أثنت دراسة إسرائيلية جديدة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتعاملها مع انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الاتفاق النووي مع إيران، وأوضحت أن إيران بدأت تتعامل بجدية مع الانسحاب الأمريكي وتجييش الدول الأوربية للدفاع عنها ومصالحها الاستراتيجية، رغم تصريحات «ترامب»، المناهضة للطموحات النووية الإيرانية.
وأكد مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي -بحسب سبوتنيك- أن إيران استعدت، بشكل قوي، للتعامل الجاد مع قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، الموقع في الخامس عشر من يوليو 2015، ورأت أن مصالحها تتفق ومصالح دول الاتحاد الأوربي، وعمدت إلى التواصل الدائم مع تلك الدول، خاصة الموقعة على الاتفاق.
وأفادت الدراسة الإسرائيلية، بأن تصريح الرئيس، دونالد ترامب، في الخامس من مايو، الخاص بإعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي، أثار حفيظة الإيرانيين، وخرجوا بتصريحات نارية، للتأكيد على أهمية الاتفاق التاريخي، ومدى ما يمثله من مصالح مشتركة، خاصة مع دول الاتحاد الأوربي.
حيث خرج علي خامنئي المرشد الإيراني، في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، ليحدد سبعة شروط لبقاء بلاده في الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن منه، مؤكدا على ضرورة تصدي الأوربيين الوقوف في وجه العقوبات الأمريكية المفروض على بلاده، منددا بدوره بالقرار الأمريكي.
وأشارت الدراسة التي نشرها مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، التابع لجامعة تل أبيب، إلى أن دول الاتحاد الأوربي ضد القرار الأمريكي الخاص بالانسحاب من الاتفاق، وأنها ضد فرض عقوبات اقتصادية على إيران، ولشرائها للنفط من إيران، في حال امتناع بعض الدول الأخرى عن شرائه.
أوضحت الدراسة أن الإيرانيين أداروا الملف النووي بحكمة، وبسرعة كبيرة في التعاطي مع القرار الأمريكي، حيث أسرع وزير الخارجية جواد ظريف بالقيام بزيارات مكوكية لكل من الصين وروسيا وبعض الدول الأوربية، وأكد لهم أن الاتفاق النووي الإيراني يحافظ على المصالح المشتركة، وأن ما أصدره الرئيس ترامب من قراره بالانسحاب يخل بالاتفاق المشترك، مع التأكيد على أن مندوبين عن إيران التقوا بنظرائهم الأوربيين في فيينا لاستكمال مراحل التعاطي مع الاتفاق بعد انسحاب واشنطن، ومدى ما يمكن تقديمه لاستمرار العمل الدولي به، وما إذا طهران ستنسحب منه أم تستمر في الاتفاق، خاصة وتعاطيها مع ملف فرض العقوبات الدولية على إيران.
وتباينت الآراء داخل إيران بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، خاصة بين المحافظين والإصلاحيين، حيث رأى التيار الأول أنه بات من حق طهران استكمال طموحها النووي، وعدم الانصياع للأوامر الأمريكية، في حين رأى التيار الثاني وهو التيار البراجماتي الذي يعتقد بأن مصالح بلاده تتماشى مع بنود الاتفاق النووي، معولا الأمر على دول الاتحاد الأوربي التي أوجبها اتخاذ قرارات عملية ضد القرار الأمريكي، وضرورة البحث عن مخرج دبلوماسي بغية استمرار العمل بالاتفاق النووي.
ذكرت الدراسة أن دول الاتحاد الأوربي حاولت، في السادس عشر من مايو الماضي، الالتفاف على القرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي، والعمل على إنشاء خطوات مناهضة له، وفتح مسارات جديدة للتعاطي مع مسألة فرض عقوبات على إيران، مؤكدة أن ثمة زيارات دولية جرت خلال الفترة القليلة الماضية، من بينها، زيارة المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، لروسيا والصين، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون لروسيا أيضا.
وختمت الدراسة الإسرائيلية بقولها: «إن إيران يحدوها الأمل في الاستمرار في الاتفاق النووي، بدعوى أن خطواتها وممارساتها السياسية والدبلوماسية ناجحة، رغم إيمان القيادة الإيرانية بأن المتضررين من الانسحاب الأمريكي من الاتفاق وفرض العقوبات على طهران هو الشعب الإيراني نفسه؛ بيد أن طهران ستأخذ في الحسبان احتمالية خروج الاتحاد الأوربي من الاتفاق، والمضي قدما وراء الولايات المتحدة، أي استعداد إيران لأية سيناريوهات متوقعة حول الاتفاق النووي، مع تأكيد طهران على تقوية علاقاتها الخارجية بدول العالم، وعدم الانجرار وراء فرض العقوبات الأمريكية عليها، والعودة الإيرانية السابقة للتعاطي مع مسألة فرض العقوبات الاقتصادية عليها مجددا، مع الحفاظ على الأمن والمصالح الإيرانية، باعتبارهما مصالحها العليا».