بالأمس، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، التوصل إلى اتفاق حول سحب القوات الإيرانية والقوات التابعة لـ«حزب الله» اللبناني، من جنوب غرب سوريا قرب الحدود مع «إسرائيل»، وتوقع تطبيقه خلال أيام قريبة.
ورحبت الأوساط الإسرائيلية بالتفاهمات التي حصلت مع روسيا، والتي تدفع باتجاه انسحاب إيران من جنوب سوريا، في الوقت الذي تهدد فيه تل أبيب بمواصلة سياستها الخاصة بتوجيه ضربات عسكرية إلى القواعد الإيرانية في جارتها الشمالية.
وقال «نيبينزيا»، في مؤتمر صحفي: «سمعت الأخبار عن سحب القوات الإيرانية من جنوب غرب سوريا، وقرأت التقارير في الصحافة حول اتفاق بشأن تفريق معين للقوات جنوب غرب سوريا، وحسب علمي فإنه تم التوصل إلى اتفاق».
وأضاف: «لا يمكنني أن أقول ما إذا تم تطبيقه للتو أم لا، لكن، حسب ما فهمته، الأطراف التي عملت به راضية عنه»، كما أكد «نيبينزيا» أنه «لو لم يتم تنفيذ الاتفاق حتى اليوم فسيحدث ذلك في مستقبل قريب»، بحسب ما نقلت وكالات روسية.
إسرائيل
ويأتي انسحاب إيران تلبية لمطالب إسرائيلية، وتمهيدًا لصفقة روسية قد تفضي بالسماح لقوات الأسد بالسيطرة على الحدود الجنوبية مقابل إبعاد إيران، وكشف تقرير، نشرته القناة السابعة الإسرائيلية، اليوم الخميس، عن استعداد القوات الإيرانية للخروج من الأراضي السورية، بناء على اتفاق روسي-إسرائيلي.
وأوضح التقرير ان هذا التطور، جاء بناء على ما خرج به لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، ونظيره الروسي سيرغي شويغو، في العاصمة الروسية، موسكو، أثناء زيارة ليبرمان المهمة إلى روسيا.
وأكدت القناة الإسرائيلية أن ليبرمان اقترح على نظيره شويغو إبعاد القوات الإيرانية من الحدود الإسرائيلية، بمسافة لا تقل عن 70- 80 كم، على أن تحل محلها القوات الروسية المتواجدة في سوريا، وهو ما لقي ترحيبا -بحسب القناة- من وزير الدفاع الروسي، حيث سبق وأن صرح شويغو من قبل بضرورة إبعاد القوات غير السورية عن الحدود الإسرائيلية وإبقاء قوات بلاده على مقربة من تلك الحدود المشتركة بين سوريا وإسرائيل.
يشار إلى أن مائير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي قد أعلن الخميس الماضي، لنظيره الفرنسي عن موافقة إسرائيل على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة بعد انتهاء الحرب الأهلية في سوريا، شريطة انسحاب القوات الإيرانية وقوات حزب الله اللبناني من سوريا.
ترجمة ميدانية
وأشار تسفي ماغين السفير الإسرائيلي السابق في روسيا إلى أن «هذا الاتفاق بين موسكو وتل أبيب يؤكد أن هناك تعاونا متناميا بينهما في الموضوع السوري، وقد تجلى في زيارة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان إلى روسيا، وقبله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو».
ولفت «ماغين» إلى أنه وبعد أن تم الاتفاق بشأن التواجد الإيراني في سوريا على أعلى المستويات السياسية، «تجري اليوم ترتيبات مع الطواقم الفنية والعسكرية المتخصصة كي يتم ترجمة هذه القرارات على الأرض من الناحية الميدانية».
وأضاف أن «الروس قادرون على منع اقتراب الإيرانيين من الحدود الإسرائيلية، فهذا بالنسبة لهم تحد حقيقي، لأنهم معنيون بإيجاد قواعد عامة تحدد سياستهم مع جميع اللاعبين في الساحة السورية إيران، وتركيا، والسعودية، خاصة وأن لكل واحدة منها مشاكلها الخاصة، ومطالبها المغايرة، بما في ذلك إسرائيل، ويتم ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة والأردن».
وأوضح أن «روسيا مع كل هؤلاء، تشكل محورا مركزيا في سوريا، وأظن أن انسحاب القوات الإيرانية من جنوب سوريا جاء عبر صفقة تم التوصل إليها مع موسكو، مقابل أن تمنح طهران شيئا ما في دمشق، بحيث يمكن لهم أن يستبدل الإيرانيون تواجدهم بدل جنوب سوريا إلى أماكن أخرى، على أن يكون تواجدهم محدودا».