في حربٍ خفية لاستهداف علماء الذرة الإيرانيين تشير أصابع الاتهام للموساد و المخابرات الأمريكية دائمًا، حيث أسلوبهما في عرقلة التطور النووي الإيراني نفس الأسلوب في عرقلة تطور أي بلد آخر، ونذكر إغتيال سميرة موسي من مصر و إبراهيم الظاهر من العراق، وغيرهم.
فاسرائيل التي تعد كلب آمريكا الوفي لن تترك نهضة نووية لبلدٍ فتهتز إثرها صورة الهيمنة المتمثلة في آمريكا الداعمة لها.
كان الدكتور مسعود علي محمدي أحد أبرز الشخصيات العلمية في مجال الذرة اللذين تم إغتيالهم في العقد الحالي، ورغم ادعاء البعض أن ربما أغتاله النظام الإيراني نفسه لأنه من معارضيه، لكن إيران تدعم علمائها في هذا المجال بكل ما أوتيت من قوة سعيًا وراء تحقيق حلمها باللحاق بالدول العظمى، وأن تكون سيدة قرارها، لذا لن تضحي بعالمٍ كبير كمحمدي لآرائه السياسية التي رغم كل شيء تبقى معتدلة.
نشأته
وُلد محمدي عام 1960 في طهران لأسرة ملتزمة دينيًا، وحصل على تعليمه الأساسي هناك، بدأ في دراسة الفيزياء في جامعة شيراز عام 1976، واستمرت فترة دراسته لمدة ثمان سنوات نتيجة لإغلاق الجامعات خلال الثورة الثقافية وتعطيل الدراسة لمدة سبعة فصول دراسية، ولأنه تخرج بتقدير إمتياز حصل على منحة لدراسة الفيزياء في الخارج لكنه قرر أن يكمل دراسته في إيران عندما تم قبوله لدراسة الماجيستير في جامعة شريف الصناعية.
كان واحدا من أوائل طلاب الدكتوراه في الفيزياء داخل إيران، وهو أول شخص يحصل على شهادة الدكتوراه في فيزياء الجسيمات في إيران، كما كان بجانب وحيد كريمي بور أول طالب دراسات عليا في معهد العلوم الأساسية، وكان تخصصه الرئيسي في الجسيمات الأساسية.
إسهاماته العلمية
كان بحثه للدكتوراه حول نظرية الأوتار وهي مجموعة من الأفكار تستند إلى تركيب الكون عن طريق معادلات رياضية معقدة.
كان أستاذًا للفيزياء وعضو الهيئة العلمية في جامعة طهران.
مؤسس ومدير قسم الجسيمات في كلية الفيزياء جامعة طهران.
تعاون مع معهد العلوم الأساسية (مركز أبحاث الفيزياء النظرية والرياضيات).
نشر وطبع أكثر من ثمانين مقالة علمية.
حصل عام 2007 في مؤتمر الخوارزمي ــ أحد أهم المؤتمرات العلمية في إيران ــ على المرتبة الثانية في أبحاث الجزيئيات الأساسية.
ترجم كتاب ميكانيكا الكم لـ جي جي ساكوراي بمعاونة حميد رضا.
قام بتدريس الثرموديناميكا الإحصائية، وميكانيكا الكم، والجزيئيات، ونظرية الحقل الكمومي، والميكانيكا الكلاسيكية في قسم الفيزياء بالجامعة.
شارك في مشروع ” سزامي”.
آرائه السياسية
لم يكن له نشاط سياسي معارض، لكن في الآونة الأخيرة قد دعم المرشح الإنتخابي الإصلاحي مير حسين موسوي، كما شارك في الثورة الخضراء.
اعترض على تواجد الأمن في الحرم الجماعي، وكتب رسالة إلى رئيس الجامعة جمع عليها توقيع الكثير من الأستاذة.
عقد قبل إغتياله بأسبوع إجتماعًا بجامعة طهران لمناقشة أوضاع الجامعة، وكان من المقرر له أن يُعقد كل ثلاثاء.
اغتياله
في الثاني عشر من يناير لعام 2010 في الساعة السابعة والنصف بينما كان الدكتور محمدي يستعد للذهاب إلى الجامعة، قام شخص يقود دراجة بخارية بتفجير قنبلة مغناطيسية لاصقة، فلقى حتفه في الحال.
وقد أقيمت له جنازة مهيبة، يتقدمها عناصر أمنية و أفراد من قوات البسيج الإيراني، وآلاف المواطنين والمصورين، و كان من اللافت للأنظار رفع شعارات ” الموت لإسرائيل و الموت للمنافقين ” بينما المعتاد في الجنائز الإيرانية رفع شعارات مذهبية كالشهادتين و أسماء أبرز شخصيات آل البيت.
ومن الجدير بالذكر أن المخابرات الأمريكية قد نفت مسئوليتها عن الحادث، بينما الموساد لم ينفى أو يؤكد، وقد تم القبض على منفذ الحادث، و هو رياضي إيراني يدعي مجيد فشي، و قد اعترف بأنه قد دُرب من قبل عناصر تابعة للموساد لتنفيذ الحادث، وقد تم إعدام المتهم.