وُلد جلال آل أحمد في طهران عام 1923 لأسرة متشددة دينيًا، فهو ابن عم آية الله طلقاني. كان والده رجل دين لذا لم يسمح له أن يتم دراسته الثانوية، وأراده أن يذهب إلى النجف الأشرف ليدرس أصول الدين والمذهب الشيعي كي يكمل مسيرته، لكنه تحدى والده، فكان يذهب فصول مدرسة دار الفنون العريقة ليلًا، و يعمل نهارًا.
وعندما بلغ عامه العشرين صمم والده أن يسافر إلى النجف الأشرف، وبالفعل ذهب، لكنه عاد سريعًا، وأكمل دراسته حتى حصل على الماجيستير في الأدب الفارسي من جامعة طهران، تزوج عام 1950 من الروائية سيمين دشوار، و شارك في تشييد منزلهما الجميل ذا الحديقة المزهرة والجدران المزينة باللوحات، والذي ظل لسنوات قِبلة الأدباء و الفنانين، و لأنهما لم ينجبا، عاشت سيمين إلى نهاية عمرها بمفردها في ذلك المنزل، الذي تم تحويله فيما بعد إلى متحف.
مسيرته الأدبية
هو أديب و مفكر و صحفي وناقد و مترجم، كان من أشهر كتاب إيران خلال ستينيات القرن الماضي، وقد أثر تأثيرًا بالغ في الأجيال التالية من الأدباء والمفكرين. للحد الذي جعل الكثيرون يعتبرونه الأب الروحي للأدباء في تلك الفترة.
كان يتجول في قرى إيران الفقيرة، كي يلمس معاناة الناس الحقيقية، فجاءت قصصه أقرب للوحة تعكس الواقع، كما كان سياسي وثائر منذ الصغر، فقد انضم لحزب توده ” الجماهير” بعد الثانوية، بعدها توقف، ولكنه عاد مرة ثانية إلى السياسة مع حركة مصدق وقضية تأميم النفط، و كانت كتاباته تأريخًا لتلك الفترة بطابع أدبي يصور معاناة الشعب الكادح الذي يأمل في التغيير.
دور آل أحمد في تطور الأدب الفارسي
ـ لعب دور هام في تطور الأدب الإيراني المعاصر حيث ساهم في نشر الأدب الغربي في إيران، فقد ترجم أعمال ديستويفسكي والبير كامو وغيرهم.
ـ ساهم في نشر وتعريف الشعر النيميائي الحر، الذي كان غريب على المجتمع آنذاك.
ـ كان يدعم الشعراء الشباب مثل أحمد شاملو و نصرت رحماني.
ـ كان أسلوبه فريد من نوعه، ولم يكن له مثيل في الأدب الفارسي، كما ادخل اللغة العامية في النثر الفارسي.، فكانت أعماله قريبة من جميع فئات المجتمع.
وقد كرمته الدولة إذ خصصت جائزة أدبية كبيرة تحمل اسمه.
من أهم أعماله
روايات مثل ناظر المدرسة، شاهد القبر، نون والقلم، قصة خلايا النحل.
مجموعات قصصية مثل، خمس قصص، الآلام التي نعانيها، الكثير من النساء.
كما كتب عشرات المقالات، وترجم الكثير من الكتب العالمية، كما صور الرحلات التي قام بها، ومنها رحلته إلى الحج التي بحث فيها عن جوهر الإنسان.
وفاته
توفى الأديب الشهير جلال آل أحمد عام 1969 في الخامسة والأربعين من عمره، في منزله. وكان قد ترك وصية غريبة وهي أن تسلم جثته لطلاب علم التشريح، لكن هذه الوصية لم تنفذ لأنها تخالف الشرع.
وقد انتشرت شائعات بأن قوات السافاك التابعة للشاه هي من دبرت مقتله، لكن زوجته قد ذكرت في كتابها ” غروب جلال ” أن زوجها قد توفى نتيجة لإفراطه في شرب السجائر و الكحول، ورفضت شائعة مقتله.
ومن الجدير بالذكر أنه قد تم انتشار كتبه في فترة الثورة بشكل كبير، وكأنه قد الهم الثوار بعد رحيله.