هآرتس
كتب عاموس هرئيل لهآرتس الإسرائيلية، وترجمت إيران خانه:
قال مسؤولون إسرائيليون أن القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين يعتقدون أن روسيا على استعداد لمناقشة إبعاد القوات الإيرانية والمليشيات الشيعية المتحالفة معها عن الحدود الإسرائيلية السورية.
وأصبح التغيير في موقف روسيا واضحًا أكثر منذ اشتباك إسرائيل العسكري مع إيران في 10 مايو، وسط مخاوف موسكو من أن المزيد من التحركات الإسرائيلية قد تهدد استقرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
واستأنفت روسيا مؤخراً جهودها في محاولة إشراك الولايات المتحدة في الاتفاقيات التي من شأنها تثبيت الاستقرار في سوريا. وقد يكون الروس على استعداد لإبعاد الإيرانيين عن الحدود الإسرائيلية، ولكن ليس بالضرورة إزالة القوات المرتبطة بهم من البلاد بأكملها.
وفي نوفمبر الماضي، أقامت روسيا والولايات المتحدة بالتنسيق مع الأردن، اتفاقاً لتقليل احتمالية الاحتكاك في جنوب سوريا بعد أن هزم نظام الأسد الجماعات المتمردة في وسط البلاد. وسعت إسرائيل إلى إبقاء الإيرانيين والميليشيات الشيعية على مسافة لا تقل عن 60 كيلومترًا من الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، شرق طريق دمشق-درعا (أو وفقًا لنسخة أخرى شرق طريق دمشق-السويداء على بعد حوالى 70 كم من الحدود).
لكن لم تمتثل القوى العظمى للطلب، وينص الاتفاق على أن الإيرانيين والميليشيات ستبقى على بعد حوالي 5 كيلومترات من خطوط الاتصال بين النظام والمتمردين، على بعد حوالي 5 إلى 20 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية.
لكن الإيرانيين لم يؤيدوا هذا الطلب أيضًا. وقد شوهد أفراد الحرس الثوري والميليشيات بشكل دوري بالقرب من الحدود، في حين أن القوات التابعة لنظام الأسد قد انتهكت اتفاقات الفصل لعام 1974 مع إسرائيل من خلال دخول المنطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان من وقت إلى آخر.
وبقدر ما هو معروف، فإن روسيا والولايات المتحدة لم تستأنفا بعد المحادثات المباشرة بشأن سوريا، لكن الروس يشيرون إلى استعدادهم لإعادة النظر في مواقفهم. وتعتقد إسرائيل أنه في ظل الظروف الجديدة، وفي أعقاب الهجمات الكثيرة لسلاح الجو الإسرائيلي ودعم إدارة ترامب العلني لتحركات إسرائيل، ستوافق موسكو على نقل الإيرانيين إلى شرق طريق دمشق-درعا، كما كان مطلب إسرائيل الأصلي.
ويبدو أن الأسد نفسه أصبح أقل رغبةً في الوجود العسكري الإيراني، والذي يخلق احتكاكًا مع إسرائيل. وفي فبراير ومايو، في أحدث جولة من التوترات بين إسرائيل وإيران في سوريا، دمر سلاح الجو الإسرائيلي مجموعة كبيرة من مدفعية الدفاع الجوي السورية بعد أن أطلقت النيران على مقاتلات إسرائيلية. ووفقًا لاستنتاجات مختلفة، فقد تم تعطيل ما يقرب من نصف منظومة الدفاع الجوي التابعة للنظام.
ووفقاً للمخابرات الإسرائيلية، يوجد الآن في سوريا حوالي 2000 ضابطًا ومستشارًا إيرانيًا ، وأعضاءً في الحرس الثوري، وحوالي 9000 من رجال الميليشيات الشيعية من أفغانستان وباكستان والعراق، وحوالي 7000 من مقاتلي حزب الله. وتعتقد إسرائيل أن الأمريكيين الآن في وضع جيد للوصول إلى ترتيب أكثر فاعلية في سوريا بالتنسيق مع الروس تحت شعار “بدون إيران وبدون داعش”.
في 17 مايو، في نهاية لقاء مع الأسد في سوتشي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تقدم المحادثات حول مستقبل سوريا يجب أن يعجل بسحب جميع القوات الأجنبية من سوريا. وفي اليوم التالي، قال مبعوث الرئيس، ألكسندر لافرينتيف، إن بوتين كان يعني قوى إيران وحزب الله والولايات المتحدة وتركيا، لكنه أضاف أنه “أمر معقد للغاية”.
ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية تصريحات بوتين وقالت إن القوات الإيرانية ستبقى في سوريا طالما أن النظام يحتاجها وطالما كان هناك تهديد إرهابي هناك.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الأحد في بداية الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء أن إسرائيل تعمل في سوريا على مقاومة الحشد العسكري الإيراني ضد إسرائيل. “نحن نعمل ضد نقل الأسلحة الفتاكة من سوريا إلى لبنان أو تصنيعها في لبنان، والتي تستهدف كلها إسرائيل. وإنه لحقنا في الدفاع عن النفس أن نمنع إنتاجها أو نقلها”.
وقد أبلغت سوريا يوم الخميس عن غارة جوية بالقرب من مطار حمص في وسط البلاد، حيث تم ضرب موقع عسكري مرتبط بحزب الله. وقال حسن نصر الله زعيم حزب الله في خطاب ألقاه في بيروت أن هذا هجوم إسرائيلي انطلق من سماء لبنان.
في الأسبوع الماضي، أصدر رئيس سلاح الجو الإسرائيلي أميكام نوركين صورة لطائرة إسرائيلية من طراز F-35 فوق بيروت. وقال نوركين أن الطائرة شاركت في أحدث عمليات سلاح الجو في مكانين مختلفين.