«الموت لأمريكا الموت لإسرائيل» شعار سياسي إيراني معادي للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في أوقات توتر العلاقات وفرض عقوبات أمريكية على إيران بسبب نشاطها النووي.
في الآونة الأخيرة وخاصة بعد إنسحاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني، رفعت إيران هذا الشعار مرة أخرى، لكن صحيفة معاريف العبرية كشفت عكس ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الفنادق الأردنية، بالعاصمة عمَّان، احتضن المباحثات الثنائية، الإسرائيلية ــ الإيرانية، نهاية الأسبوع الماضي، حيث جلس السفير الإيراني في غرفة ومعه وفد من بلاده، وفي حجرة مجاورة وفد إسرائيلي أمني رفيع المستوى، ترأسه نائب جهاز الموساد.
وأوضحت الصحيفة، أن الوسيط الأردني، أدار النقاشات الجانبين الإيراني والإسرائيلي، وأكدت الصحيفة الصهيونية، أن المباحثات الثنائية ناقشت الحرب الدائرة في الأراضي السورية بوجه عام، وخاصة في مدينتي، درعا والقنيطرة.
اتفاق إيراني إسرائيلي
وذكرت الصحيفة أنه يلوح في الأفق اتفاق بين الطرفين، الإسرائيلي والإيراني، يقضي بأن إيران وحزب الله والميليشيات التابعة لهما لا تشترك في أية عمليات ضد المعارضة السورية، على أن يتحمل الجيش السوري المسؤولية عن ذلك.
وستقوم الحكومة الأردنية بالحفاظ على الحدود المشتركة ومنع المتسللين من الدخول إلى الأراضي السورية، مع تعهد سوريا لكل من الأردن ووحكومة الاحتلال الإسرائيلي بعدم تدخل إيران في الحروب الدائرة في المنطقة بوجه عام.
من جانبها، وبحسب الصحيفة العبرية، فإن إسرائيل حذرت إيران من التدخل مجددًا في سوريا، وإلا فإن تل أبيب ستدير بدورها حربا ضروس في المنطقة، حيث حددت إسرائيل منطقتي الحدود المشتركة مع الأردن وهضبة الجولان السورية المحتلة مناطق خط أحمر لها.
مع تأكيد الصحيفة على أن تلك النقاشات حول الوضع في سوريا، عبر الأردن، قد أديرت لأكثر من مرة، خاصة بعد تعدد الهجمات الإسرائيلية الجوية على منشآت عسكرية سورية إيرانية طوال الأشهر القليلة الماضية.
علاقات تاريخية
العلاقات الإيرانية – الإسرائيلية يجدها قديمة ومتجذرة بين الطرفين، منذ نظام الشاه وحتى انقلاب الخميني، فخلال حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، أظهرت الوثائق التاريخية أن جسراً من الأسلحة كانت تأتي إلى إيران من أمريكا عبر إسرائيل.
عسكريًا
حيث أرسلت إسرائيل نحو 1500 صاروخ إلى طهران، في اطار عملية بيع الأسلحة الأميركية إلى إيران التي عرفت بعد ذلك بقضية «ايران-غيت»، إبان الحرب الايرانية العراقية في الفترة 1981-1988.
كذلك كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية عام 1981 عن تعاون عسكري بين الطرفين، حيث أكدت الصحيفة أن إيران استلمت ثلاث شحنات أسلحة، وفي عام 1982 أقر مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل آنذاك بأن تل أبيب كانت تمد إيران بالسلاح، بهداف اضعاف عراق صدام حسيين.
وفي العام ذاته أفادت مجلة «ميدل إيست» البريطانية أن مباحثات كانت تجري بين إيران «إسرائيل» بشأن عقد صفقة يحصل الكيان بموجبها على النفط الإيراني في مقابل حصول إيران على السلاح الإسرائيلي.
اقتصاديًا
من الجانب الإقتصادي، تقول صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أن أكثرمن 30 مليار دولار حجم الإستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية، بمعدل أكثر من 200 شركة إسرائيلية، وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران .
