قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، من الاتفاق النووي الإيراني «خطوة ستولد أزمات جديدة في المنطقة».
وأضاف «أردوغان» في تصريحات لشبكة «بي بي سي»: «الاتفاق الذي أُبرم في عهد (أوباما)، كان صحيحًا وخطوة جيدة نحو إحلال السلام بالمنطقة».
وتابع الرئيس التركي قائلًا: «مبدأ الاستمرارية يعتبر شرطًا أساسيًا في العلاقات الدولية، وأنّه من الواجب الحفاظ على الاتفاقيات المبرمة بين الدول».
ويسعى ترامب إلى تعديل الاتفاقية بإضافة بعض البنود مثل السماح بشكل تام لخبراء الأسلحة النووية التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى كافة المناطق العسكرية السرية الإيرانية.
وفي 15يوليو 2015، أبرمت مجموعة «5+1» وإيران، بعد 22 شهرا من المفاوضات، اتفاقًا تاريخيًا حول البرنامج النووي الإيراني، نص على عدد من البنود التزم بها جميع الأطراف.
ومن أبرز البنود أيضًا، استمرار حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران لمدة خمس سنوات، فيما لن ترفع العقوبات المتعلقة بتسليح إيران بالصواريخ إلا بعد مرور ثماني سنوات.
سباق التسلح
وردًا على سؤال حول ما إذا كان انسحاب واشنطن من الاتفاق سيمهد الطريق لبدء سباق التسلح، قال أردوغان: «واشنطن أرسلت 5 آلاف شاحنة محملة بالأسلحة إلى سوريا، لماذا كل هذه الأسلحة، فأمريكا هي التي تشرف على سباق التسلح في المنطقة».
وأعرب الرئيس التركي عن خيبة أمله من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، مشيراً إلى أنّ تركيا تؤيد أي قرار من شأنه إحلال السلام في المنطقة، وتعارض الخطوات التي تخل بالأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
ومنذ أن كان مرشحًا للرئاسة، وعد ترامب بإلغاء الاتفاق الذي أبرمته إدارة أوباما، منتقدًا وجود «ثغرات كبيرة»، كما انتقد الاتفاق لأنه لا يتطرق بشكل مباشر إلى برنامج الصواريخ البالستية.
ووصف دونالد ترامب في كلمة له في البيت الأبيض الاتفاق النووي الإيراني بـ«الكارثي»، وأضاف «إذا سمحت باستمرار هذ الاتفاق سيصبح هناك سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط».
إسرائيل تُمارس الإرهاب
وعن التصعيد الحاصل بين «إسرائيل» وإيران في سوريا، قال أردوغان: «قصف إسرائيل للأراضي السورية بنحو 50 صاروخاً، هو خطوة استفزازية وبمثابة دعوة للحرب، إسرائيل تمارس الإرهاب في المنطقة».
وتابع أردوغان قائلًا: «صحة الأنباء التي تتحدث عن أن الغارات الإسرائيلية جاءت ردا على تعرض مواقع بالجولان المحتل لقصف من الجانب السوري، مجهولة حتى الأن، فالإيرانيون لا يقرون بهذا الأمر».
وشهدت سماء سوريا فجر الخميس الماضي، حرب إيرانية إسرائيلية، حيث قصف جيش الاحتلال عشرات الأهداف العسكرية التي قال إنها تابعة لإيران في سوريا، وقال إن ذلك جاء «ردا على إطلاق القوات الإيرانية نحو عشرين صاروخا على مواقعه في الجولان المحتل.
وتعد هذه أكبر عملية لسلاح الجو الإسرائيلي في سوريا منذ حرب 1973، إذ شاركت فيها 28 طائرة من طراز «أف 15» و«أف 16»، وفقا لما رصدته وزارة الدفاع الروسية، من جانبها، اتهمت الجمهورية الإيرانية، إسرائيل باختلاق «ذرائع» لتقصف سوريا.
ونشر جيش الاحتلال صورًا من الأقمار الصناعية لما وصفه بأربعة مراكز للاستخبارات الإيرانية في سوريا في تل غربة وتل كلاب وتل النبي يوشع وتل مقداد، كما نشر صورا لمجمع عسكري في منطقة الكسوة ومجمع لوجستي يبعد نحو 10 كيلومترات عن دمشق.