من جديد عادت مظاهرات الشعب الإيراني، وذكرت قناة «در» الإيرانية الناطقة بالفارسية والتي تبث من الخارج، أن «احتجاجات ضخمة تنتظر النظام الإيراني عقب القرار الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي».
ووصف التقرير الأوضاع الاقتصادية بـ«غير المريحة»، منوهًا إلى أن «البطالة وعدم تأمين رواتب العاملين في الشركات والمؤسسات الأهلية والحكومية سيدفع النظام للتراجع أمام أي احتجاجات شعبية واسعة».
ونقل التقرير عن خبراء قولهم إن النظام «سيواجه تبعات تهميشه للمجموعات العرقية المختلفة بالإضافة إلى عملية فصل وتسريح العمال من وظائفهم والرقابة الشديدة المفروضة على شبكات الإنترنت ووسائل الإعلام».
واعتبر التقرير أن النظام الإيراني «يعتمد على قوات الأمن، بما في ذلك الحرس الثوري، لمواصلة بقائه»، وخلص التقرير إلى وصف الاقتصاد الإيراني بأنه «هش للغاية»، ويرجع ذلك للنظام المصرفي الضعيف.
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في مدينة كازرون احتجاجًا على قرار حكومي بتقسيم المدينة إلى ناحيتين حيث يقول المحتجون إن ذلك سيؤدي إلى ذهاب الموازنة والثروات والمصانع وفرص العمل للمنطقة الجديدة.
#uprising– #Iran: Clip of #Kazeroon injured
Who were shot by #Khamenei mercenaries
.#FreeIran #Iranprotests #FreeAllProtesters #RegimeChange #براندازم #اعتصاب_سراسری pic.twitter.com/ZOGeqHye1q— FARID AZAD (@faredseraji) May 16, 2018
مظاهرات
وقال ناشطون إن الاحتجاجات خرجت بعد الإفطار في مناطق وأحياء واسعة بمدينة كازرون واستمرت حتى ساعات متأخرة بينما قامت قوات الأمن والشرطة بإطلاق النار على المحتجين بالإضافة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع.
وكانت السلطات اعترفت بمقتل اثنين من المتظاهرين، بينما نشر ناشطون صوراً لثلاثة قتلى، هم رضا أجدري وعلي محمد آزاد، اللذان قتلا برصاص عناصر الأمن، وأوميد يوسفيان، الذي توفي إثر رصاصة تلقاها في جسمه.
هذا وذكرت منظمات حقوقية أن السلطات الحكومية دفعت بتعزيزات عسكرية السبت الماضي، من محافظة فارس من المناطق المجاورة في بندر عباس وبوشهر وشيراز وكهغيلوية بوير أحمد والعاصمة طهران لمواجهة احتجاجات كازرون.
كما تداول ناشطون مقاطع تعود للأيام الماضية حيث تسبب قطع الإنترنت في تأخير وصولها وتظهر الانتشار الكثيف لقوات الأمن وتفتيش المارة والسيارات ويسمع صوت امرأة تقول إن هذه القوات تتصرف مثل عناصر تنظيم الدولة.
فيلم ديده نشده كازرون در 27 ارديبهشت97#كازرون_تنها_نيست pic.twitter.com/yQAiuD1euY
— خروش تهران (@hamide218) May 19, 2018
رواية رسمية
وفي وقت سابق قالت وكالة «فارس» شبه الرسمية للأنباء، الخميس الماضي إن شخصا واحدا على الأقل قتل في مدينة كازرون جنوب إيران عندما أضرم محتجون النار في مركز للشرطة.
وأضافت الوكالة أن الاحتجاج الذي وقع الليلة الماضية خلف قتيلا واحدا، وتابعت: «تجمع عدد محدود من الأشخاص للاحتجاج على قرار اقتطاع بعض أحياء كازرون وضمها إلى مدينة جديدة».
