قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الولايات المتحدة الأمريكية هي الخاسر بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
جاء ذلك في مقابلة مع قناة «سي إن أن انترناشيونال»، اليوم الأربعاء، أكد فيها أردوغان ضرورة الإيفاء بالاتفاق الموقع.
وأضاف أردوغان، «أعتقد أن إيران لن تتنازل عن اتفاق أبرمته وستبقى وفيّة له، ولكن الخاسر هنا هي الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها لم تبق وفيّة لاتفاق أبرمته».
وذكر أردوغان أن الأزمات لا تؤثر اقتصاديًا على مناطق معينة وإنما على العالم بأسره، وتابع: «تؤثر على العالم برمته ومثال ذلك فإننا كتركيا سننزعج، وقد تخرج الولايات المتحدة بمنافع كبيرة، ولكن بما أن العديد من الدول ستنزعج من ذلك، فإن الضربة الكبرى ستتلقاها الدول الفقيرة».
واعتبر أردوغان خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (الانسحاب من الاتفاق النووي) «توجه خاطئ خطير للغاية من الناحية الاقتصادية»، ولفت إلى أنها قد تفتح الطريق نحو أزمات جديدة.
وأمس الثلاثاء، أعلن ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، ووقع قرارًا بفرض أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية عليها.
وفي 2015، وقعت إيران، مع الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وبريطانيا)، بالإضافة إلى ألمانيا، اتفاقًا حول برنامجها النووي، قبل أن تعلن واشنطن أمس الانسحاب منه.
ورغم قرار انسحاب ترامب، وإعلانه أن العقوبات ستشمل إيران وأي دولة تساعدها، أكدت كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وثلاثتهم حلفاء لواشنطن، على مواصلة الالتزام بالاتفاق.
وفيما يتعلق بخطوة واشنطن نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، أكد الرئيس التركي أن تلك الخطوة خاطئة، قائلًا، “ماذا حللتم بنقل السفارة إلى القدس؟”.
ورداً على سؤال حول تصريح واشنطن وبعض العواصم الأوروبية بأنها قلقة إزاء التأثير المتزايد لتركيا وروسيا وإيران في الشرق الأوسط، أوضح أردوغان أن الولايات المتحدة تخسر أصدقائها الحقيقيين، وأن بعض الدول صوتت ضد الولايات المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة رغم اتصالها بتلك الدول (التصويت على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل).
وأردف، «وهذا يعني وجود خطأ في مكان ما وعلى الولايات المتحدة عدم الإصرار على هذا الخطأ، وأنا لا أرى أي فائدة من إصرار واشنطن، حيث أننا بحاجة شديدة لذلك من أجل السلام العالمي».
وحول الرد تركيا في حال إيقاف واشنطن بيع مقاتلات من طراز «إف-35» من الجيل الخامس إلى أنقرة أو فرض عقوبات عليها في هذا الإطار، قال أردوغان، «إن هذا لا يتوافق مع روح التحالف».
وأضاف «تركيا تسدد دفعات تلك المقاتلات بموجب الاتفاق، حيث لا يمكنكم (الولايات المتحدة) الخروج الآن والقول إننا لا نريد إعطائكم المقاتلات، إذ ينبغي عليكم الإيفاء بعملكم مادمنا نسدد الدفعات ونمتثل للقانون من الناحية التجارية».
وبشأن القس الأمريكي «أندرو كريغ برونسون»، أكد أردوغان أن القضاء يتولى القضية، مستنكرًا اقحام أمر قضائي بالسياسة.
ولفت إلى أن تركيا تطلب من الولايات المتحدة تسليمها زعيم منظمة «غولن» الإرهابية فتح الله غولن، الذي هو خارج إطار القضاء (لا يخضع للمحاكمة بالولايات المتحدة).
وأضاف، «تخبئونه منذ 1999، وليس محكومًا أو معتقلًا، فنحن نطلبه منكم ولكنكم ترفضون تسليمه، والأن أنتم تطلبون شخصًا يُحاكم وله ارتباطات إرهابية، فهذا الأمر لا يمكن أن يحدث».
وفيما يتعلق بأهداف تركيا النهائية في منطقة عفرين، شمالي سوريا، والخطوة المقبلة، ذكر أردوغان أن تركيا تكافح إرهابيي “ب ي د/ ي ب ك” بعفرين، والولايات المتحدة تتحرك سويًا معهم.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن واشنطن أرسلت 5 آلاف شاحنة محملة بأسلحة، وألفي طائرة شحن بذات الشكل إلى الإرهابيين.
واستنكر الرئيس التركي إمداد الولايات المتحدة المنظمات الإرهابية بالأسلحة مجاناً، في حين أن تركيا لا تستطيع الحصول على أسلحة من الولايات المتحدة بنقودها.