احتضنت أحد الفنادق الأردنية، بالعاصمة عمَّان، احتضن المباحثات الثنائية، الإسرائيلية ــ الإيرانية، نهاية الأسبوع الماضي، حيث جلس السفير الإيراني في غرفة ومعه وفد من بلاده، وفي حجرة مجاورة وفد إسرائيلي أمني رفيع المستوى، ترأسه نائب جهاز الموساد ومسؤولون بارزون في دوائر الأمن والجيش الإسرائيليين.
وقالت صحيفة «معاريف» العبرية، مساء الأحد 27 مايو، إن الطرفين، الإسرائيلي والإيراني، أدارا مباحثات حول الأزمة السورية، بوساطة أردنية، وأدار الوسيط الأردني النقاشات بينهما، مؤكدة أن المباحثات الثنائية ناقشت الحرب الدائرة في الأراضي السورية بوجه عام، وخاصة في مدينتي، درعا والقنيطرة.
اتفاق إيراني إسرائيلي
وذكرت الصحيفة أنه يلوح في الأفق اتفاق بين الطرفين، الإسرائيلي والإيراني، يقضي بأن إيران وحزب الله والميليشيات التابعة لهما لا تشترك في أية عمليات ضد المعارضة السورية، على أن يتحمل الجيش السوري المسؤولية عن ذلك، على أن تقوم الحكومة الأردنية بالحفاظ على الحدود المشتركة ومنع المتسللين من الدخول إلى سوريا، مع تعهد سوريا لكل من الأردن و«إسرائيل» بعدم تدخل إيران في الحروب الدائرة في المنطقة بوجه عام.
من جانبها، وبحسب الصحيفة العبرية، فإن إسرائيل حذرت إيران من التدخل مجددا في سوريا، وإلا فإن تل أبيب ستدير بدورها حربا ضروس في المنطقة، حيث حددت إسرائيل منطقتي الحدود المشتركة مع الأردن وهضبة الجولان السورية المحتلة مناطق خط أحمر لها، مع تأكيد الصحيفة على أن تلك النقاشات حول الوضع في سوريا، عبر الأردن، قد أديرت لأكثر من مرة، خاصة بعد تعدد الهجمات الإسرائيلية الجوية على منشآت عسكرية سورية إيرانية طوال الأشهر القليلة الماضية.
علاقات تاريخية
في 2008، ألف الكاتب الأمريكي كتابا حول العلاقات السرية بين «إسرائيل» وإيران والولايات المتحدة الأمريكية بعنوان «التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأمريكية»، كذب من خلاله ما أسماها «الأسطورة الزائفة» عن التنافس الإسرائيلي-الإيراني.
وأكد أنّ قصة دعم إسرائيل لإيران أثناء حرب الخليج الأولى مشهورة متواترة عند المطلعين على تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث قدرت مبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران إجمالاً بـ 500 مليون دولار أمريكي في الفترة من عام 1981 إلى 1983 وفق ما ذكره معهد جيف للدراسات الإستراتيجية، وتم دفع معظم هذا المبلغ من خلال النفط الإيراني المقدم إلى إسرائيل.
كما ذكرت صحيفة «هاآرتس» العبرية، تقريرا داخليا لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أوضح أن إسرائيل حافظت على علاقات «صناعية- عسكرية» مع إيران تمّ بموجبها تزويد إيران بـ 58000 قناع للغازات السامة من شركة «شانون للصناعات الكيماوية» بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية بالإضافة إلى كاشفات للغازات من قبل شركة «إيلبت» تستعمل لغرض الكشف عن عوامل الأسلحة الكيماوية.