#uprising– #Iran: May 26, #Kazeron, now: Kazeron Police Station Continues to Rise in the Fire of People#FreeIran #Iranprotests #FreeAllProtesters #RegimeChange #براندازم #کازرون_ایستاده #کازرون #اعتصاب_سراسری #کازرون_تسلیت pic.twitter.com/CD0DWwuA6J
— NaderLiberty (@NaderNseraj904) May 16, 2018
وقال بيان وزارة الداخلية الإيرانية، يوم الخميس الماضي: «تحث الوزارة حكماء كازرون على الانتباه لمؤامرات جماعات المعارضة وأعداء إيران»، وأضاف: «أولئك الذين يريدون إثارة الاضطراب والإضرار بالأمن القومي ستتم مواجهتهم قانونيا بحسم.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن مسؤول محلي قوله إن الوضع بات تحت السيطرة في كازرون «لكن مازالت هناك بعض الاحتجاجات المتقطعة»، وقالت وكالة أنباء «تسنيم» إن احتجاجات سلمية تجري على مدى أسابيع ضد القرار في مدينة كازرون».
یکشنبه ۳۰ اردیبهشت ، حضور فعال زنان شجاع در تجمع اعتراضی #مالباختگان #کاسپین در #تهران با شعار:
ما بنده گان الله ، غارت شدیم به وَالله✊#زنان_برانداز#اعتصاب_سراسری pic.twitter.com/7SWSjImEyw— خروش تهران (@hamide218) May 20, 2018
الاتفاق النووي
كان الاتفاق الذي أبرم بين إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وأمريكا، من أبرز إنجازات الرئيس أوباما، لكن ترامب وصف الاتفاق بأنه «واحد من أسوأ الاتفاقات التي شهدها على الإطلاق».
وأدى الاتفاق الذي وقع بين إيران والقوى الكبرى إلى رفع العقوبات الاقتصادية التي شلت الاقتصاد الإيراني مقابل الحد من برنامجها النووي، وكانت هناك مخاوف من استخدمام إيران برنامجها لإنتاج أسلحة نووية.
والاسبوع الماضي، لفتت صحيفة «كيهان» الإيرانية، إلى أزمة سوق العملات الأجنبية التي تجتاح إيران مؤخرا، في ظل ارتفاع حدة التوتر مع الولايات المتحدة، بعد أن ارتفعت العملة الخضراء إلى نحو 7200 تومان في السوق الحرة.
واعترفت الصحيفة، بانهيار العملة المحلية، على الرغم من النفي الرسمي على لسان إسحاق جهانجيري المساعد الأول للرئيس الإيراني حسن روحاني، قائلًا أن وسائل الإعلام تنشر أسعار غير واقعية عن سوق العملات الأجنبية، في إيران.
وفي ظل تفاقم أزمة العملات الأجنبية في إيران، وارتفاع أسعار المسكوكة الذهبية المتداولة داخل إيران، قرر البنك المركزي الإيراني، إيقاف بيعها للمواطنين، خشية تناقص المدخرات الذهبية في ظل تصاعد مخاوف الإيرانيين مؤخرا.
وأشارت «كيهان» إلى أن الصرافات تحجم عن التعامل بالأسعار التي حددتها حكومة «روحاني» إثر قرارها الأخير بتوحيد سعر الصرف الأجنبي عند حدود 4200 تومان، في الوقت الذي تشكو أغلبها من نقص المعروض على إثر تكالب المواطنين على الشراء لتحويل مدخراتهم إلى دولار خشية انهيار الاقتصاد الإيراني خلال الفترة المقبلة.
ومنذ الحديث عن انسحاب أميركا من الاتفاق، شهد الاقتصاد الإيراني مجموعة من العقبات، من بينها التراجع الكبير الذي شهده الريال من 42 ألفا مقابل الدولار إلى أكثر من 60 ألف ريال مقابل العملة الأميركية، بانخفاض يصل إلى 25%، قبل أن يعود للاستقرار، وكان صندوق النقد الدولي قد دعا إيران، إلى تسريع عملية الإصلاح الاقتصادي في حال انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، في 12 مايو الجاري.