كذلك يتجاوز عدد يهود إيران في إسرائيل 200000 يهودي، و كبار حاخامات اليهود في إسرائيل هم إيرانيون من أصفهان، ولهم نفوذ واسع داخل المؤسسات الدينية والعسكرية ويرتبطون بإيران عبر حاخام معبد أصفهان.
وزيرالدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز، إيراني من يهود أصفهان، وهو من أشد المعارضين داخل الجيش الإسرائيلي لتوجيه ضربات جوية لمفاعلات إيران النووية ، والرئيس الإسرائيلي «موشيه كاتساف» إيراني، وتربطه علاقات ودية وحميمية مع «الخامنئي» والرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد.
وتعتبر إيران أكبر دولة تضم تجمعات كبيرة لليهود خارج «إسرائيل»، حيث يتواجد فيها أكثرمن 30000 يهودي، وكنائس اليهود في طهران وحدها تجاوزت 200 كنيس، حيث تعتبر إيران بالنسبة لليهود هي أرض «كورش» مخلِّصهم.
وفيها ضريح «استرومردخاي» المقدس، كما يحج يهود العالم إلى إيران، لأن فيها جثمان «بنيامين» شقيق نبي الله يوسف عليه السلام، ولهم إذاعات تبث من داخل إسرائيل ومنها إذاعة «راديس» التي تعتبر إذاعة إيرانية متكاملة كما توجد لديهم إذاعات على نفقة ملالي إيران.
علاقات سرية
الكاتبة الصحفية، غادة الشاويش، اكدت في مقال لها نشره موقع القدس العربي، تحت عنوان «العلاقات الإيرانية الإسرائيلية… ماض طويل ومستقبل زاهر»، أن إيران تاجرت أكثر من مرة بورقة «حزب الله» والمقاومات فضغطت عليه في 1985 للافراج عن رهائن أمريكيين مقابل 500 صاروخ «تاو» أمريكية.
وأضافت: «تمت الصفقة بوساطة إسرائيلية بين الأمريكيين والإيرانيين، و في 96 عرضت طهران على إسرائيل عبر قنوات اتصال تعرف بالمسار واحد ونصف والمسار2، على حكومة نتنياهو التخفيف من دعم «حزب الله» مقابل ان لا يضغط الإسرائيليون على موسكو لوقف التعاون العسكري الإيراني الروسي،وعرضت المساعدة في العثور على الطيار الإسرائيلي اراد الذي اسر في لبنان في 86 في مقابل توسط إسرائيل للتقريب بين طهران وواشنطن».
وتابعت: «في 2003 قدمت طهران للأمريكيين وثيقة عبر السفير السويسري غولديمان، وقع عليها المرشد الاعلى،خامنئي، و سربها تريتا بارسي رئيس المجلس القومي الأمريكي الإيراني، واستاذ العلاقات الدولية في جامعة هوبكنز في كتابه القيم التحالف الغادر، تعطي انطباعا هاما عن حزمة التفاهمات الأمريكية الإيرانية الإسرائيلية فوق الطاولة وتحتها في اتفاق جنيف النووي».
وأكدت أن إيران عرضت يومها وقف دعمها لحماس والجهاد الاسلامي، والضغط على المجموعتين لوقف العمليات ضد العدو، ونزع سلاح «حزب الله» وتحويله إلى حزب سياسي محض، وفتح البرنامج النووي الإيراني امام عمليات التفتيش الدولية،والتعاون الكامل في ملف مكافحة الإرهاب وخاصة تنظيم القاعدة، والقبول باعلان بيروت الصادر عن القمة العربية في 2002 في ابرام سلام جماعي مع إسرائيل مقابل موافقة إسرائيل على الانسحاب من كافة الاراضي المحتلة عام 67، وحل ملف اللاجئين الفلسطينيين، والقبول بحل الدولتين، الذي ستعترف إيران به دون المجاهرة بالعلاقات مع العدو.