يمتلك مدير فني الجميع اعترف بقدراته رغم حداثة سنه في عالم التدريت، يمتلك اللاعب الحاصد على اخر كرة ذهبية كافضل لاعب في العالم، يمتلك اسطول كبير من افضل اللاعبين بجميع المراكز مدعما بدكة احتياط يجلس عليها لاعبون مستوياتهم افضل بكثير من المستويات التي يقدمها اساسيون منافسيه ولهذا يقول المنطق والعقل ان هذا الفريق والحديث هنا عن ريال مدريد الاسباني هو الاحق بان يحمل كأس دوري ابطال اوربا في النهاية للمرة الثالثة عشر في تاريخه بعد تتويجه مساء أمس على حساب ليفربول الانجليزي.
ولكن مهلا بعض الشيء فاذا امعنت النظر على ما حدث خلال مباريات مرحلة الحسم وخروج المهزوم في طريق الريال إلى لقبه الجديد ستكتشف بكل سهولة ان كل ما سبق لم يكن البطل الحقيقي الذي ساهم في تتويجه صحيح كلها كانت عوامل مشاركة في النجاخ ولكن لم يصل اي منها إلى مرتبة دور البطولة يمكن وصفها بالعوامل المساعدة اما العامل الرئيسي فقد كان التوفيق او ما يسميه البعض الحظ.
في دور الستة عشر وبعد نجاح الريال في تخطي الدور المجموعات اوقعته القرعة بباريس سان جيرمان الفرنسي وقد كانت بالفعل مواجهة ينتظرها الكثيرون يريدون ان يشاهدوا ما قد يفعله لاعب نادي العاصمة الفرنسية الجديد البرازيلي نيمار اغلى لاعب بالتاريخ حتى وقت كتابة هذة السطور امام الفريق المرشح دائما للفوز باللقب.
والبداية كانت من مباراة الذهاب على ملعب مدريد ووسط استعرضات نيمار المعتادة على هذا الملعب وقت ان كان لاعبا ببربشلونة الاسباني وهجمات من اليمني والشمال للفريق الباريسي وفرص بالجملة تتضيع يتدخل التوفيق وينقذ مدريد ويحرز ثلاثة اهداف في مرمى خصمه بعدما كان متاخرا بهدف.
ولكن هل يقف مساندة التوفيق عند هذا الحد لايصاب نيمار بعدها في مباراة بالدوري الفرنسي المحلي وينتهي موسمه الكروي بالنسبة لناديه (تعافي مؤخرا ويستعد حاليا رفقة منتخبه إلى نهائيات كاس العالم) يغيب عن مبارة العودة وتصعد كتيبة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان إلى دور الثمانية بعدما انتهى مجموع اللقائين بخمسة اهداف مقابل هدفين لصالح مدريد.
من جديد وخلال هذا الدور قدمت القرعة للجماهير ما ينتظروه ولم يكن هناك افضل من ان يشاهدو نسخة جديدة من نهائي العام الماضي تجمع ريال مدريد مع يوفينتوس الايطالي، وفي مباراة الذهاب بملعب النادي الايطالي قدم مدريد واحدة من افضل مبارياته هذا الموسم وانتزع الفوز بثلاثية نظيفة دون انتظار ان يخدمه التوفيق من جديد.
وبعد هذة النتيجة الجميع علم ان مدريد حسم التأهل إلى نصف النهائي ونادي السيدة العجوز عليه ان يفكر في لقب دوري الابطال بداية من الموسم المقبل لكن ما حدث في مباراة العودة كان دربا من الخيال يوفينتوس الذي امطرت شباكه بثلاثية نظيفة نجح في ردها كاملة في مرمى الكوستاريكي كيلور نافاس حارس ريال مدريد.
وفي الدقيقية 92 من عمر المباراة وامام انتظار الجميع لاوقات اضافية لمعرفة من سينج في انهاء الأمور، لم ينتظر التوفيق مثلهم وساند من جديد حليفه ليعطي حكم المباراة ضربة جزاء للريال ويطرد حارس يوفينتوس الاسطوري بوفون ويحرز منها افضل لاعب بالعالم وفقا لجائزة الكرة الذهبية هدفا يصعد بمدريد إلى نصف النهائي.
وفي نصف النهائي بايرن ميونيخ الالماني في مواجهة ريال مددريد الذي تسبب في ابعاده عن لقب دوري الابطال لاكثر من عام خلال المواسم الماضية، لكن هذة المرة ستختلف كثيرا فالنادي الالماني مدعما بجهود مدربه الاسطوري يوب هاينكس ويريد الثأر من خسارات الاعوام الماضية.
