«أسوأ اتفاق وقعته أمريكا في تاريخها» هكذا وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق النووي الإيراني، عقِب فوزه في الانتخابات، ومنذ بدأ حملته للانتخابات الأمريكية، شن هجوما على الاتفاق الذي أبرمته إدارة أوباما.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدم الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وأضاف: «يجب ألا نلغيه إلا إذا كان لدينا بديل جيد»، مضيفاً «إننا نمر بأوقات خطيرة».
وقال غوتيريش لـ«بي بي سي» إن «هناك خطراً حقيقياً بنشوب حرب إذا لم يتم التقيد بالاتفاق المبرم في عام 2015»، وأردف غوتيريش خلال المقابلة أن «إتفاق إيران كان نصراً دبلوماسياً هاماُ ويجب الحفاظ عليه».
ومن المتوقع أن يعلن ترامب، الذي هدد بالانسحاب من الاتفاق حال عدم تعديله، عن قراره من الصفقة النووية يوم 12 مايو.
الاتفاق النووي الإيراني
ويسعى ترامب إلى تعديل الاتفاقية بإضافة بعض البنود مثل السماح بشكل تام لخبراء الأسلحة النووية التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى كافة المناطق العسكرية السرية الإيرانية.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن ترامب «يتجه إلى الانسحاب من الاتفاق، لكنه لم يتخذ القرار بعد، ويبدو أنه جاهز لعمل ذلك، ولكن إلى أن يتم اتخاذ قرار من جانب الرئيس فالأمر ليس نهائيا».
وفي 15يوليو 2015، أبرمت مجموعة «5+1» وإيران، بعد 22 شهرا من المفاوضات، اتفاقًا تاريخيًا حول البرنامج النووي الإيراني، نص على عدد من البنود التزم بها جميع الأطراف.
من أبرز البنود، استمرار حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران لمدة خمس سنوات، فيما لن ترفع العقوبات المتعلقة بتسليح إيران بالصواريخ إلا بعد مرور ثماني سنوات.
كما نص على إلغاء جميع إجراءات الحظر الاقتصادية المفروضة على إيران دفعة واحدة، ومن بينها، إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على 800 شركة ومؤسسة تجارية واقتصادية.
وأعلنت الدول، التي وقعت على الوثيقة، في 16 يناير 2016، إطلاق تنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة، التي تقضي برفع العقوبات المفروضة على إيران بسبب أنشطتها النووية السابقة.
وفي المقابل قامت طهران بالحد من نطاق برنامجها النووي ووضعه تحت المراقبة الشاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أكدت مرارا أن الحكومة الإيرانية تلتزم بالصفقة.
حرب وشيكه
اعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن إقدام نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، على سحب الولايات المتحدة من الصفقة النووية مع إيران قد يؤدي إلى نشوب حرب حقيقية.
وقال الرئيس الفرنسي، في مقابلة مع صحيفة «Der Spiegel» الألمانية، اليوم الجمعة: «إن اتخاذ هذا القرار سيعني فتح صندوق باندورا، وقد يعني بدء حرب».
وأضاف: «لكنني لا أعتقد أن دونالد ترامب يريد حربا»، وأعرب ماكرون عن هذا الرأي وسط توتر كبير ناجم عن توقعات بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.
وبالأمس، بدأ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، زيارة تستمر يومين لواشنطن، حيث سيبحث بشكل رئيسي الملف الإيراني.
وقال في بيان إن الغربيين «موحدون في جهودهم لمواجهة هذا النوع من السلوك الإيراني الذي يجعل منطقة الشرق الأوسط أقل أماناً».
ورأى الوزير البريطاني أنه يتعين «الحفاظ» على الاتفاق مع إيران «مع تطويره بغرض أن يؤخذ في الاعتبار القلق المشروع».
موقف أوروبا
لكن رغم بعض التباين في الموقف الأوروبي وكيفية التعامل مع مخاوف إسرائيل من برنامج إيران النووي الإيراني وتجاربها للصواريخ البالستية، إلا أن هناك إجماعًا على أهمية الاتفاق وضرورة الحفاظ عليه والالتزام به من قبل كل الأطراف.
وهذا ما أكد عليه السفير الألماني السابق لدى طهران بيرند إريل، وقال عن تباين الموقف الأوروبي بأنه على بعض التفاصيل «وفيما إذا كان يمكن إضافة أمور أخرى إلى الاتفاق، وهو ما طرحته وأعلنته فرنسا بأنه يمكن الاتفاق مع إيران على أشياء إضافية وعلى رأسها تجارب الصواريخ البالستية وتنامي نفوذ إيران في دول أخرى في الشرق الأوسط».
ودافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الاتفاق، في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية، قائلة إن اتفاقًا معيبًا أفضل من عدم وجود اتفاق. وأضافت أن ألمانيا «سوف تراقب الوضع عن كثب» لضمان الالتزام بالاتفاق.
وشدد على ذلك الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في تصريحات أثناء زيارته إلى استراليا، الأربعاء الماضي، بأنه يمكن توسيع الاتفاق، لتناول ثلاثة مجالات رئيسية جديدة.
وأضاف «الأول، بشأن النشاط النووي، بعد عام 2025 والثاني، لكي تتم السيطرة على النشاط البالستي للنظام الإيراني ومراقبته بشكل أفضل.. والثالث، من أجل الحصول على احتواء للنشاط الإيراني في المنطقة».