من جديد عادت نبرة التهديدات الإسرائيلية حول أنشطة إيران النووية والعسكرية، خاصة بعد إعلان طهران إعادة تخصيب اليورانيوم من جديد بعد إنسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو الماضي.
وقال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الثلاثاء، إن «تحالفا عسكريا يضم الدول الغربية والعربية وإسرائيل، قد يتم تشكيله ضد ايران، إذا لم ترضخ طهران للمطالب الأمريكية بخصوص برنامجها النووي».
وأعلنت طهران منذ قليل على لسان بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن طهران ستبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء ببدء عملية لزيادة قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم.
«كاتس»، أشار في حديث للإذاعة الإسرائيلية، إلى أن رد الغرب للتهديدات المنطلقة من طهران يجب أن يكون واضحا، ولم يحدد «كاتس» الدول التي قد تنضم إلى هذا التحالف علما بأن الدول الغربية الكبرى أعلنت في الأسابيع الأخيرة معارضتها للموقف الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني.
ورأى «كاتس» أن «إعلان إيران نيتها تسريع عملية تخصيب اليورانيوم يدل على أن صناع القرار هناك في حالة من الهلع والذعر»، واعتبر أن «العقوبات التي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على طهران، بدأت تجني ثمارها».
تحالف عربي
وفي فبراير 2017، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان دعوته إلى تشكيل تحالف بين إسرائيل و«الدول العربية المعتدلة» ضد إيران، في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية.
وأضاف: «حان الوقت لتشكيل اتحاد رسمي أو تحالف ضد الإرهاب بمشاركة كافة القوى المعتدلة في الشرق الأوسط، ومن غير المهم إذا كان الحديث يدور عن المسلمين أو اليهود أو المسيحيين».
وتابع: «مهمة مثل هذا التحالف يجب أن تكمن، قبل كل شيء، في حماية أعضائه. وفرض عقوبات قاسية ضد إيران» وشدد: «أعتقد أن الدول العربية المعتدلة لكي تبقى، تحتاج إلى إسرائيل بقدر أكبر من حاجة إسرائيل إليها».
ومن الدول المعتدلة بالشرق الأوسط، أشار الوزير الإسرائيلي إلى دول الخليج، ولاسيما السعودية، باعتبار أن تلك الدول تتفهم أن الخطر الأكبر بالنسبة لها هو إيران وليس الصهيونية واليهود.
جولة نتنياهو
ويقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاليا بجولة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في مسعى لإقناع قادة هذه الدول بتبني موقفه الرافض للاتفاق الدولي مع إيران.
ومن المقرر أن يلتقي «نتنياهو» قادة من كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وكانت البداية مع المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل أمس الإثنين، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على موقعها الإلكتروني أول أمس الأحد.
وقال «نتنياهو» مخاطبا حكومته: «إن العدو اللدود» إيران سيتصدر أجندته، وأضاف: «لأعوام نقف وحدنا ضد هذين التهديدين التوأمين (النووي الإيراني والوجود العسكري في سوريا)، وأعتقد أن الوضع قد تغير إلى الأفضل».
وبعد ألمانيا ينتقل رئيس الوزراء إلى باريس حيث يلتقي غداَ الرئيس إيمانويل ماكرون، ثم إلى بريطانيا حيث يجري محادثات الأربعاء مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ويدافع قادة هذه الدول عن الاتفاق النووي رغم انسحاب واشنطن.
وكشف نتنياهو في وقت سابق إنه سيبحث خلال جولته الأوروبية طموحات إيران النووية وما وصفه بتوسعها الإقليمي، كما سيناقش مع الأوروبيين، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلق بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.