعد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، في 8 مايو الماضي، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي إنه يمكن أن نستأنف تخصيب اليورانيوم إذا أخفق الأوروبيون الموقعون على الاتفاق في إنقاذه، رغم تمسكهم بالاتفاق حتى الآن.
وأضاف «كمالوندي»، في تصريحات نقلها موقع «سكاي نيوز عربي»: «ستعلن إيران في رسالة ستسلم إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن عملية زيادة القدرة على إنتاج.. سادس فلوريد اليورانيوم.. ستبدأ الثلاثاء»، وأفاد بأن إيران لديها القدرة على الإسراع بإنتاج أجهزة الطرد المركزي.
أزمة جديدة
قال رضا نجفي مبعوث إيران لدى وكالة الطاقة الذرية إن بلاده لن تستمع للمطالب بإبداء تعاون كامل مع مفتشي الوكالة الأممية إلى حين تسوية الأزمة المتعلقة بمستقبل اتفاقها مع القوى الكبرى، وأفاد رضا نجفي، أمس الأربعاء، بأنه يجب ألا يتوقع أحد من إيران أن تنفذ المزيد من الإجراءات الطوعية.
ورفض «نجفي» التطرق إلى متى ستستمر المحادثات بين الأوروبيين وإيران بشأن إنقاذ الاتفاق، وصرح للصحفيين خارج الاجتماع الربع سنوي لمجلس المحافظين بالوكالة «منحنا نظراءنا الأوربيين بضعة أسابيع.. وبضعة أسابيع تعني بضعة أسابيع وليس بضعة أشهر». بحسب روسيا اليوم.
من جانبه، قال يوكيا أمانو، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن هذا التصريح (بخصوص التفتيش) ليس تعبيرا عن القلق أو شكوى ولكنه تشجيع لإيران، ولكن دبلوماسيين يتعاملون مع الوكالة يقولون إنه يأتي بعد أن تمت الموافقة سريعا على تفتيش للوكالة في أبريل نيسان.
وتكافح القوى الأوروبية لإنقاذ الاتفاق منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه الشهر الماضي قائلا إنه سيعيد فرض العقوبات الأمريكية على إيران، وتسعى الدول الأوروبية الثلاث التي وقعت على الاتفاق وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا لحماية الشركات الأوروبية من العقوبات الأمريكية.
تخصيب اليورانيوم
تعرف عملية تخصيب اليورانيوم بأنّها العملية التي يتم من خلالها تحويل اليورانيوم الخام الموجود في الطبيعة إلى مادة قابلة لصنع الأسلحة الفتاكة، أو لإنتاج الطاقة، علمًا بأنّ نسبة التخصيب هي من تحدد كيفية إمكانية استخدامه في البرنامج النووي، كما يعرف التخصيب بأنه عملية معقدة تتم على عدة مراحل بهدف زيادة نسبة اليورانيوم 235 النظير القابل للانشطار في اليورانيوم الخام، والذي يرمز له بالحرف اللاتيني U-، وذلك لزيادة القدرة على استخدامه في مختلف المجالات.
وتعتمد محطات التخصيب على عملية الطرد المركزي عن طريق استغلال أجهزة الطرد المركزي للفارق البسيط الموجود بين نظيري اليورانيوم 235 و238، وذلك من خلال ضخ اليورانيوم بشكله الغازي في عدد من الأسطوانات التي تدور بسرعة عالية، تعرف بأنها أعلى من سرعة الصوت، الأمر الذي يؤدي لدفع الذرات الأثقل اليورانيوم 238 إلى الخارج، فتبقى الذرات الأخف اليورانيوم 235 المخصب في الأسطوانة، ويتم تكرار هذه العملية للعديد من المرات للحصول على التركيز الأعلى لليورانيوم.
يُشار إلى أنه في يوليو 2015، كان لدى إيران ما يقارب 20 ألف جهاز طرد مركزي، و في إطار الاتفاق النووي، يمكن لإيران أن تحتفظ بما لا يزيد عن خمسة آلاف وستين من أجهزة الطرد المركزي الأقدم والأقل كفاءة في ناتانز حتى عام 2026، أي بعد 15 عاما من تاريخ بدء الا تفاق في يناير عام 2016.
تم تخفيض مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 98 في المئة إلى 300 كيلو غرام، وهي كمية لا يجب تجاوزها حتى عام 2031، كما يجب الحفاظ على مستوى تخصيب المخزون بدرجة 3.67 %، ولن يسمح بالتخصيب في فوردو حتى 2031، وسيتم تحويل مرفق تحت الأرض إلى مركز للفيزياء النووية والتكنولوجيا.
الاتفاق النووي
وتوصلت إيران والدول الست في 2 إبريل 2015 إلى بيان مشترك يتضمن تفاهمًا وحلولًا بما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، ووفقا للاتفاق أيضا، يتعين على إيران خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب بصورة كبيرة، وألا تخصب ما تبقى لديها من يورانيوم بما يكفي لإنتاج أسلحة نووية.
وينص الاتفاق على خفض عدد أجهزة الطرد المركزي في منشأتي ناتانز، وفوردو النوويتين الإيرانيتين بصورة كبيرة بعيد التوقيع على الاتفاق، وشحن آلاف الأطنان من اليورانيوم المنخفض إلى روسيا للتخصيب.