استمرارًا لحالة التوتر السائدة بين طهران وواشنطن، بعد انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي الإيراني، رفض رئيس أركان الجيش الإيراني الميجر جنرال، محمد باقري، مطالب الولايات المتحدة من طهران بتحجيم نفوذها في المنطقة العربية.
«باقري» أكد أنّ بلاده لن تطلب إذنا من أي دولة لتطوير قدراتها الدفاعية، ونسبت وكالة الجمهورية الإسلامية إلى باقري قوله: «بفضل الله القوات المسلحة الإيرانية الآن أكثر استعدادا من أي وقت ولن تنتظر إذنا لتطوير قدراتها الدفاعية».
ويأتي هذا التصريح في أعقاب فرض الولايات المتحدة الأمريكية، عقوبات على 5 إيرانيين لارتباطهم بالحرس الثوري الإيراني، وتمكينهم الحوثيين في اليمن من إطلاق صواريخ على مواقع في السعودية، وهي عقوبات ليست الأولى من نوعها.
وبنهاية الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات، تستهدف 4 أشخاص على علاقة بالحرس الثوري و«حزب الله»، ومن بين الأشخاص الذين استهدفتهم العقوبات محافظ البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف.
وشملت العقوبات الأمريكية بنك «البلاد» الإسلامي، ومقره العراق، بحسب ما ذكرته وزارة الخزانة الأمريكية على موقعها الإلكتروني على الإنترنت، وتهدد العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران بخفض إمدادات النفط العالمية.
وكان من المفترض أن تبدأ العقوبات الأمريكية على إيران، بعد 90 يومًا، عقِب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم إبرامه في 2015 وساهم في رفع العقوبات الاقتصادية على طهران.
مطالب «بومبيو»
وطرح بومبيو، خلال كلمة علنية أولى له بعد توليه منصب وزير الخارجية ألقاها أول أمس الاثنين في واشنطن وكرسها لقضية إيران، قائمة من 12 مطلبا وضعتها الولايات المتحدة أمام الحكومة الإيرانية كشرط لتطبيع العلاقات.
وأوضح بومبيو أن هذه المطالب هي:
1. وقف تخصيب اليورانيوم وعدم القيام بتكرير بلوتونيوم، بما في ذلك إغلاق مفاعلها العامل على الماء الثقيل
2. تقديم تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البعد العسكري لبرنامجها النووي والتخلي بشكل كامل عن القيام بمثل هذه الأنشطة
3. منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول إلى كل المواقع في البلاد
4. وقف نشر الصواريخ الباليستية والتطوير اللاحق للصواريخ القادرة على حمل الأسلحة النووية
5. إخلاء سبيل كل المحتجزين من الولايات المتحدة والدول الحليفة والشريكة لها، الذين تم توقيفهم بناء على اتهامات مفبركة أو فقدوا في أراضي إيران
6. التعامل باحترام مع الحكومة العراقية وعدم عرقلة حل التشكيلات الشيعية المسلحة ونزع سلاحها
7. سحب جميع القوات، التي تخضع للقيادة الإيرانية، من سوريا
8. وقف تقديم الدعم لـ«التنظيمات الإرهابية»، الناشطة في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله اللبناني، وحركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، ووقف الدعم العسكري للحوثيين في اليمن، ولحركة طالبان والإرهابيين الآخرين في أفغانستان، وعدم إيواء مسلحي القاعدة.
9. وقف «دعم الإرهاب» بواسطة قوات «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني.
10. التخلي عن لغة التهديد في التعامل مع دول مجاورة لها، كثير منها حلفاء للولايات المتحدة، بما في ذلك الكف عن التهديدات بالقضاء على «إسرائيل» والهجمات الصاروخية على السعودية والإمارات.
11. التخلي عن تهديد عمليات النقل البحرية الدولية.
12. وقف الهجمات السيبرانية.
ورفضت إيران المطالب 12 التي وجهها لها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، واتهمت الولايات المتحدة بالسعي لقلب نظام الحكم فيها.
وانتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني تصريحات «بومبيو»، وقال إنه من غير المقبول أن تحدد أميركا لإيران ما الذي يجب عليهم فعله.
وأضاف: «من أنتم لتقرروا لإيران والعالم ما يفعلونه؟ عالم اليوم لا يقبل أن تقرر أميركا ما يجب على العالم فعله.. انتهى ذلك العصر».