ويبدا حربه خلال مباراة الذهاب على ملعبه بالمانيا ويغزو دفاعات الريال بالعديد والعديد من الهجمات ولكنه لا يحرز من يحرز الريال بفضل التوفيق المساند له والمتخلي عن منافسيه فباخطاء كارثية من دفاعات البايرن ينتهي اللقاء لصالح مدريد بهدفين لهدف.
ونذهبب إلى جولة مباراة العودة وما فعله البايرن خلال الذهاب لا يختلف تقريبا كان اشبه بنسخة مما حدث هجمات وهجمات متكررة ومتتالية والمحصلة لا يحرز سوى 1 % من تلك الهجمات وفي المقابل مدريد يحرز ومرة اخرى من اخطاء مدافعي الخصم ليس هذا فقط بل يخطى ايضا حارس المرمى ويعطيهم هدف مجاني في وقت قدم فيه هذا الحارس مستويات اكثر من رائعة طوال الموسم وكان خير تعويض عن اصابة الحارس الاساسي للبايرين الالماني مانويل نوير، ليقف من جديد الحظ في ظهر الريال ويصعد بهم غلى نهائي البطولة بنتيجة 4/3 مجموع المباراتين.
وقبل الخطوة الاخيرة نحو اللقب اصطدم الريال بطموحات ليفربول الانجليزي المدعمة بقدرات الالماني يورجن كلوب مديره الفني ومثلثه الهجومي الاقوى حاليا على الساحة الاوربية والعالمية المكون من البرازيلي فيرمينو والسنغالي سادو ماني والمصري محمد صلاح.
وفي النصف الساعة الاولى من عمر المباراة اتضح للجميع بما فيهم جماهير الريال ان لقب الثالثة عشر سيتأجل بعض الشيء ولن يذهب إليهم هذا الموسم ليظهر من جديد البطل الحقيقي لهذة النسخة الجنرال توفيق (كما يسميه المعلق المصري ميمي الشربيني) ويصاب افضل لاعبي ليفربول ويخرج دون اكمال المباراة ليعطي الفرصة للاعبي الريال للاستحواذ على مجريات الامور في وقت كان يعانون حتى من اخراج الكرة بشكل سليم من ملعبهم إلى ملعب الخصم.
ورغم ذلك لا يستسلم لاعبي ليفربول ليظهر التوفيق من جديد ويقدم الدعم إلى ناديه المحبب ويحرز له هدف لا يحدث تقريبا سوى كل 100 عام مرة في عالم كرة القدم الاحترافي فحارس ليفربول الالماني كارلوس كيروس الذي يقدم مستويات رائعة طيلة الموسم رفقة فريقه يدفع الكرة إلى قدم مهاجم مدريد الفرنسي كريم بنزيما التي تصدم بقدم وتذهب في طريقها نحو الشباك في مشهد لو اراد صناع الكوميديا السينمائية في تقديمه بايا من افلامه لقال لهم الجمهور ما هذة السذاجة التي تقدموها لنا.
ومن جديد لا يستسلم لاعبي ليفربول ويدركون التعادل العادل باقدام السنغالي سادو ماني ومن جديدايضا يظهر التوفيق والحظ وكما اقصى رونالدو يوفينتوس بالمقصية التي تحدث عليها الجميع ينفذ زميله بالفريق الويلزي جاريث بيل مقصية أخرى وبالطبع تعرف طريقها جيدا إلى الشباك وبالطبع يشاهدها حارس ليفربول مثلنا وهي تحتضن شباكه، فيرد عليه ماني بتسديدة زاحفة صاروخية وبدلا من احتضان الشبالك تحتضن القائم وتذهب سدى.
وفي الوقت الذي يحارب فيه لاعبي ليفربول لتدارك الامر وفرض نتيجة التعادل من جديد يسدد الويلزي تسدية اخرى بعيدة المدى يحملها التوفيق ويضعها في شباك ليفربول بشكل كوميدي ساخر من جديد بعدما فشل حارسه في التعامل معها على الرغم من قدراته الفنية التي لا يستطيع احد ان ينكرها.
وبعيدا عن كل هذا كثيرا ما اخبرونا في المدارس ان التوفيق يكون حليفا للمجتهد ويذهب دائما إلى صفه ولكن ما حدث مع الريال هذا الموسم الكروي في طريقه نحو الثالثة عشر يؤكد ان كثيرا مما تعلمناه في مدارسنا ليس بالدقة الكافية.