سلط موقع «ExpertOnLine» في تقرير نشره أمس الثلاثاء الضوء على فرص الشركات الروسية والصينية الواعدة في إيران، مشيرا إلى العقود والاتفاقيات المبرمة بين هذه الشركات والشركات الإيرانية في الآونة الأخيرة.
ويدرك الأوروبيون أنهم يتخلون عن سوق جذابة وواعدة لمنافسين من روسيا والصين، لكنهم يخافون خسارة السوق الأمريكية الضخمة، وذلك في حال عدم انصياعهم للعقوبات الأمريكية المرتقبة.
روسيا
وتعتبر روسيا إيران شريكا تجاريا مهما، فقد تم توطيد علاقات تجارية مهمة بين موسكو وطهران خلال السنوات الماضية، حيث تقوم الشركات الروسية ببيع معدات الحفر لشركات الطاقة الإيرانية، التي لا تستطيع الوصول إلى التكنولوجيا الغربية.
كما أن شركة النفط الروسية «روس نفط» وقعت العام الماضي على «خارطة طريق» لتنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة في مجال النفط والغاز في إيران، بإجمالي استثمارات تصل إلى 30 مليار دولار.
ويضاف ذلك لعقد آخر وقعته شركة زاروبيج نفط بقيمة 700 مليون دولار لتطوير حقلين نفطيين، كانت شركتا بي بي البريطانية ووينترشال الألمانية تأملان الفوز به.
الصين
أما شركة النفط الصينية العملاقة سينوبك فوقعت في مايو صفقة بقيمة 3 مليارات دولار لتطوير حقل يادافاران، لتحل الشركة الصينية محل شركة رويال داتش شل، التي قررت عدم المجازفة والخروج من إيران لتجنب غضب واشنطن.
كذلك تأمل مؤسسة البترول الوطنية الصينية “CNPC” بالاستحواذ على حصة شريكتها «توتال» في تطوير حقل غاز «جنوب بارس»، وذلك بعد انسحابها من المشروع الشهر الجاري بسبب العقوبات الأمريكية.
كما أن الشركات الصينية تتعاون مع نظيراتها الإيرانية في مجال بناء السكك الحديدية ومترو الأنفاق ومصانع السيارات، ويأتي ذلك في وقت تعد فيه الصين أكبر شريك تجاري لإيران، حيث قام التنين الصيني بشراء نحو ثلث النفط الإيراني في 2017.
وزادت التجارة بين البلدين خلال العام الماضي بنسبة 19% إلى 37 مليار دولار، أما روسيا فقد تضاعفت تجارتها مع إيران خلال 2017 مقارنة بـ 2016 لتتجاوز ملياري دولار، بفضل صادرات القمح والمعدات الصناعية.
عقوبات
في 8 يوليو الجاري، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، قرارًا لم يكن مفاجئًا للجميع، حيث وصف ترامب أثناء حملته الانتخابية، الاتفاق النووي مع إيران بأنه «أسوأ اتفاق وقعته أمريكا في تاريخها».
من المفترض أن تبدأ العقوبات الأمريكية على إيران، بعد 90 يومًا، عقِب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم إبرامه في 2015 وساهم في رفع العقوبات الاقتصادية على طهران.
لكن عقِب الإنسحاب الأمريكي بنحو أسبوع، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات ضد إيران، تستهدف 4 أشخاص على علاقة بالحرس الثوري و«حزب الله»، ومن بين الأشخاص محافظ البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف.
وشملت العقوبات بنك «البلاد» الإسلامي، ومقره العراق، بحسب ما ذكرته وزارة الخزانة الأمريكية على موقعها الإلكتروني على الإنترنت، وتهدد العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران بخفض إمدادات النفط العالمية.