لبحث تداعيات الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وصلت وفود الصين وروسيا ودول أوروبية وإيران إلى فيينا، أول أمس، للمشاركة في لقاء (4+1)، في ظل غياب الولايات المتحدة الأمريكية.
اللقاء الذي يعقد للمرة الأولى منذ انسحاب دونالد ترامب، يبحث فيه المجتمعون نتائج المحادثات الرامية لإنقاذ الاتفاق، وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت التزام إيران بالاتفاق الموقع في 2015.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلنت أن برلين ستواصل احترام الاتفاق النووي مع إيران، وأشارت إلى أن جزءًا من الشركات الأوروبية قد يتعين عليها مغادرة إيران بسبب الإنسحاب.
وأكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية آنييس فان دور مول، أنّ «فرنسا ستدعم الاتفاق النووي الإيراني طالما تحترم طهران تعهداته ا»، وأضافت: «يحق للشركات الفرنسية أن تتعامل مع إيران».
ونص بيان الاتفاق المشترك بين الغرب وإيران بشأن برنامج طهران النووي في 2015 على مواصلة إيران برنامجها النووي السلمي بدرجة تخصيب 3.67 %، وسيكون التخصيب بمنشأة نطنز.
تجديد التهديدات
ومرة أخرى عادت الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتهديد، حيث أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن إيران قادرة على رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20 % في غضون يومين أو ثلاثة.
ونقلت وكالة أنباء فارس نقلا عن «كمالوندي» قوله إن «عملية التخصيب في منشأة فردو جاهزة للتحرك»، وأضاف: «نحن على استعداد كاف، وقد تم عقد الكثير من الجلسات في هذا المجال مع جميع الخبراء والمسؤولين».
وأضاف: «احتفظنا بمجموعة أجهزة الطرد المركزي في أحد الجناحين من منطلق عدم ثقتنا بهم (أمريكا) رغم إصرارهم على تفكيكها، وفي الجناح الآخر قمنا بتفكيك أجهزة الطرد المركزي، ولكن بالإمكان إعادتها مرة أخرى».
وفي 30 أبريل الماضي، نقل التلفزيون الرسمي عن علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله إن إيران تستطيع من الناحية الفنية تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى مما كانت عليه قبل التوصل للاتفاق النووي.
وقال «صالحي» إن أمام إيران عددا من الخيارات إذا فشلت الدول الأوروبية في الحفاظ على الاتفاق، ومن بين تلك الخيارات استئناف تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 %، وأضاف أنه ليس أمام الاتحاد سوى بضعة أسابيع للوفاء بتعهداته.
وحذر «صالحي» ترامب من هذه الخطوة قائلا «إيران لا تناور… فنيا نحن مستعدون تماما لتخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى مما كان عليه قبل التوصل للاتفاق النووي… أتمنى أن يعود ترامب إلى صوابه وألا ينسحب من الاتفاق».
تحذيرات
تصريحات المسؤولين الإيرانيين اتسمت بالحدة خلال الأيام السابقة للإجتماع، نظرًا لعدم وجود رد فعل قوي من الدول الأوروبية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك تجاه ما يمكن فعله مستقبًلا.
واعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي أن الولايات المتحدة تسعى للإطاحة بنظامه، وحدد للأوروبيين سبعة شروط للإبقاء على الاتفاق النووي، في حين أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن بلاده ستتجاهل العقوبات الأميركية وتتفاوض مع الأوروبيين.
وقال «خامنئي» إن عداء الولايات المتحدة لإيران عميق، وإن جميع التحركات الأمريكية ضد إيران هدفها الإطاحة بالنظام، وأضاف: «أن واشنطن مارست كل أساليب العداء بدف ضرب بلاده سياسيا وعسكريا واقتصاديا لكنها فشلت في كل تلك المحاولات».
ورأى خامنئي أن الولايات المتحدة ستهزم إذا قام المسؤولون الإيرانيون بواجبهم، موضحا أن بلاده تسعى للتوافق مع الدول الأوروبية للحفاظ على الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، ومحذرا في الوقت نفسه من أن التجارب السابقة تشير إلى أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا تسير على منوال واشنطن في القضايا الحساسة.
الاتفاق النووي
يُشار إلى أنه في يوليو 2015، كان لدى إيران ما يقارب 20 ألف جهاز طرد مركزي، و في إطار الاتفاق النووي، يمكن لإيران أن تحتفظ بما لا يزيد عن خمسة آلاف وستين من أجهزة الطرد المركزي الأقدم والأقل كفاءة في ناتانز حتى عام 2026، أي بعد 15 عاما من تاريخ بدء الا تفاق في يناير عام 2016.
تم تخفيض مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 98 في المئة إلى 300 كيلو غرام، وهي كمية لا يجب تجاوزها حتى عام 2031، كما يجب الحفاظ على مستوى تخصيب المخزون بدرجة 3.67 %، ولن يسمح بالتخصيب في فوردو حتى 2031، وسيتم تحويل مرفق تحت الأرض إلى مركز للفيزياء النووية والتكنولوجيا.